الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

إعلامنا الرياضي.. إلى أين؟

نشر بتاريخ: 22/02/2013 ( آخر تحديث: 22/02/2013 الساعة: 08:40 )
بقلم: محمد العمري

لا شك أن الإعلام الرياضي الحديث بمختلف أشكاله يعتبر وسيلة وأداة مهمة في كل دول العالم، وهذا ما ينطبق على فلسطين التي أصبحت تشهد توسعا كبيرا في أعداد الإعلاميين الرياضيين من الذكور والإناث.

والإعلام الرياضي الفلسطيني يملك قدرة مميزة على الإبداع، وصناعة النجوم، وهناك العديد من الأسماء اللامعة التي طورت هذا المجال في فلسطين تستحق التكريم والتقدير على ما أسسته في الثمانينات والتسعينات من القرن الرياضي، حيث كان عددهم يعد على أصابع اليد ولكنهم أسسوا إعلاما رياضيا حقيقيا، وليس كما هو الواقع الحالي للإعلام الرياضي وأصبح كميا وليس نوعيا، حيث أصبح بحاجة لمراجعة شاملة ومكثفة؛ لتحقيق الأهداف التي وجد من أجلها، وخدمة إعلاميينا فقط.

وتبرز أهمية الإعلام الرياضي عندنا أكثر من غيرنا، لما يعيشه شعبنا من احتلال مستمر منذ أكثر من 65 عاما، لذلك يكون دوره ومسؤولياته أكبر لفضح وتوثيق جرائم الاحتلال بحق رياضيينا ومنشآتنا المستمرة، عبر توثيق ذلك بالكلمة والصورة، وإيصال الرسالة إلى دول العالم، ولرؤساء اللجان الدولية لمعاقبة هذا المحتل البغيض.

وحال الإعلام الرياضي عندنا مختلف كثيرا عن الماضي، فكل من يريد في هذه الأيام أن يكتب في الرياضة يجد كل الأبواب مشرعة له دون وجود ضوابط أو ما يمنعه من ذلك، لأنه وببساطة الجميع "خبير" في الرياضة وفق ما نراه من مقالات وتقارير وأخبار على بعض مواقعنا ذات الشأن الرياضي!.

عن أي إعلام رياضي نتحدث، ونحن نشاهد كل يوم دخول عدد جديد من الصحفيين من الذكور والإناث إلى هذا الحقل دون أن نعرف إن كانوا رياضيين أم سياسيين أم اقتصاديين أم مختصين بالثقافة أم غيرها، وكأن الكتابة وإعداد الأخبار في الرياضة لا يختلف عن أي حقل آخر.

المصيبة الكبرى في فلسطين أن من يعتبرون أنفسهم رواد الصحافة الرياضية بكافة أشكالها (المكتوبة، والمرئية، والمسموعة)، هم أنفسهم سبب التراجع في مستوى إعلامنا، وأغلبهم عندما يكتبون فإن ما يسردونه يكون ضعيفا، ويكون همهم الأول أن يكتبوا دون الحاجة إلى إيصال المطلوب، والأمر المخجل والمحزن أن منهم من يعطي الدورات الإعلامية وهو نفسه بحاجة إلى صقل وإعادة تدريب من جديد، لأنه لا يعرف كيف يصيغ خبرا رياضيا!.

وأبرز ما يعاب على إعلامنا الرياضي هو عدم تخصص الصحفي بنوع واحد من المجالات المتاحة، فترى من يمارس العمل المكتوب، ويمارس المسموع والمرئي أيضا، ولكن الكثير منهم وللأسف لا يتقن أيًّا منها، ولكن عندنا "كل شيء ماشي"!.

والأخطر من عدم التخصص في المجالات المتاحة، هو الانتشار العشوائي للصحفيين الرياضيين حيث يلاحظ الجميع أن هناك محافظة من محافظات الوطن تضم إعلاميين أكثر من عدد الإعلاميين الرياضيين في كل فلسطين، بينما هناك محافظة أو أكثر لا تضم أي إعلامي متخصص.

