السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبراء: فشل هندسي حوّل مكب نفايات أبو ديس إلى خطر بيئي داهم

نشر بتاريخ: 09/03/2013 ( آخر تحديث: 10/03/2013 الساعة: 07:40 )
القدس- تقرير معا - "لقد شربت من المياه القاتمة فنفقت"، هكذا قال راعي أغنام بدوي في مقتبل العمر، مشيرا إلى سيل من المياه المتعفنة التي تخرج من الأرض بمحاذاة مكب النفايات في أبو ديس إلى الشمال الشرقي من مدينة بيت لحم. وعلى بعد مئات الأمتار كانت الحشرات تتجمع حول بقايا رأسين من الأغنام على بعد أمتار من مجرى النهر.

يتضح من حالة الجيف أن الحيوانات قد نفقت منذ زمن ليس ببعيد، غير أن سبب نفوقها ليس واضحا بشكل مؤكد إلاّ أن دراسة بيئية صدرت مؤخرا تشير إلى مواد سامة في الهواء وفي المياه التي تتدفق في وادي أبو هندي، وهذه المياه هي عصارة أكبر مكب للنفايات في الضفة الغربية المحتلة، وتحيط بالوادي عدة مستوطنات إسرائيلية.

|207359|تنبعث هذه العصارة من مئات الأطنان من النفايات التي تلقى من تلة في القدس الشرقية، لتأتي مياه الأمطار فتدفعها باتجاه الشرق فتلتقي بالمياه العذبة التي تجري في المنحدر.

الخبير في شبكات المجاري وكبير المهندسين لدى سلطة مياه بيت لحم سابقا نادر الخطيب اطلع على صور التقطتها عدسة معا للموقع فقال "إن الخطر كبير جدا. هذه مواد سامة للغاية، ويمكن أن تتسرب هذه السوائل بكل سهولة لإلى المياه الجوفية."

|207350|لخطيب وخبراء آخرون أكدوا أن تسرب المياه الملوثة من مكب النفايات دليل على فشل في عدة جوانب هندسية في تصميم المكب الذي أقامته إسرائيل على أراض فلسطينية في أبو ديس.

في الحقيقة يشكل المكب خطرا شديدا دفع السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار عام 2011 بإغلاقه في غضون عام 2013. ورغم مرور عامين على القرار إلاّ أن شاحنات جمع القمامة تتدفق على المكب ملقية بغاز الميثان غير المعالج في الهواء، وتبعث سموما في المياه المتدفقة في الوادي.

|207351|تشير النتائج الأولية لدراسة شاملة يجريها خبير المياه عامر مرعي من جامعة القدس أبو ديس إلى وجود مواد مسرطنة في كل من الماء والهواء تتجاوز المعدلات المقبولة لدى منظمة الصحة العالمية، لتصل إلى سكان لم يكن من المتوقع أن يكونوا عرضة لمثل هذه المخاطر.

"المشكلة الأكبر هي التلوث،" يقول مرعي في حديث لمراسل معا.

ويضيف أن "الغازات السامة المنبعثة في الهواء والمعروفة علميا باسم المواد الكربونية المتطايرة، تصل معدلاتها إلى 440 ميكروغرام للمتر المكعب الواحد من الهواء، في قرى أبو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية".

|207352|ويوضح مرعي أن تعرض الإنسان لميكروغرام واحد من هذه الغازات يوميا لمدة سنة يتسبب في إصابة بالسرطان بنسبة 6 لكل مليون شخص.

وبحسابات بسيطة يستنتج أن النسبة في المناطق المجاورة لمكب النفايات أعلى من النسبة المذكورة ب 440 ضعفا، وهذا بحد ذاته يثير الرعب في النفوس.

النتائج التي توصل إليها مرعي في دراسته لم تدعم بدراسة في مختبرات خارجية، غير أنه يؤكد أنه بصدد أخذ عينات من أجل تحليلها في مختبرات خارجية للتأكيد على نتائج دراسته.

بيد أن خبراء آخرون أكدوا أن النتائج تتلاءم مع سوء الإدارة في المكب وغياب إجراءات السلامة الأساسية كالأرضيات الإسمنتية أو الأسفلت، باستثناء بركة لتجميع العصارة بنيت حديثا.

|207353|وكان طاقم فضائية معا قد زار الموقع الأحد الماضي ليلقى معارضة شديدة من قبل العمال المتواجدين في المكان. "التصوير ممنوع،" صرخ أحدهم في وجه الطاقم، مشيرا إلى أن عليهم أن يحضروا تصريحا من مستوطنة معاليه أدوميم القريبة والتي تتواجد فيها مكاتب مسؤولة عن إدارة المكب.

من جهتها أكدت سلطة حماية البيئة في إسرائيل نيتها إغلاق المكب لأسباب تتعلق بالسلامة العامة.

وقال مسؤولون في حماية البيئة في رسالة بالبريد الإلكتروني "إن مكب النفايات في أبو ديس يتسبب بأضرار بيئية جسيمة،" وهذا بناءً على تقييم للموضوع في أيلول من عام 2012.

|207356|وأضافت سلطة البيئة في ردها على وكالة معا "إن الغازات التي تنبعث بشكل طبيعي عند إلقاء النفايات في المكب لا يتم جمعها ولا معلجتها بالشكل المناسب، وهذا ينجم عنه مخاطر على السلامة العامة لأن تلك الغازات سامة."

وأشارت سلطة حماية البيئة إلى أن المكب ليس فيه من البنى التحتية ما يحول دون حدوث التلوث في الأرض، وأن هناك مخاوف من تلوث المياه الجوفية.

|207357|بدوره لم يتطرق خبير المياه عامر مرعي إلى الجانب السياسي للموضوع، غير أنه اعتبر التردد في إغلاق المكب مقلقا من منظور بيئي. "سؤال لهم (الإسرائيليين) هل كانوا ليقبلوا ببناء موقع كهذا داخل إسرائيل؟ وهل سيسمحوا بأن يتفاقم الوضع على الشكل الذي نشاهده هنا؟ لا أعتقد أنهم سيقبلوا بذلك؟"

وكانت فضائية معا قد بثت التقرير التالي عن المكب وتأثيره على الانسان والبيئة:



|207358||207360||207361||207363||207406||207378||207408||207411||207412||207414|