الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 01/03/2013 ( آخر تحديث: 01/03/2013 الساعة: 17:58 )
بقلم: صادق الخضور

توقف دوري المحترفين نظرا لدخول لاعبي المنتخب الأول في معسكر محلّي، في حين تواصل دوري بقية الدرجات، وفي دوري الدرجة الثانية لمنطقة الشمال بداية عاصفة للجولة الأولى من الإياب، فهل ستتواصل صحوة أهلي قلقيلية ونور شمس؟ وفي ثانية الجنوب يواصل دورا المشوار باقتدار، وبعد انطلاق دوري الثالثة تتزايد حمّى التنافس بين كل الفرق.
في ثانية الوسط: هل يواصل القوات التقدّم؟ وما سر تراجع قلنديا؟

بالتوفيق لمنتخبنا الوطني
منتخبنا الوطني يتأهب لخوض غمار تصفيات كأس التحدّي، وسط غيابات لأشرف نعمان وخضر يوسف، لكن انضمام اللاعبين هيثم ذيب ومراد إسماعيل يشكّل إضافة نوعية للمنتخب، ومع وجود المبدع أبو حبيب يمكن التأمّل خيرا في مردود خط الوسط الكفيل بصنع الفارق فنيا.

منتخبنا... في ظل قيادة جمال محمود بات يقدّم كرة هجومية وينجح في تحقيق توازن وترابط بين مختلف الخطوط، وكل ما نأمله أن يكون اللاعبون في الموعد، فقد حان الوقت لجني ثمار انتظام الدوري، علما أن مشاركة المنتخب هذه المرة تكتسي طابعا محليا سواء على صعيد المعسكر أو اللاعبين، وبانضمام لاعبي غزة تبدو التشكيلة مكتملة والبدائل متوافرة.

للاعبينا المشاركين ممن تنافسوا في غمار الدوري وتجمعّوا تحت راية الوطن نقول: واصلوا تحضيراتكم، واجلبوا الفرحة التي طال انتظارها، ويكفيكم شرفا أنكّم تحملون آمال الكل، أنتم الآن تلعبون بلا فوارق نادوية .. تتوحدّون من جديد..فاستحضروا اسم الوطن.

فنيّا .. يمكن التأمّل بتقديم كرة سريعة، والالتزام بتوجيهات الجهاز الفني الذي لا يألو جهدا في تقديم مستويات متطورّة نسأل الله أن تكلل بالنتائج والأهداف.

بطولة التحدّي .. محطة جديدة وفرصة سانحة لتحقيق قفزة نوعية، فهي محطّة للوصول إلى نهائيات آسيا، بل هي آخر فرصة لبطل التحدّي للتواجد في المحفل الآسيوي، فهل يفعلها الفدائيّون؟

دورا ..والفئات العمرية
في آخر موسمين، لفت فريقا شباب دورا والأهلي الأنظار في مجال الفئات العمرية، فكان الحد الأدنى لطموح أبناء دورا التواجد دوما في طليعة المسابقات الخاصّة بالفئات العمرية، فكان أن توالت الألقاب، إما الزعامة أو الوصافة أو على أقل تقدير التحليق في أجوائهما.

آخر الألقاب ..فوز دورا بلقب براعم الجنوب، وقبلها كان الإبداع في بطولات الشباب، وخلالها قدّم الفريق لمنتخب الشباب لاعبين واعدين، وبعدها تواجد صاعدون في الفريق الأول لشباب دورا، وكانوا عند حسن ظن المدرب فراس أبو رضوان، وها هو فريق شباب دورا الأول الأصغر من بين الفرق كلها وفي مختلف الدرجات في متوسط أعمار لاعبيه يواصل التحليق في صدارة ثانية الجنوب.

لهذا النجاح أسباب..أولها الاستقرار الفني في الأجهزة التدريبية لفرق الفئات العمرية، وثانيها وجود ملعب بيتي أتاح للصاعدين خوض المنافسات والانتظام في التدريبات وعدم التعامل مع الاهتمام بفرق الفئات العمرية بصورة عابرة أو موسميّة .

