رغم إعاقتها- منال تتحدى العادات وتدخل عالم تصليح الهواتف
نشر بتاريخ: 18/03/2013 ( آخر تحديث: 19/03/2013 الساعة: 07:34 )
غزة - معا - "رب صدفة خيرا من ألف ميعاد" لم تكن ترغب منال السطري أن تتدرب ضمن احد مشاريع المؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة لصيانة الهواتف النقالة لاعتبارات عدة، لذلك وُعدت من قبل المسؤولين أن يتم استيعابها في تخصص صيانة الكمبيوتر في حال تخلف احد المشاركين.
ولكن بعد ثلاثة أيام أحبت منال صيانة الهواتف النقالة لتبدأ معها مشوار امتد لثلاث سنوات وتكون الأولى في منطقة رفح جنوب قطاع غزة وتفتح محلا لبيع وتصليح الجوالات وتكسب إسما لدى الكثير من الزبائن وخاصة النساء.
منال 37 عاما ليست فتاة عادية بل هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أصيبت منذ صغرها بشلل الأطفال رغم أنها أعطيت لقاح لهذا المرض الا ان المرض اصابها بدل أن يحميها اللقاح منه ليلازمها الكرسي المتحرك مدى الحياة.
أصرت منال على ان تتحدى هذه الإعاقة لتحصل كأول فتاة على دورة لصيانة الأجهزة الكهربائية ولف المواتير، فكانت الفتاة الوحيدة المشاركة بالدورة بعد أن تركت المدرسة، لتصلح بعد ذلك جميع الأجهزة الكهربائية التي تتعطل في منزلها ومنزل أقربائها المقربين لها.
أما قصة صيانة الجوالات فتقول منال لـ معا بدأت عندما أخبرتها صديقتها بان احد المؤسسات الداعمة اتصلت عليها لدمجها ضمن مشروع لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بمشاريع صغيرة ودعمهم بمبلغ غير مسترد وكانت الفكرة "كيف تديري مشروع عن طريق تسويق هذه المبيعات" ولكن ظروف الفتاة لم تسمح بأن تحصل على هذا المشروع فاقترحت على منال أن تكون ضمن المستفيدات من المشروع بنيابة عنها، وخاصة أنها تحب صيانة الأجهزة، فقدمت أوراقها وعندما وجدت المؤسسة أنها حاصلة علي دورة في صيانة الأجهزة تشجعت وقبلت بها.
|208520|
وتضيف منال بأنها تأخرت بتقديم أوراقها ولم يكن هناك متسع لاستيعابها إلا في قسم صيانة الجولات، ولم ترغب بذلك وتقول "عندما اخبروني بذلك رفضت تعلم صيانة الجولات فانا فتاة وأعيش في مدينة رفح، وكوني من ذوي الاحتياجات الخاصة لن يستوعب المجتمع تواجدي وعملي في مجال صيانة الجولات، وكذلك توقعت أن دراسته ستكون صعبة".
وتقول منال بأنها وبعد ممارسة العمل احبت مهنة تصليح الجولات وأصرت على الاستمرار فيها، مضيفة "لم أكن أتوقع أن يتقبلني الجميع فمجرد أن بدأت بتجهيز محلي ساندني الكثير من الشباب بنفس مجال العمل، فعرفوني على الأجهزة التي اشتريها والموزعين المعتمدين، وساعدوني على تعلم تصليح بعض الأجهزة التي لم أكن قد تعلمت عليها فالمعروف أن ما ندرسه غير ما يوجد على ارض الواقع".
فتحت منال قبل ثلاث سنوات محلها بعد تدريب استمر لـ 6 أشهر، وأصرت على أن تختار كل شي بنفسها، وفي بداية المشوار وضعت مستخدم ليتعامل مع الجمهور وهي تقوم بتصليح الجولات ولكن بعد عدة أيام أصبحت هي المشرفة بعد تقبل الجميع لها وتشجيعها على عملها.
واطلقت منال على محلها "سلمى فون" وعند سؤالها عن سبب التسمية قالت "كانت جدتي وأنا صغيرة تقص لنا حكاية سلمى الفتاة المناضلة والتي كانت تساعد الفدائيين في توصيل المعلومات والأسلحة لهم ولحبي للقصة أسميت محلي باسمها وأصبح الجميع يعتقد باني اسمي سلمى ويناديني بذلك".
وعن أطرف المواقف التي مرت عليها قالت منال" كان هناك جولة للعاملين في شركة جوال على محلات الصيانة والبيع وعندما دخلوا على محلي طلبوا مني أن احضر صاحب المحل فقلت لهم أنا صحبته، فكرر السؤال بطرق أخرى أربع مرات وكانت الإجابة نفس الإجابة لدي، فوقف صامتا وقال هل أنت متأكدة انك أنتي من تملكين وتديرين المحل؟، أجابته منال نعم فاخبرها انه لم يتوقع في يوم من الأيام أن يجد سيدة تدير وتصلح الجولات في قطاع غزة، فكيف برفح والتي لها خصوصية، فاعتذر لها على طريقته وإلحاحه بالسؤال وعدم استيعابه للمسألة بطريقة سريعة.
وختاما اشتكت منال من عدم تهيئة المرافق في رفح لذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة الجالسين على الكرسي المتحرك، كما أنها تعاني من صعوبة التنقل إذا تتعطل كرسيها الكهربائي، وتتمنى في نهاية حديثها أن تجد الداعمين لذوي الاحتياجات الخاصة فكل ذي عاهة جبار.