الخميس: 27/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

الجامعة العربية تناقش التطورات الفلسطينية واحياء عملية السلام بالمنطقة

نشر بتاريخ: 06/03/2013 ( آخر تحديث: 06/03/2013 الساعة: 19:01 )
القاهرة- معا - عقدت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء، جلسة لمجلس الجامعة الوزاري، ناقشت فيه تطورات القضية الفلسطينية والموقف العربي من المنهجية الدولية المتبعة لإحياء ما يسمى بعملية السلام المعطلة وفقاً للقرار الصادر عن المجلس الوزاري في هذا الشأن.

جاءت الحلسة في ظروف استثنائية لكونها تؤشر لبدء الأعمال التحضيرية للقمة العربية المقبلة في الدوحة، حيث ينظر المجلس في جلسته بمشروع جدول أعمال القمة المقبلة في الدوحة.

وذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى بالتكليف الصادر عن مجلس الجامعة الوزاري في دورته غير العادية بتاريخ 17/11/2012 للجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، لإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبها وأبعادها، بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي في طرح مبادرة السلام كخيار استراتيجي، وكذلك إعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية ودورها، ودفع الجهود العربية نحو تغيير المنهجية الدولية المتبعة في إدارة ما أصبح مجازاً يطلق عليها عملية السلام.

ونوه أن لجنة مبادرة السلام العربية عقدت اجتماعاً وزارياً في الدوحة بتاريخ 9/12/2012 لتدرس مستجدات الموقف في ضوء نجاح الدبلوماسية الفلسطينية والعربية في الحصول على تأييد أغلبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع القرار التاريخي الخاص بمنح فلسطين مركز دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة.

واعتبر البيان الصادر عن اجتماع الدوحة لجنة مبادرة السلام أن هذا القرار يؤكد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مكتملة المقومات تقع أراضيها تحت الاحتلال الإسرائيلي وليست كما تزعم اسرائيل أنها أراضي متنازع عليها، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي إنهاء هذا الاحتلال، ودعا بيان اللجنة الوزارية المجتمع الدولي إلى إطلاق مفاوضات تكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرارين 242 (1967) ورقم 338 (1973)، اللذين يقضيان بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من حزيران عام 1967، وبما يشمل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، خلال سقف زمني يتم الاتفاق عليه مع ضمان وقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية كافة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين في سجون دولة الاحتلال.

وأشار أن الجهود والمشاورات العربية خلال الفترة الماضية مع الإدارة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين الشعبية وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس الأمن كانت من أجل بلورة آليات جديدة تتيح الانطلاق نحو مسار مفاوضات جدية وعلى أسس ومرجعيات الشرعية الدولية المتفق عليها والتي ترى أنه من الضروري إعادة التأكيد عليها من قبل مجلس الأمن ليستعيد دوره في الإشراف المباشر على عملية المفاوضات وتحقيق الانتقال من "إدارة" الصراع الذي استمر لسنوات طويلة إلى "إنهاء" الصراع، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة المكتملة المقومات وذلك في إطار زمني محدد وملزم.

