الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

واقع اللاجئين الفلسطينيين بعد 57 عاما من النكبة

نشر بتاريخ: 26/05/2005 ( آخر تحديث: 26/05/2005 الساعة: 14:16 )
سبعة و خمسون عاما انقضت على ذكرى نكبة فسطين, و الشعب الفلسطيني لا يزال بأغلبيته ان لم يكن جميعه يعيش اثار تلك النكبة, الا ان هذه السنوات الطوال لم تثن هذا الشعب عن تصميمه و ارادته و مطالبته في حقه بالعودة الى مدنه وقراه التي تم تشريده منها في حرب عام 1948, مقدما الاف الضحايا ما بين شهيد و جريح و اسير و مشرد, و لقد كان في طليعة اولئك الذين دفعوا بشكل لافت و ملحوظ ثمن تلك الحرب( الخاسره وغير المتكافأة والتي خاضتها جيوش دول عربية كانت خاضعة لسلطات الإستعمار في معظمها) هم اللاجئون و الذين يشكلون عمليا الان القسم الأكبر و الأعظم من ابناء الشعب الفلسطيني, و هم في الواقع الاكثر معاناة و تأثرا ضمن هذه الرحلة الطويلة والشاقة , و الشعب الفلسطيني هو( شعب لاجيء)اذا ما تحدثنا بلغة الأرقام, فحسب السيد محمد جرادات , منسق مركز بديل لحقوق المواطنة و اللاجئين فانه تم تهجير اكثر من 800 الف فلسطيني كانوا يشكلون في حينه حوالي ثلثي ابناء الشعب الفلسطيني وهم بتقديره الان يعدون حوالي ستة ملايين مواطن موزعين على الاردن حوالي ثلاثة ملايين نسمة وسوريا حوالي نصف مليون ومثلهم في لبنان و حوالي مليون ونصف متواجدون في الضفة الغربية وقطاع غزة, بالاضافة الى دول الخليج والعراق ومصر وبقية دول العالم وان هؤلاء اللاجئين موزعين على 59 مخيما في مناطق تواجدهم وان 25 مخيما من تلك المخيمات غير معترف بها من قبل وكالة الغوث الدولية.
ويقول السيد جرادات ان مناسبة النكبة والاحتفال بها اصبحت عمليا, تقليدا يحتفى به كل عام منذ عام 1997 , وهذا العام تم اقامة مهرجانات مركزية ضخمة لاحياء المناسبة في رام الله وغزة وحتى في تل ابيب حيث شارك ابناء فلسطين 1948 باحياء الذكرى في ساحة رابين كما شارك الالاف من اليهود اليسارين ونشطاء السلام وتم اقامة مهرجانات في مختلف المدن و المخيمات الفلسطينية سواء في الوطن او الشتات وخاصة في لبنان وحتى اوروبا واميركا حيث اقام ابناء الجالية الفلسطينية مهرجانات بالمناسبة.
واعتبر السيد جرادات ان الكلمة التي القاها ابو مازن في هذه المناسبة انما تحمل الكثيرمن المعاني و المضامين حيث شدد على حق العودة وعدم التنازل عن هذا الحق, هذا ويلاحظ ان اللاجئين وخاصة الاجيال الشابة منهم وبرغم انهم لم يعيشوا عمليا في الاراضي التي شرد منها آبائهم و اجدادهم, الا ان لديهم ارتباط يبعث على الاعجاب بتلك الاراضي, ولا يزال اللاجئون سواء اولئك الذين عايشوا النكبة ذاتها عام 1948 او اولئك الذين لم يعايشوها يطمحون بالعودة الى بلداتهم وقراهم, ويرفضون كل الدعوات والمبادرات التي تصدر بين الحين والاخر للتنازل عن حقهم بالعودة ويعتبرون ان هذا الحق هو حق مقدس لا عودة عنه.