الاسبوع 17 لدوري جوال : الغزلان هم عنوانه والقاع تشتعل نيرانه

الخليل - معا - اسماعيل غانم - انتهى الاسبوع السابع عشر لدوري جوال للمحترفين بعد قمة مشتعلة بين قطبي الصدارة آلت الى تحليق فريق الظاهرية بعيداً فيها فيما التهب القاع من جديد لتصبح كل مباراة لفرق المؤخرة عبارة عن بطولة في قادم الأيام وكما هي العادة ستة مباريات جرت في الميادين الخضراء نصفها في منتصف الاسبوع خدمة لتجمع المنتخب الوطني والنصف الآخر من اللقاءات دارت رحاها في نهاية الاسبوع .

وقد استطاع في هذه الجولة فريق الظاهرية الابتعاد في الصدارة فيما فك هلال القدس ارتباطه مع المكبر في المركز الثالث وانفرد فيه وحده مع تجدد آماله بالوصول الى الوصافة بفعل الاقتراب الكبير من شباب الخليل بعد أن خسر جبل المكبر نقطتين بتعادله مع الأمعري وثبت أهلي الخليل في المركز الخامس نظير عودته من قلقيلية خالي الوفاض وانتفض واد النيص في وجه جنين ترحيباً بمدربه الجديد عبد الفتاح عرار وحل في المركز السادس متساوياً مع بلاطة في النقاط الذي امتشق المركز السابع بفعل ثبات نقاطه على حالها بعد أن خسر في الثواني الأخيرة أمام حامل اللقب يليهما في المركزين الثامن والتاسع فريقا الأمعري والبيرة متساويين بثماني عشرة نقطة بعد أن تعادل الأول في موقعة المكبر وخسر الثاني أمام هلال أريحا .

فيما كان المركز العاشر لإسلامي قلقيلية محطة جديدة يدخلها لأول مرة بعد أن أعاد أهلي الخليل من الشمال بخفي حنين وتساوى في النقاط مع جنين فيما شفعت له الأهداف ليخرج من ظلمة الغرق في القاع المجهول ليتنفس شبق عبير الربيع الأخضر في خطوة اولى نحو استمرار النتائج الجيدة التي ستشفع له أمام صعوبة الامتحان مع اقتراب الوصول الى خط النهاية فيما تراجع جنين وغرق في البحر الأحمر يليه هلال اريحا في المركز الأخير رغم فوزه الثالث خلال مرحلة الإياب وإذا استمر في حصد النتائج المرجوة فقد يخرج من تحت الماء في القريب العاجل ، وفيما يلي قراءة لما جرى في الاسبوع السابع عشر من دوري جوال للمحترفين :

المباراة الاولى : الظاهرية يعيد الفارق لستة نقاط مع شباب الخليل
القمة الكبرى بين الفريقين أوفت بوعودها على أكمل وجه فحضر فيها كل شيء يتعلق بمباريات كرة القدم الكبرى وسط حضور جماهيري قل نظيره وقد دخل الفريقان ارض الملعب كل يمني النفس بنقاط المباراة الثلاث حيث كانت خسارة الظاهرية أمام الهلال الريحاوي المحفز الأكبر للظاهرية في استعادة روح الفريق الواحد فسيطر الظهراويون على شوط المباراة الأول بفعل الارادة التي ضخها ابو الطاهر في لاعبيه وخطة الميل نحو اليسار وتركيز اتجاه اللعب نحو احمد ماهر مع ميل كعبية للاقتراب منه استطاع فريق الظاهرية أن يحسم الشوط الأول لصالحه بهدفين أحدهما للقناص يحيى السباخي برأسية جميلة والآخر للمتكامل عبد كعبية الذي انطلق وراوغ وسدد من زاوية مغلقة وسط تيه لم يعتد عليه العميد بسبب التغيير المفاجئ لطريقة لعب الشباب والاعتماد على نتيجة الظاهرية السابقة فسيطرت القدرة في عقلية الفريق فكانت روح الانتصار غائبة لم تعد إلا بعد فوات الأوان .

