السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياسيون: زيارة اوباما سيكون لها تأثير سلبي على المصالحة

نشر بتاريخ: 15/03/2013 ( آخر تحديث: 15/03/2013 الساعة: 13:15 )
غزة - معا - اجمع عدد من السياسيين على ان زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما المرتقبة الى المنطقة سيكون لها تأثير سلبي على المصالحة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية التابع لمؤسسة إبداع للدراسات والأبحاث للدراسات امس بعنوان "زيارة اوباما وتأثيراتها على المنطقة والمصالحة الفلسطينية"، وذلك بحضور كل من وكيل وزارة الخارجية بالمقالة د. غازي حمد والقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي د. خضر حبيب والمحاضر في العلوم السياسية ود. هاني البسوس ومجموعة من القيادات الشابة والمختصين وطلاب المعهد.

وتحدث د. غازي حمد قائلاً: "إن السياسية الأمريكية تعتمد في الحفاظ على وجود لها في المناطق الساخنة فإن لم تكن لها قوة عسكرية في تلك المناطق تحاول وضع سيطرة اقتصادية أو سياسية".

وأوضح حمد ان الولايات المتحدة رسمت لنفسها إستراتيجية تعتمد على احتكار التحالفات الدولية وذلك للسيطرة على الاقتصاد والسياسة الدولية والتفوق العسكري، مشيراً أن الولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية لديها أكبر احتياطي من النفط عالمياً وتسيطر على الصناعات الرئيسية مثل الطائرات والتكنولوجيا وغيرها من الصناعات التي تحافظ على تحكمها في الاقتصاد العالمي.

وأشار وكيل وزارة الخارجية إلى أن سياسية الولايات المتحدة في السنوات القليلة الأخيرة بدأت تظهر أزمات كثيرة منها الأمنية والسياسية خصوصاً بعد الحرب على العراق وأفغانستان.

واعتبر أن نظام مبارك كان نقطة ارتكاز للتحالف مع الولايات المتحدة عملت على إنشاء شبكة ضخمة من التحالفات من أجل السيطرة على المفاصل الدولية.

وأكد حمد أن كثير من الدول تتعامل بالواقع اليومي أما الولايات المتحدة فإنها تضع خطة إستراتيجية لمدة 50 عاما ويساعدها في ذلك سيطرتها على الكم الهائل من المعلومات.

وأوضح أن زيارة اوباما للمنطقة تأتي في إطار الهيمنة على السياسة الدولية بالإضافة إلى السيطرة على إمدادات النفط والحفاظ على أمن إسرائيل مشيراً إلي أن رؤساء أمريكيا وخلال حكمهم عملوا على الحفاظ على التفوق النوعي من خلال تقديم المساعدات ولم يختلف وذلك بين حكم الجمهوريين والديمقراطيين بل توجد سياسية عامة.

وأشار إلى أن السياسية الأمريكية أصبحت تواجهه الكثير من الإخفاقات ومنها التيارات الإسلامية بل التحد الأكبر ظهور جماعات تحارب الوجود الأمريكي معتبراً أن من ضمن الإخفاقات في الملف الإيراني والنصر الذي حققه حزب الله وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة.

أما النجاحات التي حققتها أمريكا بالنسبة لها في المنطقة كانت في العراق حيث دمرت العراق وسيطرت على الدول المحيطة وجعلتها مستنزفه على الرغم أنها تصدر النفط على حد قول حمد.

واعتبر وكيل وزارة الخارجية أن أهم إخفاق لسياسية الولايات المتحدة كان بالربيع العربي حيث كانت الولايات المتحدة تتعامل مع نظام مبارك في مصر على انه لا يمكن له أن ينتهي ولكن بعد انهياره تم تغير بعض الاستراتيجيات في السياسية الأمريكية.

وقال حمد إن السياسية الأمريكية تعتمد على نظامين أساسين في التعامل مع الدول أولها نظام الضغط والنظام الأخر هو الاحتواء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد الصراع في سوريا كونها إن قويت سوريا فإن ذلك يمثل خطر استراتيجي على مصالحها.

وأكد أن اوباما يحاول تسويق نفسه بأنه مختلف عن غيره ولكنه في الواقع من خلال فترة حكمه فشل في المسيرة السياسية حيث لم يترك شيئ من اجل قضية السلام وركز في سياسيته على الوضع الداخلي لبلاده.

