السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"صرخة وطن" تطالب بإلغاء بروتوكول الخليل

نشر بتاريخ: 09/03/2013 ( آخر تحديث: 09/03/2013 الساعة: 15:07 )
الخليل- تقرير معا - منذ مجزرة الحرم الابراهيمي في العام 1994 غرقت البلدة القديمة بمدينة الخليل في ظلام لا يوصف، وتقطعت أوصالها من كل الاتجاهات, ف حاجز هنا ونقطة تفتيش هناك، كتل اسمنتية وبوابات حديدية، ومحال تجارية مغلقة وركود في الحياة الاقتصادية فضلا عن التفكك الاسري وتقلص العلاقات الاجتماعية.

وفي هذا الصدد, أشار الناطق الإعلامي للجنة الدفاع عن الخليل هشام الشرباتي الى أنه منذ حادثة المجزرة فرض الجيش الاسرائيلي منع التجول على المدينة 40 يوما، وأقام جدارا في السهلة عند سوق الخضار المركزي، وقسم الشارع الى جزئين يمينه للمستوطنين، ويساره للفلسطينيين، كما قام جيش الاحتلال بمنع أصحاب المحال التجارية، الواقعة على جهة المستوطنين من استخدامها وفتحها كالمعتاد.

وأضاف، لم يستمر الحال هكذا طويلاً، حيث قام الجنود بعد ذلك بنحو الشهر بإزالة الجدار، ومنعت السيارات الفلسطينية من استخدام الشارع بشكل طبيعي.

ففي العام 1997 وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية، بروتوكول الخليل، والذي بموجبه تم تقسيم المدينة الى قسمين "H1 ويخضع للسيطرة الامنية الفلسطينية و H2 ويخضع لسيطرة الاحتلال.

وقال الشرباتي: ان اتفاقية الخليل نصت على بنود كان من المتفق تنفيذها فور التوقيع ومنها فتح شارع الشهداء أمام حركة السيارات الفلسطينية من جهة "الكرنتينا" جنوبا، وفتح سوق الخضار المركزي، وتحويله لسوق بالتجزئة، ولكن الاحتلال لم ينفذ أيا من النقاط المتفق عليها".

وأضاف، مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وبحجة توفير الأمن للبؤر الاستيطانية في شارع الشهداء وسوق الخضار المركزي،وتحت ضغوط المستوطن قام جيش الاحتلال بإغلاق شارع الشهداء ومنع الفلسطينيين من عبوره بمركباتهم وقيد حركتهم مشياً على الاقدام، ولم يكتف بذلك بل قام باغلاق طرقات وشوراع مرتبطة بشارع الشهداء.

ونتيجة للظروف التي وصل إليها سكان مدينة الخليل بعد 16 عاما من تنفيذ بروتوكول الخليل الذي قتل حياة المدينة تعالت الأصوات والصرخات لرفضه قطعيا في حملة أطلق عليها "صرخة وطن" والتي تقوم عليها الهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة ولجنة متابعة الانتهاكات الاسرائيلية "حقائق" .

وصرح محمد أمين الجعبري رئيس الهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة بأن هذه الحملة ستكون واسعة و شاملة و سيجتمع أهالي الخليل اليوم السبت، في مقر إسعاد الطفولة، للمطالبة بالغاء بروتوكول الخليل الذي قسم المدينة فعليا إلى مدينتين الأولى تخضع للسيطرة الفلسطينية وهي معروفة بمنطقة H1 وتشكل 68 % من إجمالي المدينة، والثانية تخضع للسيطرة الإسرائيلية وهي معروفة بمنطقة H2 وتشكل نسبة 32 % من مساحة المدينة، وتمتد من باب الزاوية شمال المدينة وحتى حدود المنطقة الصناعية جنوبا والضواحي الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية من المدينة وحتى مستوطنة "كريات أربع" التي تعتبر الخليل الحقيقية وتشمل بلدتها القديمة وفيها أهم المقدسات والمعالم التاريخية وتشكل قلب المدينة الحضاري والتجاري ونقطة الوصل بين كافة المناطق والأحياء.
|207328|

وأضاف، ان اتفاق الخليل وقع أمام التعنت الإسرائيلي باستثناء مدينة الخليل من اتفاق اوسلو 1 واوسلو 2، ما اجبر القيادة الفلسطينية على التوقيع على هذه الاتفاقية التي كرست عمليا تقسيم الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف.

أما عن الاجراءات التي ستقوم بها الحملة فقد أعلن الجعبري أن هناك وثيقة كاملة ستشمل جميع القرارات التي سيتم مناقشتها خلال الجلسة و بحضور عدد كبير من المختصين والأهالي، ويتبع ذلك تشكيل لجان، منها اللجنة القانونية ستضم أساتذة القانون في الجامعات الفلسطينية وأيضا نخبة من المحاميين الفلسطينيين حتى يتسنى لهم إيصال صرختنا إلى المنابر الدولية والجهات المختصة والمسؤولة وصولا لمحكمة الجنايات الدولية، بالإضافة إلى اللجنة الإعلامية واللجنة العليا و اللجان المساعدة التي ستقوم بمهامها حسب الاختصاص.

وأشار الجعبري أن نطاق عمل الحملة لا يقتصر على الخليل وانما هناك مشاورات مع قطاع غزة وفلسطين الداخل، مركزا على ان الحملة موجهة ضد الاحتلال لدحره والعيش بأمن وحرية في مدينة الخليل التي تتوق للحرية ويتوق أهلها للعيش بكرامة.