المؤسسات والعشائر يعلنون تأييدهم لحملة تنظيم مدينة نابلس
نشر بتاريخ: 17/03/2013 ( آخر تحديث: 17/03/2013 الساعة: 11:27 )
نابلس- معا- بدعوة من محافظ نابلس اللواء جبرين البكري عقد في قاعة غرفة تجارة وصناعة نابلس اجتماع تشاوري ضم كل من المجلس التنفيذي ، والمجلس الاستشاري ، ومجلس العشائر، اضافة الى رؤساء المجالس والهيئات المحلية في المحافظة.
وشارك في اللقاء أعضاء اللجنة العليا لتنظيم مدينة نابلس وهم: محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، ورئيس بلدية نابلس المحامي غسان الشكعة، ورئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم، ومدير شرطة محافظة نابلس المقدم حقوقي معروف البربري، ومنسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس نصر ابو جيش.
واستهل محافظ نابلس الحديث بالترحيب بكافة الحضور شاكرا لهم تلبيتهم للدعوة مشيرا الى ان الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع هو وضع ممثلي المؤسسات المجتمعية والحكومية في صورة خطة اعادة تنظيم مدينة نابلس ، والتي بنظر المؤسسات والفعاليات المجتمعية والوطنية باتت مطلبا حيويا لانها تهدف الى تظهير صورة مدينة نابلس الجميلة التي شوهتها الحالة القائمة حاليا، ولأن تنظيم المدينة بأسواقها وطرقها وميادينها الرئيسية يشكل عامل جذب للسياح والمتسوقين من خارج المحافظة .
وأوضح البكري انه ومن اجل انجاز خطة إعادة المدينة بطريقة فعالة وصحيحة وسلسة، فقد تم تشكيل لجنة عليا لاعادة تنظيم المدينة وتضم كل من : محافظة نابلس وبلدية نابلس وغرفة تجارة وصناعة نابلس وشرطة محافظة نابلس ولجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس ، مشددا أن الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو العمل بروح الفريق وعلى أساس الشراكة وبما يكسب الحملة جدية اكثر بنظر المواطنين.
وأكد البكري ان الحمل قد انطلقت وهي من عدة مراحل: المرحلة الاولى ابتدأت وهي مرحلة تحضير الراي العام وتهيئة الاجواء من اجل إنجاح جهود إعادة تنظيم المدينة، وقد قاربنا على الانتهاء من هذه المرحلة لندخل في المرحلة الثانية المتمثلة في الانتقال الفعلي إلى التنظيم وإزالة التعديات على الأرصفة وتنظيم وضع بسطات الخضار والفواكه والباعة المتجولين عموما .
وناشد اللواء البكري مواطني نابلس الذين وقفوا دائما مع بلدهم لكي تبقى شامخة صامدة التعاون والتكاتف ومساندة جهود اللجنة العليا لتنظيم المدينة لان المواطن هو شريكنا وهو المستفيد من عملية التنظيم في المحصلة، ولان تنظيم المدينة سيطال كل ما يشكل ازعاجا للمواطن باعتبار ان عملية التنظيم لا يمكن ان تطال شيء وتترك أشياء أخرى، متكاملا أن تطرح كل الآراء على الطاولة من اجل مناقشتها بروح ايجابية داعيا كل الجهات للعمل على تكاتف جهودها من اجل انجاز هذا الموضوع والانتقال الى موضوع ترويج محافظة نابلس بما تحويه من كنوز تاريخية واثرية هامة جدا ولكنها لم تأخذ حقها في الاهتمام المطلوب حتى الان.
بدوره اشار رئيس بلدية نابلس المحامي غسان الشكعة أن الأوضاع العامة التي نعيشها صعبة ومعقدة، وهو ما يطرح علامة سؤال الى أين يسير وضع المدينة ، وأوضح ان عملية التنظيم للمدينة يجب ان تنطلق الان لانها إن تأخرت فستواجه تعقيدات وتحديات اكبر وسيترتب عليها آثار سلبية اكثر بكثير مما نراه ونلمسه راهنا.
وأوضح الشكعة ان ابرز المشاكل التي نواجهها في المدينة تتمثل في فوضى السير واذا ما رغبنا في تحليل الاسباب فسنجدها في شوارع قديمة، ونظام سير قديم ايضا ، ومكاتب تكسي تتجاوز القانون في عدد السيارات التي تتبع لها.
واضاف الشكعة في ذات السياق ان هناك حاجة ايضا لتنظيم خطوط السيرفيس في البلد من خلال تنظيم مظلات ومواقف مناسبة بدلا من عشوائية الوقوف والتحميل والتنزيل للركاب، مشيرا الى ان البلدية وللحد من فوضى السير والازدحام والاصطفافات المزدوجة للسيارات المتوقفة على جانبي الشارع الواحد، فانها تعمل على مشروع توفير 200 قطعة ارض استملاك منفعة عامة لمدة خمس سنوات. وبالنسبة للعربات والبسطات فقد قمنا ومنذ طرح مسالة تنظيم المدينة بدراسة عدة خيارات واستقر بنا الامر على شارع العدل والهدف ان نجد بدائل لاصحاب البسطات ولنؤكد ان حملة التنظيم ليست اقتلاعية مضيفا ان ما هو مطروح من بدائل ليس نهائيا وهو قابل للتعديل على ضوء التجربة وتوفر الامكانيات. مع العلم أن البلدية وبالتعاون مع المؤسسات الرسمية والعامة تعمل على مواقع أخرى كثيرة.
