الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"فرسان الإرادة" أول إذاعة ناطقة باسم المعاقين في الشرق الأوسط

نشر بتاريخ: 17/03/2013 ( آخر تحديث: 17/03/2013 الساعة: 11:51 )
غزة- معا - تزايدت نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة "المعاقين" في السنوات القليلة الماضية جراء الحروب والهجمات الاسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطينيوبشكل خاص قطاع غزة, حتى وصلت نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع الفلسطيني إلى أكثر من 3.5%, وبالتالي زيادة الهموم والاحتياجات الشخصية لهذه الفئة.

ومن هذا الواقع المرير انطلقت فكرة إنشاء إذاعة تخاطب فئة ذوي الاحتياجات الخاصة, في ظل الأوضاع التي يعيشها المعاقون في المجتمع الفلسطيني والتي تتمثل في التقصير الكبير بحق هذه الفئة من كافة شرائح المجتمع، لا سيما السلطة التنفيذية التي لم تنفذ أيا من القوانين والتشريعات الخاصة بهذه الفئة، والسلطة الرابعة التي تسلط الضوء على هذه الفئة على أنها غير منتجة وغير مبدعة ولا تتعامل مع المعاقين كأشخاص لهم دورهم الريادي في المجتمع الفلسطيني وكيانهم الذي لا ينفصل عنه.

بدوره قام فريق شبكة معا بزيارة مقر إذاعة فرسان الإرادة الكائن بمخيم دير البلح بالمحافظة الوسطى، إيمانا منه بمكانة هذه الفئة داخل المجتمع، وبالتضحيات التي قدموها في سبيل القضية الفلسطينية، وضرورة إبراز دورهم الفاعل في المجتمع الفلسطيني.
|208350|
النشأة:

إذاعة تُقدم برامج منوعة، منها الاجتماعية والسياسية والثقافية والرياضية والترفيهية والصحية وغيرها، بعيدا عن الانحياز والتوجهات والمُناكفات الحزبية. وإذا أَمعنت واستمررت في المتابعة ستستمع إلى الاهتمام الكبير في تقديم البرامج المنوعة الخدماتية لذوي الاحتياجات الخاصة.

إذاعة فرسان الإرادة الإذاعة الأولى الناطقة باسم المعاقين في الشرق الأوسط تأسست عام 2006 في مخيم دير البلح بالمنطقة الوسطى وسط قطاع غزة, بدعم وتمويل من لجنة التنسيق لمراكز التأهيل المجتمعي بمخيمات قطاع غزة، وهي عبارة عن اتحاد لعدد ابرز المؤسسات العاملة في مجال رعاية وتأهيل المعاقين داخل قطاع غزة.

واتخذت من مبنى جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين الطابق الثالث مقرا لها ، وأسندت اللجنة للدكتور نبيل خالد رئاسة مجلس أدارة الإذاعة.

وفيما يخص فكرة إنشاء الإذاعة قال أ. محمود المسلمي المدير التنفيذي للإذاعة "إن فكرة إنشاء إذاعة الإرادة تأتي لدمج المعاق في المجتمع وإيصال صوته، حيث اجتمع عدد من الجمعيات التي تعتني بالمعاق حول الفكرة لتخرج إذاعة الإرادة وليدة لهذه الرؤية".
|208351|
موقعها من المنافسة:

وعن موقع الإرادة من المنافسة الدائرة بين الإذاعات المحلية أشار أسامة أبو صفير نائب المدير التنفيذي بالإذاعة والذي يعد احد المعاقين العاملين بالإذاعة إلى أن الإذاعة غير مسيسة كما أنها لا تضع في الأفق إتباع حزب سياسي معين, موضحاً أن الإذاعة اجتماعية هادفة.

وفيما يتعلق بطاقم العمل قال أبو صفير انه يتكون من ثلاثين عاملاً معظمهم من ذوي الاحتياجات الخاصة, موضحا أن الخطط الآتية للإذاعة تتمثل في التركيز على برامج التوعية وخاصة البرامج التي تعالج قضايا المعاقين وإهمال الأهل لهم وهي موجهة للجميع، معبرا عن طموحه في إنشاء فضائية ناطقة باسم المعاقين.

أهداف الإذاعة:

وفيما يتعلق بالأهداف الأساسية للإرادة قال المسلمي "جاءت فرسان الارادة لتغيير الصورة النمطية السائدة في المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية عامة عن فئة ذوي الإعاقة، وربط المشاكل التي يعاني منها المعاقين وطرحها وسط زخم إعلامي على المسؤولين وصناع القرار"، مشيرا إلى ضرورة ممارسة المعاقين الدور الإعلامي للتعبير عن مشاكلهم بألسنهم، وتوعية المجتمع حول قانون المعاقين وما ينتج عنه ومدى أهمية تطبيقه والالتزام به من قبل الجميع على المستوى الشعبي ومستوى صناع القرار.

