الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"العصافير".. هل تطور الدور من انتزاع المعلومة إلى القتل؟

نشر بتاريخ: 27/02/2013 ( آخر تحديث: 28/02/2013 الساعة: 08:47 )
غزة- خاص معا - لم يكن عرفات جرادات أول أسير يستشهد داخل السجون الاسرائيلية وإنما هو الاسير الشهيد الذي حمل الرقم 207 من بين شهداء الحركة الاسيرة، لكن ما جرى مع الاسير جردات من خلال تعرضه للتعذيب الشديد على يد "عصافير السجون" (مجموعات من العملاء مهمتهم نزع المعلومات من الأسرى عن طريق التخفي والتحايل) فتح باب الجدل مجددا حول دور "العصافير" في انتزاع الاعترافات من السجناء خاصة الجدد منهم.

"العصافير" وهو مصطلح أطلق على العملاء لعلاقته بنقل المعلومات من الأسير للمحققين وكأن المهمة تتشابه مع دور الطيور التي تنقل الرسائل، وتستخدمهم إسرائيل كأحد أساليب التحقيق مع الاسرى عندما تفشل وسائل التعذيب الاخرى وذلك من خلال نقل الأسير إلى غرف يتواجد فيها عدد من هؤلاء العملاء ليتوهم أنهم من الأسرى ويبدأون بمحاولة استدراجه لكشف ما يخفي من معلومات عن المخابرات الإسرائيلية، وأحيانا يوضع الأسير مع عميل واحد في زنزانة صغيرة كي يطمئن له ويحاول أن يعطي معلومات وهو في ظرف نفسي صعب.

صابر أبو كرش مدير جميعة واعد للأسرى والمحررين اوضح أن اسرائيل تحاول اخفاء جريمة اغتيال الاسير عرفات جرادات من خلال إلصاق التهمة بـ "العصافير"، مؤكدا أن جرادادت تعرض للتعذيب الشديد ولم ينم منذ اعتقاله بتاريخ 18 شباط 2013 وتعرض للشبح طيلة أيام اعتقاله الستة التي سبقت استشهاده.

وقال ابو كرش لمراسلة معا : "لدينا أدلة من بعض الاسرى الذين كانوا مشبوحين مع جرادات انه سقط مغشيا عليه عدة مرات على الارض من شدة التعذيب، وفي احدى المرات سقط على رأسه وتعرض لنزيف".

وحمّل جهاز الشاباك الاسرائيلي كامل المسؤولية عن استشهاد الأسير جرادات، مؤكدا أنه ليس من مهمة العصافير ضرب الاسرى وقتلهم وإنما تتمثل مهمتهم في الحصول على معلومات من الأسير بطريقة التحايل والتقمّص وايصالها للمحققين وضباط المخابرات.

وأوضح أنه على مدار تاريخ الحركة الأسيرة لم يسقط أي من الأسرى شهيدا في غرف العصافير بينما سقط 207 اسيرا شهداء خلال الاعتقال بالاعدام المباشر او الاهمال الطبي ووحشية التعذيب على أيدي المحققين الإسرائيلين.

ابراهيم عليان عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح ومفوض الاسرى والمحررين اعتبر ان "العصافير" وسيلة تعذيب تمارس ضد الاسرى لانتزاع اعترافات منهم، نافيا عنهم قتل الأسرى لأن هذه المهمة مورست دوما من قبل المحققين وضباط المخابرات.

وبين عليان ان اسرائيل تتهم "العصافير" بقتل الاسرى لتفادي الانتقادات من مؤسسات حقوق الانسان الدولية ولعلمها أن محاكمة هؤلاء العملاء لن تتم بصورة رسمية كما يمكن أن يحدث في حال ثبت تورط ضباط أمن في قتل الأسير.

وينتهج "العصافير" أسلوبا مدروسا في عملهم، يتمثل بتقمص شخصيات قادة في فصائل وطنية يكونوا معروفين للأسير، ومن خلال لعبهم دور القيادي المهتم بشأن هذا الأسير وليكون حلقة وصل بينه وبين تنظيمه، يُلزم "العصفور" الأسير بتقديم تقرير مفصل عن نشاطه وسجله النضالي بما في ذلك أي عمل عسكري أو حيازة سلاح لم يعترف أمام ضباط المخابرات بها، وعادة ما يسقط في حبائل "العصافير" الأسرى الذين لم يخوضوا تجارب اعتقال سابقة.

بدوره رأفت حمدونة مدير مركز الاسرى للدراسات لم يستبعد كل البعد تورط "العصافير" بقتل الشهيد جرادات، مؤكدا أنهم ينفذون سياسة ضباط المخابرات المسؤولين عنهم والذين بدورهم قد يكونوا أوعزوا لعملائهم بقتل الأسير لابعاد الانظار عن انفسهم.

وقال: إن العميل الذي يقتل المناضل خارج السجن لا يتوانى عن قتله داخل السجن وفي اقبية التحقيق أيضا.

وقد اعتقل الشهيد الاسير عرفات شاهين جرادات ( 33 عاما) من بلدة سعير بتاريخ 18 شباط الجاري، وهو متزوج واب لطفلين هما محمد (سنتان) ويارا (4 سنوات)، وقد مكث 6 ايام في اقبية التحقيق منها 4 ايام في تحقيق سجن الجلمة ومن ثم نقل الى سجن مجدو واستشهد بعد يومين من التحقيق في سجن مجدو.