وشدد رئيس بلدية نابلس على اهمية ايلاء محافظة نابلس المزيد من الاهتمام من خلال اعادة ترويج وتسويق المواقع التاريخية والاثرية وازالة التعديات عليها واعادة تاهيلها من جديد لكي تستقطب اهتمام السياح والزوار مشيرا الى ان سبسطية ممكن ان تعيد لفلسطين رونقها وكذلك البلدة القديمة بنابلس .
وانهى الشكعة مداخلته بالقول ان الحملة لاعادة تنظيم المدينة لا تستهدف احدا بعينه وهي ليست مفروضة فرضا ولا نريدها كذلك بل اوضحنا منذ اليوم الاول لاطلاق الحملة ان الحوار هو الاساس فيها، وان مصلحة البلد هي التي تتقدم على اي مصلحة اخرى، وان القضايا التي قد نختلف حولها ولا تحل بالحوار ليس لدينا مشكلة في ان يكون القانون هو الحكم بيننا ونحن سنحترم كلمة القضاء .
من جانبه ابتدأ عمر هاشم رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس مداخلته بالترحيب بالحضور مشيرا الى اهمية مثل هذه اللقاءات تتمثل في تبادل الاراء وتوسيع قاعدة النقاش والحوار ما بين المؤسسات وممثلي الراي العام في المحافظة.
وعرج هاشم على موضوع الضريبة التي فرضتها الحكومة على البضائع المستوردة من الصين متمنيا ان تتأنى الحكومة في تطبيق هذا القرار لكي تفسح بالمجال امام الغرف التجارية استكمال المناقشة والحوار بشان هذا القرار الذي قد ينعكس سلبا على الاقتصاد الفلسطيني.
وتطرق هاشم الى موضوع الاجتماع الرئيسي المتعلق بتنظيم المدينة مشيرا الى ان الغرفة التجارية مع التنظيم ومع اعادة ترتيب المدينة ومع ازالة التعديات على الارصفة، ومع وضع حد لحالة فوضى السير والبسطات، لكي تكون المدينة مهيأة لاستقبال الزوار والمتسوقين سواء من المحافظة او من خارجها، مؤكدا انه مع المنهجية التي تم طرحها من قبل اللجنة العليا باعتماد المرونة والعدالة كمعايير للحملة ، واعطاء الناس حق تقديم الشكاوى والاعتراض ونحن سنحترم تلك التوجهات، منوها الى ان الترتيبات التي قد تتخذها اللجنة العليا قابلة للنقاش وللتجربة وهذا يعني ان اللجنة العليا ليست مغلقة بل هي على العكس تماما فهي منفتحة على مختلف وجهات النظر، وختم مداخلته بالقول: ان حملة تنظيم المدينة سيكون لها نتائج ايجابية على الجميع دون استثناء وبما يعيد نابلس لى سابق عهدها باعتبارها عاصمة دولة فلسطين الاقتصادية.
بدوره ابتدا المقدم حقوق معروف البربري مداخلته بالاشارة الى ان نابلس كانت ولا زالت مستهدفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي بل هي على راس الاستهداف الاسرائيلي ، مضيفا انه لا يمكن ان نفصل الحالة الاقتصادية والاجتماعية عن الامن.
ودعا البربري الى وقفة جادة ومتضامنة مع اللجنة العليا باعتبارها الجهة التي تسعى من اجل تنظيم المدينة في مواجهة كل من يقف ضد التنظيم وابقاء نابلس في حالة من الترهل مشددا ان هناك علاقة جدلية بين الامن والاقتصاد فلا وجود لاقتصاد قوي بدون امن وهدوء وسيادة قانون، مثلما يتطلب استمرار حالة الهدوء وضعا اقتصاديا جيدا يلبي احتياج مختلف الفئات والشرائح في المجتمع .
واشار البربري ان هناك حاجة لتشكيل راي عام شعبي ضاغط وموجه ضد كل الاجندات التي تحاول ان تبقي نابلس في حالة متاخرة .
وفيما يتعلق بدور فصائل العمل الوطني في محافظة نابلس فقد تحدث نصر ابو جيش مبينا ان لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس تدعم دون تحفظ حملة تنظيم المدينة وهي جزء اصيل من اللجنة العليا التي تشرف على تنظيم المدينة، وشدد ابو جيش ان رؤية فصائل العمل الوطني في محافظة نابلس متوافقة مع المؤسسات المعنية باعادة التنظيم وان دور الفصائل ليس دورا معنويا بل هو دور فعال لان الفصائل لها امتداداتها المجتمعية والمؤسساتية وبالتالي فانها تلعب دورا هاما في توجيه الراي العام باتجاه يخدم ويدعم الاعادة تنظيم المدينة.
واشار ابو جيش ان جهود اعادة تنظيم المدينة هي جهود مباركة وتخدم المصلحة الوطنية مثلما تخدم الاستثمار والتنمية والسياحة والامن ايضا، مشددا ان الحملة تعتمد على جملة من المعايير ابرزها عدم وجدود استثناءات للمخالفين والتعامل مع الجميع بشكل موحد ووفق معيار العدالة وايجاد البدائل المناسبة حفاظا على لقمة العيش .
وبعد ان فتح باب النقاش قدمت العشرات من المداخلات من ممثلي المؤسسات المجتمعية والرسمية في المحافظة والتي باستثناء مداخلة واحدة أكدت على دعم ومساندة خطة اعادة تنظيم المدينة، معتبرين نهوض نابلس واخذها مكانتها اللائقة هو هدف وطموح لدى مختلف المؤسسات سواء في المدينة او المحافظة بشكل عام، مشيدين بالخطة التي وضعتها اللجنة العليا لاعادة تنظيم المدينة وتوجهاتها القائمة على اساس ايجاد البدائل المناسبة والحوار وحق من يعتبر نفسه متضررا بالاعتراض سواء للجنة او للقضاء.