توضيح من نبيل عمرو حول مقالة ناصر اللحام

بيت لحم- معا - طلب الي الصديق ناصر اللحام، ان اكتب مقالة حول مبادرة كلينتون، التي وردت فقرة عنها في ختام كتابي " ياسر عرفات وجنون الجغرافيا"، وطلب الي كذلك ان اجيب عن سؤال.. هل كان نبيل عمرو موافقا على المبادرة وبماذا نصح الرئيس عرفات بخصوصها؟؟

نعم كنت موافقا عليها، ولو كانت تنطوي على تفريط لما وافق عليها عرفات ، مثلما ورد في مقالتكم على لسان صائب عريقات! اما هل كانت هي السبب في حصار عرفات حتى استشهاده، فأقول بكل امانة ربما كانت واحدا من اسباب كثيرة، اهمها ان عرفات وبفعل التحريض الاسرائيلي المتواصل والفعال ضده، جرى التعامل معه كعقبة في وجه السلام وفق المنظور الامريكي والاسرائيلي ، وهذا ما اوردته بوضوح في كتابي عن عرفات، وتحديدا في الفصل الذي اخترت له عنوان " امريكا الحلم والكابوس" دون ان يفوتني التنويه بانني لم اكن مع الرئيس في زيارته الاخيرة لواشنطن وكان مصدر معلوماتي هو السفير حسن عبد الرحمن.

هنالك نقاط اخرى تستحق التوضيح حول الكتاب.

اولا .. ان الصراع الداخلي في عهد عرفات بين الكبار كان قويا، وكان يتسم بالرجولة والالتزام، وليس صدفة ان يدخل التاريخ قول الشهيد جورج حبش : " نختلف معك ولا نختلف عليك" كان هذا القول يصدق على ابو اياد وابو جهاد وابو السعيد وابو مازن، وغيرهم الكثير من التاريخيين، والاجيال اللاحقة، ان هذا يسجل لمصلحة عرفات ورفاقه.

ثانيا: بعد الخروج من لبنان .. وفقدان ما اسميته بفردوس الجغرافيا، فان ياسر عرفات عانى الكثير ان الانتقال من اهم جغرافيا في الشرق الاوسط .. الى المجهول، يصيب اقوى الرجال بحالة من الارتباك وفقدان التوازن.. غير ان عرفات وبعد مدة وجيزة استطاع العودة الى براعته وتألقه وعطاءه.. وهذا موجود في الكتاب ويسجل لصالح عرفات وليس ضده.

ثالثا: الخوف من ان بعض المصطلحات ستكون صعبة على الترجمة حال قيام دار نشر اجنبية بنشره، فان دور النشر الجدية لها وسائلها المهنية الراقية في معالجة المصطلحات واختيار التعبيرات الملائمة لقرائها، ولعلك تعرف ان دور النشر دائما ما تعيد تحرير الكتاب المراد نشره حتى لو كان كاتبه محترفا بنسبة عالية.

اشكرك على المقالة التي اراها منصفة ومتوازنة وصدرت عن قلم محب لنبيل عمرو وياسر عرفات وفلسطين.