فلم يستطيع الشباب التعويض في الشوط الثاني رغم سيطرته سوى بهدف يتيم لأحمد كشكش فخرج خاسراً للمباراة بفارق هدف وخسر معها نقاط المباراة كاملة واتسع الفارق النقطي بين العميد والظاهرية واقترب هلال القدس من الشباب مما سيشكل عبء مضاعف في الأسابيع القادمة على الفطافطة ولاعبيه ومن خلفهم الجمهور الكبير الوفي الذي سيواصل الزحف وراء العميد فالدوري لم ينتهي بعد وخمسة اسابيع قادمة بإمكانها تذليل الفارق رغم صعوبة ذلك لأن الظاهرية اكتوى بنار الخسارة وهو لن يرضخ لها مرة اخرى بسهولة وسيواصل العطاء بروح أعلى من السابق من أجل التتويج باللقب الغالي رغم صعوبة القادم .

المباراة الثانية : هلال القدس يكسب بلاطة في الوقت القاتل
قمة أخرى دارت رحاها على استاد الشهيد فيصل الحسيني في القدس بين فريق عاد بقوة في مرحلة الإياب ليرسم لوحة فنية جميلة على ارض القدس حيث تقدم بلاطة في الشوط الأول بأقدام عمر اردنية ليعادل كاتلون من ضربة جزاء وتبادل الفريقان الهجمات وتألقت خطوط الدفاع مع رعونة المهاجمين واشتعلت المباراة مع اقتراب النهاية فأضاع بلاطة أكثر من فرصة ورد الهلال على قاعدة رد الهجوم ومع تجهيز الحكم نفسه لإعلان تقاسم الفريقين لنقاط المباراة تدخل معن جمال وأحبط هذه الفكرة ليزرع هدفاً في مرمى بلاطة ينتزع معه نقاط المباراة ويهدي جماهير الهلال الانفراد في المركز الثالث على بعد نقطتين فقط من شباب الخليل وليحيي آمالها باعتلاء منصات التتويج من جديد ولو في مركز الوصافة على أقل تقدير .

المباراة الثالثة : تعادل أبيض بين جبل المكبر والأمعري
تشابهت صافرة البداية مع النهاية فاقتسما نقاط المباراة وسط حاجة كليهما للنقاط مجتمعة وظهر الأمعري كعادته خطوط متماسكة وتنويع في اللعب وسيطرة شبه مطلقة في الشوط الأول وجزء كبير من الشوط الثاني وتميز كبير في إضاعة الفرص إذا كانت هذه ميزة نظراً لافتقاره للهداف القادر على استغلال الفرص وتحويلها الى أهداف تساهم في تجميع النقاط التي يحتاجها الفريق في المرحلة القادمة فهو يدخل في دائرة الخطر لاقتراب ما جمعه من نقاط مع فرق المؤخرة بالمقابل لم يكن جبل المكبر في يومه وحنكة سمير عيسى مع رعونة هدافي الأمعري شكلت للفريق حماية من فقدان نقاط المباراة جميعها مما أدّى الى تراجع الفريق الى المركز الرابع .

المباراة الرابعة : اسلامي قلقيلية يسحب كبسولة النجاة في وجه أهلي الخليل
استل اسلامي قلقيلية كبسولة النجاة من بين براثن الأهلي الخليلي عندما استقبله في ملعب طولكرم فأكرم وفادته برأسية سامح مراعبة في بداية الشوط الأول الذي تاه فيه الأهلي الخليلي ليتبعه شقيقه محمد مراعبة في بداية الشوط الثاني ويعزز الهدف الأول بثاني فانتفض الأهلي الخليلي وهاجم بضراوة ومن كل الجهات وبكافة الأوضاع وتراجع الاسلامي للدفاع عن مغنمته ومع انتصاف الشوط الثاني قلص حازم المحتسب برأسية جعلت مدرب الاسلامي يتخبط بإخراج المهاجم لؤي نصار وإدخال مدافع فأمضى الأهلي الخليلي بقية المباراة في مناطق الاسلامي وتكسرت جميع الضربات على إقدام المدافعين .