كل التوفيق لفريقي دورا الأهلي والشباب في هذه المنهجية المندرجة في إطار رؤية ثاقبة وتخطيط إستراتيجي بعيد المدى، وبما يضمن تواصل الإبداع ولعلّ اللاعب عيسى سويطي خير مثال على ذلك.

عدم ثبات الأجهزة الفنية...نظرة على 3 مواسم
3 مواسم من عمر الاحتراف ..شهدت تغييرا في أسماء المدربين لفرق المحترفين، ووحده الغزلان حافظ على مدربّه فكان ثمرة هذا منحى تصاعديا في الأداء، وثباتا شبه دائم في المستوى، والمدرب أبو الطاهر بات ملمّا بكل ما يتعلق بلاعبيه فنيّا وبدنيّا واجتماعيّا، فالثبات يتيح للمدرب التقرّب من اللاعبين.

عبر 3 مواسم، بدّلت معظم الفرق مدربيها، بل وأحيانا تناوب على بعض الفرق مدربان وأكثر في الموسم ذاته، وهذا يقودنا للحديث عن وجود استعجال في حصد النتائج دون الانتباه إلى أن الاستقرار الفني أهم مرتكزات النجاح.

هذه الظاهرة تستحق التوقّف مليّا عندها، والحال ينسحب على فرق الاحتراف الجزئي التي ظفر الثقافي بأولى بطاقات الصعود فيها، فهو من الفرق القليلة التي حافظت على مدربيها في الدوري، وأظن أن بيت أمر يشاركه الميزة ذاتها، وهذا ما يفسّر النتائج اللافتة للفريق في آخر فترة.

كثرة الانتقاد دون امتلاك الأدوات
ثمّة ملاحظة .. يمكن استجلاؤها بيسر من على المنتديات والفيس بوك وفي المدرجات...وتتمثل في كثرة الذين يتطوعون لتقييم أداء المدربين دون امتلاك الدراية الكاملة بخبايا الفرق.

تعليقات تطال التشكيلة وأحيانا طريقة اللعب..وتارة التبديلات.. وهذه ظاهرة غير صحية، دون أن يعني ذلك إغلاق باب النقد البنّاء لكن وفق ضوابط ومقومات أولها امتلاك المعرفة الكاملة بالموضوع موضع النقد، وثانيها تجنّب الوقوع في مطبّ التركيز على الجزئيّات وإهمال الإطار العام.

ظاهرة الانتقاد المبالغ فيه تبرز عادة بعد انتهاء المباريات وغالبا ما تكون في لحظات الهزيمة ..وهي تندرج في إطار ردّ الفعل، ولا تقتصر على انتقاد المدربين إذ تشمل أحيانا بل في كثير من الأحيان الحكام.

إشادة بأثر رجعي
الطاقم التحكيمي لمباراة الغزلان والعميد قبل عشرة أيام، نجح في إخراج المباراة دون أخطاء تذكر، ولم يحظ الحكّام حينها بالإشادة الكافية لا إعلاميا ولا جماهيريا، فبيانات روابط الجماهير في كل طرف أغفلت التنويه بجدارة الحكّام.

الطاقم التحكيمي الذي أدار اللقاء نجح في تقديم مردود تحكيمي عصري، وهو يستحق الإشادة، ويؤكد أن الأمل بظهور طواقم تحكيم واعدة لا زال قائما، وفي الوقت الذي تثور فيه ثائرة الجماهير لمجرّد خطأ لحكم فإن المفترض أن يكون الإنصاف حاضرا في حال الإجادة.

بالتوفيق لكل حكامنا، وكل الأمل بأن تكون هناك دورات تأهيل لمزيد من الحكام لتكون لدينا خيارات، وكل التحيّة للحكم بدير الذي أخرج اللقاء إلى برّ الأمان رغم حساسية الموقعة، وكل التحيّة لجميع الحكام ممن يواصلون الاجتهاد.. ثمّة أخطاء أحيانا ..قد تكون مؤثرّة .. هذا هو الواقع .. لكنها بالتأكيد ليست مقصودة.... ولا جدال في ذلك.