وأضاف المسلمي قائلا: "الإذاعة بمثابة نقطة انطلاق نحو مزيد من التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز مطالب وحقوق هذه الفئة المهمشه، ودمج المعاقين بنظرائهم من غير المعاقين سواء على صعيد العمل المهني داخل الإذاعة أو من خلال الأفكار والمفاهيم التي تبث للجمهور".
|208352|
أنشطة الإذاعة:

افتتحت الإذاعة رسميا بتاريخ 2006/12/6 ضمن فعاليات يوم المعاق العالمي، برعاية الرئيس محمود عباس وبإشراف "جون كينج" مدير عام عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" وبحضور عدد كبير ممن الشخصيات السياسية والمجتمعية والشعبية والثقافية وبمشاركة من وزارة الإعلام الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالأنشطة الإذاعية بالإرادة أشار المسلمي أن الإذاعة قد استقبلت في الفترات السابقة عدد من الوفود الأجنبية العاملة في مجال الخدمات الإنسانية والاجتماعية في قطاع غزة ومنها "كارين أبو زيد" مفوض عام وكالة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين, وعدد من الشخصيات ونواب المجلس التشريعي من كافة الفصائل.

وأكد المسلمي على أن الارادة تعمل على تغطية كافة القضايا المتعلقة بقضايا المعاقين من ندوات ومؤتمرات ومهرجانات وورش عمل وتحليلها ومتابعة نتائجها، ومتابعة قضايا المجتمع الفلسطيني بشكل عام وطرحها عبر الأثير بطريقة حضارية ومسئولة وفق السياسة العامة للإذاعة.

وأشار إلى اهتمام الادارة سنويا بأحياء فعاليات يوم المعاق والتحضير المسبق لهذا اليوم بإعداد المهرجانات والمعارض والحلقات الإذاعية والبث المباشر واللقاءات الخاصة، إيمانا منهم بأهمية هذا اليوم، موضحا عمل الارادة على ابرز نشاطات جمعيات التأهيل الفاعلة في مجال خدمة المعاقين، وتسليط الضوء على ما يقدمه ذوي الاحتياجات الخاصة من نجاحات وانجازات في حياتهم العملية والعلمية من أعداد الأفلام الوثائقية وقصص النجاح.

وتنفذ الإذاعة أربع دورات برامجية فصلية بمعدل أربعة شهور لكل خطة برامجية تم انجاز 25 دورة برامجية تم فيها طرح برامج للمعاقين نتحدث من خلالها مشاكلهم انجازاتهم ونجاحاتهم، كما وتغطي كافة الجوانب الاجتماعية والثقافية والترفيهية والدينية والإخبارية والرياضية والصحية.

وأكد المسلمي انه سيتم أنشاء شبكة إنباء فلسطينية مستقلة على الشبكة العنكبوتية ومكتبها الرئيسي في مقر إذاعة فرسان الارادة.

والجدير هنا بالذكر أن الإرادة تخصص أكثر من 50% من مجمل برامجها لمخاطبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ما بين برامج تطرح معاناتهم وهمومهم، وإبراز تضحياتهم وطموحاتهم وقصص كفاحهم، أي أنها تعمل كحلقة وصل ما بين المعاقين والهيئات والمؤسسات الأهلية والحكومية المعنية.

أقسام الإذاعة وبرامجها :

تحتضن الإذاعة في طياتها عدد من الأقسام تنحصر في قسم العلاقات العامة، وقسم الهندسة الإذاعية والمونتاج، وقسم البرامج، وقسم الأخبار، وأخيرا قسم الأرشيف.

كما تعمل الإرادة على عدد من البرامج الهادفة والمميزة كبرنامج "جسر التواصل" وبرنامج "حصاد الفرسان" واللذان يستهدفان بدورهما ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين داخل قطاع غزة، اضافة الى عدد من البرامج المتنوعة كبرنامج "مبدعون ولكن...."، وبرنامج "سطور نازفة"، وغيرها الكثير الكثير.

الآمال والطموح :

تعمل إذاعة الإرادة على استنساخ فكرة الإعلام المتخصص للعمل على إطلاق أول فضائية ناطقة باسم المعاقين في العالم .

كما تطمح بإنشاء مركز بحوث ودراسات يهتم بأرشفة وتوثيق كل ما يتعلق بهذه الفئة وتسهيل استخدامها للمعاقين من خلال الأدوات المساعدة .

كما وتأمل الإرادة أنشاء شبكة إعلامية متكاملة تشمل "إذاعة، فضائية، موقع الكتروني، مركز تدريب أعلامي"، بحيث تعتبر إذاعة فرسان الإرادة هي نواة هذه الشبكة.

وتعمل الإرادة على ربط المشاكل التي يعاني منها المعاقين وطرحها وسط زخم إعلامي على المسؤولين وصناع القرار لإجبارهم الالتزام بمسؤولياتهم المنوط بها.