الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرصة الثانية لعماد زعترة

نشر بتاريخ: 21/02/2013 ( آخر تحديث: 22/02/2013 الساعة: 16:14 )
زيورخ - معا - موقع الاتحاد الدولي - تلعب الظروف التي يمر بها الإنسان أحياناً دوراً في صقل شخصيته وتنميتها ولعل ما مر به لاعب الوسط عماد زعترة ساهم بتعزيز مهارته كلاعب وبناء شخصية قوية ساعدته على الإحتراف بالسويد والمجر وفرنسا وإيران إلى جانب المشاركة مع المنتخب الفلسطيني على الصعيد الدولي.

فبعد ولادته في السويد لأبوين فلسطينيين وعندما كان بالثامنة من عمره، مرت عائلة عماد بظرف أليم حيث كان والده ضحية اعتداء ذهب ببصره ونطقه وكان بدون شك ذو أثر على اللاعب الذي بدأ مشواره الكروي كلاعب ناشئ بعد خمس سنوات من تلك الحادثة وتحديداً عام 1997.

وعلى الرغم من أن زعترة فضّل عدم التحدث عما جرى لوالده بحوار حصري مع موقع " الفيفا " إلا أنه كشف عن مسيرته الكروية وسر نجاحه بالإضافة إلى تطور كرة القدم الفلسطينية خلال الآونة الأخيرة والإعتماد على اللاعبين المغتربين.

سجل ناصع
بدأ اللاعب ذو الثامنة والعشرين من العمر مشواره الإحترافي مع نادي إيسينجي آي كي السويدي عام 2001 وبعد أن لعب ست سنوات بالدرجات الدنيا، انتقل زعترة إلى نادي زالايجرسزيجي المجري قبل عودته إلى السويد حيث لعب للمرة الأولى بالدوري السويدي الممتاز.

وتحدث زعترة عن بدايته قائلاً "الدوري السويدي يعتبر من الدوريات القوية وبعد فترة من اللعب مع أندية متواضعة، انتقلت إلى اللعب بالدوري المجري. هذه الخطوة رافقها ضغط كبير نظراً لأن الدوري المجري دوري كبير جماهيرياً وبعد ذلك عدت إلى السويد للعب بالدوري السويدي الممتاز."

وأضاف "قضيت عامين مع نادي سيريانيسكا وبما أنني من مواليد السويد فقد تأقلمت بشكل جيد مع الفريق ولم أواجه أي صعوبات وهو الأمر الذي ساعدني لكي أثبت أقدامي بالدوري السويدي."

وانتقل اللاعب، الذي يتخذ من الظاهرة البرازيلية رونالدو قدوة له، على سبيل الإعارة إلى فرنسا حيث لعب بالدرجة الثانية مع نادي نيم وقد تحدث عن تجربته الفرنسية قائلاً "لعبت بالدرجة الثانية في فرنسا وهو دوري قوي وهناك فرصة كبيرة لمن يلعب في فرنسا بأن يلعب ببطولات كبيرة مثل ألمانيا وأسبانيا. لقد استفدت كثيراً من هذه التجربة."

وقد كانت بداية زعترة في فرنسا لافتة حيث سجل هدفاً بمباراته الأولى أمام لو هافر ولكن هذه البداية القوية لم تستمر طويلاً حيث لعب زعترة ست مباريات فقط قبل أن تحرمه الإصابة من مواصلة مشواره مع "التماسيح" ليعود بعد ذلك إلى السويد لينضم إلى سيريانيسكا.
|159853|
أتمنى أن نصل مع المنتخب إلى مركز لم يصل إليه من قبل وأن نشارك ببطولات كثيرة وننافس فيها حيث كان هدفنا سابقاً مجرد المشاركة فقط بينما أصبح طموحنا الآن هو أن نحقق نتائج مميزة.