واوضح أن إدارة اوباما لم تقدم أي ضغط على الاحتلال في كل الموضوعات، مؤكداً أن السلطة على الرغم من ذلك تسير في خط واحد حتى لو تغيرت الظروف المحيطة.

وبدوره تحدث د. خضر حبيب عن زيارة اوباما وتأثيرها على المصالحة، موضحاً أن الولايات المتحدة ومن خلال السنوات الماضية قامت بالمساهمة بالعدوان على الشعب الفلسطيني ولم تمارس أي ضغط على دولة الاحتلال ووفرت لها الغطاء السياسي والاقتصادي لها في المنطقة، موضحاً أن المصالحة هي أمل كل فلسطيني حر وشريف وذلك بمحافظتها على الثوابت لا كما يريدها الأمريكان والإسرائيليين.

واعتبر حبيب أننا أمام مشروعين لا يلتقيان المشروع الإسلامي الذي يعتبر أن فلسطين جزء من عقيدة الامه ولا يمكن التفكير في التنازل عن ذرة تراب من أرضها، مشيراً أن المشروع الأخر والذي لديه الاستعداد للتساوق مع الشروط الأمريكية وقرارات الأمم المتحدة التي صيغت ضمن هيمنة الولايات المتحدة.

وأضاف حبيب أن الولايات المتحدة لا تريد مصالحة تحافظ على الثوابت والحقوق وتوحيد الشعب الفلسطيني ولا تريدها في خدمة محاربة الاحتلال ومقاطعة مصالحه الاقتصادية، معتبراً أن زيارة اوباما سيكون لها تأثير سلبي على المصالحة الفلسطينية.

ومن جانبه تحدث د. هاني البسوس عن التحليل السياسي لزيارة اوباما قائلاً :"ان الحديث عن أي تسوية سياسية مرتبط بتوازن القوى وفي الموضوع الفلسطيني لا يوجد مقارنة من حيث القوة الاقتصادية والسياسية وحتى الراعي الأمريكي منحاز لصالح دولة الاحتلال".

وأكد البسوس أن زيارة اوباما للمنطقة ستؤكد على الالتزام بأمن دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن البعض من القيادات الفلسطينية يوجد لديهم القناعة لتسويق وبيع الوهم على أبناء الشعب الفلسطيني موضحاً انه منذ توقيع اتفاقية أوسلو والجانب الفلسطيني ينفذ بدقة البنود المتعلقة به في حين لا ينفذ الاحتلال إلا ما يختاره على حد قوله.

واعتبر البسوس أن التباين بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال في موضوع الاستيطان فقط من جانب أن هذا الأمر يسبب إحراج لها ولكن لا يعني الإخلال من قبل الولايات المتحدة بالتزامها بالمحافظة على امن الاحتلال وتفوقه العسكري، مشيرا إلي أن التحرك على الأرض من قبل الاحتلال لا يشير إلي أي تقدم في موضوع التسوية.

وأشار أن زيارة اوباما ستؤكد على الحفاظ على أمن إسرائيل خصوصا بعد التحولات السياسية في المنطقة بالإضافة إلي توصيل رسائل لإيران حول تهديداته لدولة الاحتلال، موضحا أن اوباما سيتحدث عن حل عادل للقضية الفلسطينية برؤية الاحتلال والولايات المتحدة.

وأوضح أن دولة الاحتلال ستقدم مزيدا من الأوراق التكتيكية مثل فك حجز الأموال المجمدة وتقديم امتيازات خاصة للسلطة بالإضافة إلى الإفراج عن بعض السجناء القدامى وتجميد بعض ما يسميه الاحتلال بؤر استيطانية.

وأكد البسوس أن أهم أهداف زيارة اوباما التأكيد على قوة العلاقة مع دولة الاحتلال والحفاظ على أمنه و إزالة الشكوك التي تقول بوجود خلاف بين نتنياهو وأوباما، مضيفاً أنه سيتم التأكيد من قبل الطرفين الإسرائيلي والأمريكي على توحيد المواقف ضد إيران والدعوة إلي العودة للمفاوضات من قبل السلطة بالإضافة للضغط على الأردن من اجل عمل كونفدرالية مع السلطة في الضفة.