السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير زيد يونس قصة اعتقال مأساوية لعائلة تعرض جميع أفرادها للسجن

نشر بتاريخ: 14/03/2013 ( آخر تحديث: 14/03/2013 الساعة: 03:59 )
نابلس- معا -الحسرة وحزن القلب لا يفارقان قلب الأم على ولدها، وما لها من حسيب ومعين إلا الله عزوجل، فهو الناصر وهو الأدرى بحال العباد.

إنها والدة الأسير زيد يونس أحمد يونس 37 عاماً، من بلدة عصيرة الشمالية قرب مدينة نابلس، والتي روت لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قصة ابنها، وفلذة كبدها مع الاحتلال الاسرائيلي الذي طارده ثلاث سنوات، وأنهاها باعتقاله.

تقول أم أحمد، زيد كباقي الشباب كان يعيش حياته ويقضي يومه يوماً عادياً وينتهي بالعودة لبيته، لكنه كان على الدوام حركاً ونشيطاً يحب استطلاع الأحداث مع رفاقه.

أحب زيد الوطن، وأراد مصارعة المحتل الاسرائيلي ونزاله، فانضم لقوات ال 17 في حركة فتح، وشارك في كثير من المواجهات والمعارك مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، وكان لا يأتي للمنزل خلال فترة مطاردته.

وأضافت أم أحمد:" في عام 2002 حاصر جنود الاحتلال بيتنا الكائن في عصيرة الشمالية، ودمروا كل محتوياته واحتجزونا جميعاً، وكان زيد غير متواجداً في البيت في ذلك الحين، وطلبوا منا إخباره أن بضرورة تسليم نفسه.

تكمل أم أحمد، في تاريخ 8/4/2002 وفي البلدة القديمة في مدينة نابلس تحديداً، وأثناء مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، استطاع جيش الاحتلال الإمساك بزيد واعتقاله، بل وقاموا بوضعه كدرع بشري على مقدمة إحدى دباباتهم العسكرية، وأخذوا يتجولون به في المدينة.

أم أحمد في ذلك اليوم، كان لديها شعور بأن شيئاً ما يحدث لابنها زيد، بكت بكاء شديداً، وخيم القلق عليها، حتى علمت من إحدى رفاق زيد أنه اعتقل، وبعد ذلك، فقدت الأخبار عن زيد، واستمر ذلك الوضع أربع سنوات.

وتتابع أم أحمد:" بعد أن تمكنا من زيارة زيد بعد أربعة أعوام، ورغم الفترة الطويلة التي لم نتمكن من زيارته فيها، إلا أن الاحتلال منعنا في ذلك الحين من إدخال الملابس لزيد، الذي حكم بالسجن مدى الحياة و25 عاماً.

وتضيف أم أحمد، أن زيد مريض ويعاني من آلام في الكلى، وأجريت له عملية داخل مشفى سجن الرملة، كما أنه يعاني ولا يزال من بياض في عينيه، حيث نسبة البياض في العين تغطي بؤبؤ العين.

وتشير أم أحمد، إلى أن زيد تعرض لاعتقال عام 1994، وكان مجرد تحقيق وحجز لأربعة أيام ثم أفرج عنه.

أما أشقاء الأسير زيد يونس، فلم يسلموا من الاعتقال ومضايقات الاحتلال، فكانوا يعتقلونهم للضغط على زيد ودفعه للاعتراف، فاعتقل الاحتلال عام 2003 شقيقه فريد 30 عاماً، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً، إلى أن أفرج عنه في صفقة حسن النية بين أولمرت والرئيس محمود عباس عام 2005 مع دفع غرامة 3000 شيكل.

كما كان الاحتلال الاسرائيلي يعتقل في مرات عديدة شقيقه أحمد 31 عاماً ويحتجزه لأيام ثم يطلق سراحه.

أم أحمد، تزور ابنها وتراه من وراء القضبان، لكنها تحلم بعودته وعناقه، وأن تراه حراً أبياً.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان أن آلاف القصص البطولية التي سطرها أبناء الشعب الفلسطيني تحتاج الى توثيق وتسجيل وأن الأسير زيد من هذه القصص المشرقة للشعب الفلسطيني.