وأيدي الحارس البديل برانسي ولم ينقذ الاسلامي سوى صافرة النهاية التي أطلقها الحكم وليد الصالحي وسط فرحة عارمة اجتاحت لاعبي وإداريي وجماهير الاسلامي فهذه النقاط تشكل الطوق المنتظر للصعود به من تحت الماء فقد طالت فترة الغرق وكان يوم الثاني والعشرين من شهر شباط موعداً لن ينسى إذا ما استمر الفريق في تحقيق نتائج ايجابية تمكنه من الاستمرار في السباحة فوق الأمواج العاتية غير الآمنة فيما خدمت نتائج الفرق الأخرى فريق أهلي الخليل فبقي في المركز الخامس وحيداً مع إدراكه بزيادة عدد الفرق التي اقتربت منه وبإمكانها أن تتخطاه إذا لم يحسن التعامل مع المباريات القادمة .

المباراة الخامسة : ترجي وادي النيص يغرق جنين في بحر الهبوط
استضاف ترجي واد النيص شقيقه جنين يوم الجمعة على استاد دورا ولم يفسح المجال له بأن يبقى على بعد من ثنائي المؤخرة طوال الجولات الماضية وذلك بقيادة مدربه العائد لقيادته عبد الفتاح عرار فلعب ضاغطاً بقوة من أجل الخروج بنقاط المباراة لتأمين موقعه في المنطقة الدافئة بعيداً عن الأمواج المتلاطمة فكان له ذلك بعد أن انتهى الشوط الأول بتعادل ابيض بين الفريقين نظير التكتل الدفاعي لفريق جنين واللعب على المرتدات القليلة ومع بداية الشوط الثاني ابتسمت الكرة لسعيد السباخي ومن بعده لأمجد زيدان وحاول فريق جنين تدارك الموقف لدقائق قليلة ثم استسلم للنتيجة ليرتقي ترجي واد النيص الى المركز السادس ويغرق جنين في المركز الحادي عشر في بحر الهبوط الذي يحتاج لجهد مضاعف للخروج منه .

المباراة السادسة : هلال اريحا يضع البيرة على حافة الغرق
استثمر فريق هلال اريحا زيارته لمدينة البيرة استثماراً لم يعتد عليه وذلك بتحقيق الفوز لأول مرة خارج ملعبه بعد أن أطاح بفريقين من فرق المقدمة على أرضه أحدهما المتصدر والآخر صاحب المركز الخامس وقد دخل المباراة بمعنويات مرتفعة فبدأ بداية طيبة هز من خلالها شباك البيرة عن طريق رأسية سامر حداد وذلك بعد أن وقف سداً منيعا أمام هجمات البيرة وبعد الهدف هاجم البيرة بقوة لتعديل النتيجة فكان له ذلك عن طريق رأسية محمد اغبارية وتواصل بعد ذلك اللعب سجالاً بين الفريقين الى أن أحدث علاء روما الفارق بتسجيله هدف الفوز بعد ان انتصف الشوط الثاني بقليل حيث حاول البيرة التعديل ولكن الحكم مروان وزوز أنهى المباراة لتبدأ الأفراح بين جماهير الهلال الريحاوي فقد استطاع أن يخرج فريقهم من عمق البحر الى سطحه وصار بإمكانه أن ينطلق بعيداً نحو التحليق مجدداً في عالم المحترفين في العام القادم في حين أن البيرة تراجع الى المركز التاسع متساوياً مع فريق الأمعري بالنقاط وغير بعيد عن فرق المؤخرة التي تسارع البقاء .

وهكذا فإن هذه الجولة السابعة عشرة من دوري جوال للمحترفين انتهت بأحداث ومفاجآت جديدة فقد ابتعد فريق الظاهرية في الصدارة وأصبح أكثر قرباً لتحقيق اللقب من غيره من الفرق فيما اقترب هلال القدس من شباب الخليل وأصبح صراع الوصافة على صفيح ساخن فيما دخل الأمعري والبيرة في حسبة مريرة للنجاة من الهبوط وتوهج الصراع بين ثلاثة فرق ما بين الثبات والهبوط تتمثل في اسلامي قلقيلية وجنين وهلال اريحا الذي يأمل باستثمار الجولة القادمة على ملعبه للخروج من المركز الأخير . وسينتظر الجميع عودة المنتخب ببطاقة التأهل من نيبال لتجديد الصراع على الأهداف التي وضعها كل فريق لنفسه .