وأوضح أن الجهود أسفرت عن إحراز بعض التقدم في إطار التفهم لضرورة تغيير المسار، وذلك من خلال المشاورات العربية الجارية مع الاتحاد الأوروبي ومع الإدارة الأمريكية الجديدة ممثلة بوزير خارجيتها جون كيري، إلا أن هذا التقدم ليس كافياً ولا يزال التحرك العربي يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود وتنسيق المواقف على الصعيد الدولي حتى يمكن لهذا التحرك أن يأتي ثماره ولا يذهب هباءً، أو يتم التلاعب به لمنح إسرائيل المزيد من الوقت للتمادي في انتهاكاتها ومواصلة تنفيذ مشروعاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية، وبالتالي القضاء على أي أمل باقً لحل الدولتين، وهو ما نشهد مؤشراته حالياً فى نوع من التردد بعرض الموضوع برمته على مجلس الأمن الآن، وقد يكون التوقيت المناسب لذلك وكذلك في المناورات الإسرائيلية الهادفة لإفشال جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ومواصلة ضغوطها على السلطة الوطنية الفلسطينية لكسر هيبتها وجهودها لاستكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، الأمر الذي يقتضي من المجلس كل الحذر واتخاذ الخطوات الفعالة لدرء المخاطر الناجمة عن تلك المواقف الإسرائيلية المتعنتة وآثارها السلبية على مستقبل القضية الفلسطينية ومستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف: إن الفترة الماضية شهدت بارقة أمل للبدء في تفعيل مسار الحل السياسي للأزمة السورية المستعصية، وذلك على أساس ما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل الدولية فى جنيف فى نهاية شهر يونيو الماضي، إلا أن بارقة الأمل تلك لا زالت ضعيفة وتحتاج إلى الدعم، ويرجو العربي أن لا يتم تبديدها تحت أوهام الغلبة والحل العسكري وأعمال العنف والقتل ضد المدنيين السوريين والتي لا يزال النظام السوري يتحمل المسئولية الأولى عن تصاعدها وبلوغها هذا المنحى الخطير الذي أصبح يهدد مستقبل سوريا ووحدتها ومستقبل الشعب السوري، الذي يقاسي اليوم أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات تحت أعين المجتمع العربي والدولي وبكل أسف لم تستطيع الأطراف الفاعلة على المستوى الدولي وعلى مستوى مجلس الأمن بالتحديد وهو المعني الأول بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين على الاتفاق على رؤية مشتركة تساعد الشعب السوري على الخروج من نفق هذه الأزمة المستعصية.

وأكد العربي بضرورة عدم فقدان الأمل بخيار الحل السياسي، وبالجهود التي يبذلها معالي السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي المشترك والذي حدد منطلقات هذا الحل في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن، وهو أن هذا الحل لابد وأن يكون سورياً بامتياز، وأن يحظى بدعم الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في مجريات الأزمة السورية لتسهيل عملية التوصل إلى الاتفاق على حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية لإدارة مهمات المرحلة الانتقالية ونقل السلطة كاملة، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة الاجتماعية والتغيير الديمقراطي المنشود.

وقال العربي: ما تقدم سيكون أمام اجتماع المجلس الموقر اليوم تقريراً حول الجهود المبذولة لتطوير جامعة الدول العربية وتحديث آليات عملها، وذلك حتى تتمكن الجامعة العربية من مواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية وما يفرضه الواقع العربي الراهن من تحديات لابد من التعامل معها برؤية جديدة وآليات عمل متطورة فيجب ان نعترف اننا أمام مرحلة جديدة من التحديات ومرحلة جديدة من العلاقات العربية والدولية، وفي هذا السياق ستتناول مناقشة المجلس اليوم أبرز النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة المستقلة التي شكلته لهذا الغرض مشفوعةً باقتراحات لدراستها واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.

وقدم تهنئته للوزير محمد كامل عمرو على تسلم جمهورية مصر العربية رئاسة أعمال هذه الدورة الهامة لمجلس الجامعة، قائلا: إنني لعلى ثقة بقدرة الدبلوماسية المصرية تحت رئاسته من تحمل أعباء رئاسة المجلس خلال الفترة المقبلة متمنياً له ولمصر كل النجاح والتوفيق.

وتوجه بالشكر والتقدير للجمهورية اللبنانية والوزير الدكتور عدنان منصور على حُسن إدارته وحكمته في رئاسة أعمال الدورة السابقة للمجلس وإدارة أعمالها بكل كفاءة واقتدار فله وللبنان الشقيق كل التقدير، وأود الترحيب أيضاً بوزير خارجية ليبيا الذي يشارك معنا اليوم للمرة الأولى واتمنى له ولليبيا الشقيقة كل التوفيق.