السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.عيسى: الهجرة المسيحية خسارة للمسلمين والمسيحيين في فلسطين

نشر بتاريخ: 11/03/2013 ( آخر تحديث: 11/03/2013 الساعة: 11:48 )
رام الله- معا- اعتبر الدكتور حنا عيسى أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، خبير القانون الدولي أن لا مستقبل لمنطقة الشرق الأوسط من دون العيش المشترك الإسلامي والمسيحي.

واشار الى أن ما يجري الآن في المنطقة من تراجع الحضور المسيحي من حيث العدد ومن حيث الدور هو كارثة ليس على المسيحيين وحدهم بل على المسلمين أيضاً، لأنه يؤدي إلى تفسخ المجتمع والى افتقاره إلى هذا الغنى في التنوع والى الكفاءات العلمية والاقتصادية والفكرية والثقافية التي تهاجر من المسيحيين، مؤكداً على أن الهجرة ليس خسارة للمسيحيين بل هي خسارة للمسلمين في نفس الوقت، وهي خسارة لصيغة العيش المشترك الإسلامي –المسيحي.

واستعرض د. عيسى في بيانه الحضور المسيحي اليوم ضمن المجتمع الفلسطيني قائلاً: "كما هو معلوم الفلسطينيون المسيحيون يشكلون نحو 20% من حجم تعداد الفلسطينيين حول العالم الذي يبلغ ما يقارب 11.600.000 فلسطيني 4.400.000 منهم في الاراضي الفلسطينية، 2.700.000في الضفة الغربية، و1.700.000في قطاع غزة، وحوالي .400.0001 مليون فلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام1948م، اضافة لـ 5.100.000 في الدول العربية، و655.000 في الدول الاجنبية حسب الاحصائيات الاخيرة الناتجة عن مركز الاحصاء الفلسطيني في 31/12/2012م، إلا انه في الوقت الحالي يشكل المسيحيون ما نسبته اقل من1% فقط من تعداد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وذلك لأن معظم مسيحيي فلسطين قد توجهوا إلى العيش في بلاد أخرى لأسباب مختلفة منها (وجود الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأراضي، الوضع الاقتصادي السيئ، حيث الإحصائيات الاخيرة تشير بأن عدد المسيحيين 40.000 شخص في الضفة الغربية، واقل من 5000في القدس، و1250 في قطاع غزة".

وأضاف: "ومن الأسباب المباشرة لانخفاض نسبة المسيحيين في فلسطين يعود إلى، انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين بسبب ارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، فشل مشاريع التنمية والنهضة في معظم دول المنطقة وشعور المسيحيين وفئات اجتماعية أخرى بلا جدوى البقاء بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية فيها، وبالرغم من المصاعب المعيشية إلا أن المسيحيين إلى جانب إخوانهم المسلمين ما زالوا يكافحون من اجل تنمية وازدهار هذا الوطن".

واشار د. عيسى الى الوجود المسيحي في الدول العربية وبالأخص في المناطق الأكثر سخونة مثل فلسطين،العراق، ولبنان، مشيراً إلى أن العلاقات المسيحية- الإسلامية عبر التاريخ تميزت بوجهين، الأول : يمكن أن يوجه كرسالة إلى العالم تؤكد على أن العلاقات المسيحية- الإسلامية تاريخياً كانت في المستوى العالي المطلوب، أو بعبارة أخرى مرت هذه العلاقات من حيث طبيعتها وفحواها في اقنية صحيحة، مما أدى إلى خلق مناخ وطني في كل المراحل خاصة الصعبة منها، والثاني أن بناة هذه العلاقات المميزة وضعوا أسسا لا تتزعزع لعلاقات أقوى حاضرا ومستقبلا، وقد يكون هذا الوجه الثاني هو الأهم لان صفحة الماضي قد طويت، وحتى إذا أساء الواحد إلى الآخر تبقى العبر هي الأهم، لأنها تشكل هذا الأساس لرؤية صائبة تتطلع إلى مستقبل أفضل للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين, مؤكداً على أن العلاقات المسيحية – الإسلامية بشكل عام ليست حديثة العهد، فالمسيحية ببعض معتقداتها موجودة في آيات واضحة في القران الكريم.