عماد زعترة
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها والإصابة التي ألمت به، إلا أن طموح زعترة لم يتوقف حيث انتقل عام 2011 إلى نادي صنعت نفط الإيراني بعقد لمدة ستة أشهر ليصبح أول لاعب فلسطيني يلعب بالدوري الإيراني للمحترفين قبل أن ينضم إلى ناديه الحالي أتفيدابيرجس.

وتحدث زعترة عن اللعب في إيران قائلاً "لا يوجد شك بأن الدوري الإيراني دوري قوي وهناك لاعبون مميزون وشخصياً تفاجأت بالمستوى هناك،" مضيفاً "إنه أمر رائع بالنسبة لي أن أكون أول فلسطيني يلعب في إيران وقد كان هناك استقبال جيد بالنسبة لي وساعدوني بشكل كبير ولم يكن لدي صعوبة باللعب هناك."

عودة بعد غياب
على الرغم من ولادته بالسويد، إلا أن زعترة فضّل تمثيل وطنه الأم فلسطين حيث استدعي للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب الفلسطيني عام 2004 حيث خاض مباراته الأولى ضمن تصفيات كأس العالم ألمانيا 2006 بمواجهة المنتخب العراقي في العاصمة القطرية الدوحة.

ويبدو أن زعترة يقدّم انطباع كبير بمبارياته الأولى حيث سجل هدفه الدولي الأول مع فلسطين أمام العراق على الرغم من أن المباراة انتهت بخسارة منتخب بلاده بنتيجة 4-1 وقال عن تلك المشاركة "كنت في التاسعة عشر من عمري عندما لعبت مباراتي الدولية الأولى. لقد كان شعور رائع أن أسجل هدفي الدولي الأول بالمباراة الأولى كما أنه كان إحساساً جميلاً أن ألعب لبلدي الأم وقد كان أهلي سعداء بالخيار الذي قمت به."

ورغم البداية القوية، إلا أن زعترة اعتذر عن اللعب المنتخب الفلسطيني لفترة طويلة قبل أن يعود لتمثيل بلاده مجدداً حيث خاض معه بطولة الألعاب العربية 2011 التي احتل فيها المركز الرابع قبل أن يشارك معه نهاية العام الماضي ببطولة غرب آسيا التي أقيمت في الكويت.

وكشف زعترة لموقع FIFA.com بأن قراره بالإعتذار عن تمثيل المنتخب الفلسطيني سابقاً حرمه من اللعب على أرض بلده عندها لعب المنتخب الفلسطيني للمرة الأولى مباراة دولية رسمية على أرضه وكان ذلك بتصفيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA.

وقال لاعب الوسط الذي يبلغ طوله 1.77 متر "حلمي هو أن ألعب أمام الجمهور الفلسطيني الذي يحب كرة القدم ويساند المنتخب بشكل كبير. لقد كان اللعب في فلسطين أمر مميز خصوصاً وأن الجمهور يساعد اللاعبين ويعطيهم دافع كبير وأتمنى أن يتحقق هذا الحلم بالمستقبل."

ويُعتبر زعترة من بين عدد من اللاعبين الذين نشأوا في الإغتراب قبل أن يمثلوا المنتخب الفلسطيني وقد تحدث عن الإنسجام بين اللاعبين المحليين والمحترفين خارج فلسطين قائلاً "دخل الإحتراف مؤخراً إلى فلسطين وهذا الأمر يساعد على التفاهم بين اللاعبين المحليين واللاعبين المغتربين وهو ما يساهم بتطور المنتخب."

وأمل زعترة في ختام المقابلة أن يساهم مع رفاقه اللاعبين بتحويل المنتخب الفلسطيني إلى منتخب منافس على البطولات قائلاً "أتمنى أن نصل مع المنتخب إلى مركز لم يصل إليه من قبل وأن نشارك ببطولات كثيرة وننافس فيها حيث كان هدفنا سابقاً مجرد المشاركة فقط بينما أصبح طموحنا الآن هو أن نحقق نتائج مميزة."