كما ينتشر في بلادنا ظاهرة المسؤول الإعلامي للنادي، وهذا أمر جيد بل إنه مطلوب من الجميع أن يسير على هذه الخطوة، ولكن هذا المسؤول لا يكتفي بذلك بل يصبح صحفيا يرسل الأخبار والتقارير لكافة وسائل الإعلام، مع أنه يكون متحيزا لناديه ولا يبعث خبرا حياديا.

ويجب الإشارة هنا إلى قيام بعض الإعلاميين الرياضيين وبكل أسف، بخدمة الشركات والمؤسسات الخاصة التي تقدم الرعاية للأندية، من خلال المساهمة بصورة أو أخرى في نشر وتعليق إعلاناتها، للحصول على هدية أو صورة مع مديرها أو مديرتها لعلها تفيده في المستقبل!

إذا ومع كل ما ذكر من سلبيات عن واقع إعلامنا الرياضي، فلا بد من إيجاد إستراتيجية عمل واضحة المعالم لتحسين واقع الإعلام، وجعله يرتقي للمطلوب بما يساهم في خدمة قضيتنا وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الرياضة والسياسة في بلادنا مترابطتان.

وما ينقص إعلامنا الرياضي وإعلاميينا الكثير ليرتقوا بمستواهم وأدائهم ويبعدوا عن النمطية والتقليد الأعمى والممل، ولكن هذا بحاجة إلى رابطة حقيقية وقوية تستطيع تمثيلهم بصورة أفضل، والارتقاء بمستواهم عبر ترتيب البيت الداخلي الخاص بالصحفيين الرياضيين، وإلحاقهم بدورات داخلية وخارجية وفق الاحتياجات المطلوبة، وعدم حصرها بأشخاص معينين أو أن تكون للقائمين على الرابطة فقط، إضافة إلى تصنيف الصحفيين العاملين في المجال كل وفق تخصصه وعدم السماح للمنتمين للرابطة بالعمل بالتخصصات الرياضية الثلاثة.

لقد تفاءلنا كثيرا عندما جرت قبل عامين تقريبا انتخابات حرة ونزيهة لانتخاب رئيس وأعضاء للرابطة، وجرى كل شيء على ما يرام في هذه الانتخابات، رغم اعتراض البعض على النتائج وعدم رضا آخرين عن من سيمثلهم، إلا أنه وبعد مدة قسمت الأدوار وعرف الرئيس ونائبه وأعضاء النقابة.

ولكن وللأسف الشديد لم نرَ أي شيء يذكر أو يسجل لهذه الرابطة، إلا والحق يجب أن يقال إنها قامت بإصدار بطاقات محلية وعالمية وبالمجان للصحفيين الذي يتبعون لها والذين لا يتبعون!!.

وما عاب على هذه الرابطة كان أكثر بكثير عما أنجزته، هذا إذا أنجزت شيئا ملموسا، خاصة أننا كنا ننتظر الكثير منها من عقد الدورات وإكساب الخبرة للأعضاء خاصة الجدد منهم، من خلال إقامة دورات داخلية وخارجية، ولكن هذا لم يحدث قط وما حدث هو أن ذهب بعض الأعضاء من كبارها إلى دورات خارجية وإلى مؤتمرات رياضية ليمثلوا فلسطين باعتبارهم هم الرابطة وحدهم ولا أحد يعنيه، كما أنهم وعدوا بدورات خارجية من العام الماضي، ونحن ما زلنا ننتظر؟؟.

أخيرا، نريد أن تبقى رابطة الصحفيين عنوانا مستقلا وحقيقيا لكافة أعضائها، وأن تكون جسما ذا هدفا واحد وموحدا يساهم في الارتقاء بإعلامنا الرياضي ويساهم في إيصاله إلى أعلى المستويات لمنافسة الإعلام العربي والدولي، لإيصال رسالة فلسطين وشعبها للعالم وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف الرياضة والرياضيين الفلسطينيين كل يوم دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب.

[email protected]