"حياة كريمة"- رؤية مجموعة الاتصالات الفلسطينية لتمكين الأسر العفيفة
نشر بتاريخ: 19/03/2013 ( آخر تحديث: 19/03/2013 الساعة: 13:45 )
رام الله - معا - "دعم ورعاية مجموعة الاتصالات، أعاد لنا الأمل بالحياة بعد اليأس والألم"، بهذه الكلمات استهلّ المواطن (م.ي) من قرية عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس، حديثه وهو يشرح النقلة النوعية التي طرأت على حياته وظروف معيشته بعد أن قامت مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية بإدراجه ضمن قائمة المستفيدين من برنامج "حياة كريمة" والذي تنفذه مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية بهدف تمكين الأسر العفيفة.
وكان المواطن (م.ي) والذي يُعاني من إعاقة حركية، يمرّ بظروف معيشية صعبة، بسبب عدم قدرته على العمل وعجزه عن التكفل بأعباء الحياة لعدم امتلاكه مصدراً للرزق.
وبعد سنوات من العذاب والمعاناة والانتظار، كانت مجموعة الاتصالات وعبر مؤسستها التنموية أول المؤسسات الوطنية التي تمنحه الاهتمام والرعاية.
وعن معاناته في البحث عن داعم أو ممول لمشروع يكفل له الحياة الكريمة يقول (م.ي) "قرعنا كل الأبواب بحثا عن بصيص أمل لدعم مشروع يمكنني من توفير مصدر رزق لعائلتي التي عاشت أياماً صعبة وقاسية، ولكن دون جدوى. كثيرة هي صور المعاناة التي رافقتني في رحلة الحياة التي عجزت فيها عن توفير أدنى متطلبات حياتي، ولكن فرحتي لا يمكن أن تصفها الكلمات عندما زارني فريق البحث من مؤسسة مجموعة الاتصالات".
وبعد متابعة الفريق لحالة المواطنة ( ع.ح) وتقييم وضعها ورصد احتياجاتها؛ حرصت مؤسسة المجموعة على تحقيق حلمها والذي تمثّل في بناء دكان صغير يوفّر لأسرتها مصدر الرزق الذي سيُسهم في التكفّل بأعباء والتزامات الحياة، وتقول "أحياناً لا أصدق أنني أصبحت أملك دكاناً والفضل الكبير لمجموعة الاتصالات التي قدمت لي هذا المشروع، والذي رفع كاهل المعاناة عن أسرتي، ولم نعد نواجه أي مشاكل في احتياجاتنا اليومية، بل أصبحت أكثر قوة وإيماناً وإصراراً على تطوير المشروع".
ويمثّل المواطن ( ر.ح) نموذجاً لعشرات الحالات التي استهدفتها المجموعة في برنامجها الوطني والإنساني والمجتمعي الذي يُعتبر تجسيداً لالتزام المجموعة نحو الوصول إلى الشرائح الفقيرة والمهمّشة، وتوفير مقوّمات الدعم والحياة الكريمة، وذلك في إطار التزامها تجاه المجتمع الفلسطيني بمختلف شرائحه وقطاعاته.
وقال عمار العكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية "إنّ هذا المشروع الرائد للمجموعة إنما يتبع منهجية توفير سُبُل العيش المُستدام للشرائح المستهدفة، حيث يستهدف المشروع أفقر الأسر في أفقر المناطق".
ويضيف العكر موضحاً "يأتي المشروع كجزء من سياسة وتوجه المجموعة لتحقيق نوع من التكاملية مع البرامج والمشاريع الأخرى التي تنفذها المجموعة بهدف المساهمة في التخفيف من آفة الفقر، وكلّنا أمل أن ننجح عبر هذا البرنامج في المساهمة بتوفير حياة كريمة للمواطن".
وأردف العكر "تتمثل رسالة المشروع في التأسيس لمدخلات مناسبة تقدمها المجموعة على أساس موارد قوية ومخرجات مستدامة تكفل للمستفيد حياة آمنة ومستقبلاً أفضل". وأكد أنّ المجموعة ركزت توجهها ومجهودها على توفير كافة مقومات النجاح لمشروع "حياة كريمة" لتمكين الأسر العفيفة بإشراف ومتابعة فريق من المختصين الذين نفذوا الخطط المناسبة والآليات الأفضل التي تضمن تحقيق النتائج المرجوة.
وقد عززت النتائج الإيجابية للمشروع من رؤية وتوجّه مجموعة الاتصالات لمواصلة تنفيذه وتوسيع نطاقه واستهداف المزيد من العائلات، وأوضح العكر "توجهنا في المشروع بشكل رئيس إلى استكمال المشاريع المدرة للدخل للعوائل التي تم اختيارها في عام 2011، وحرصنا على تقديم التدريب المناسب للأسر المستفيدة لتعزيز القدرة على إدارة هذه المشاريع والمحافظة على ديمومتها، واستكملنا المشروع مع دفعة جديدة من الأسر في عام 2012 وبذات الآلية، مع تعزيز البعد التطوعي من قبل موظفي مجموعة الاتصالات لاسيما في تنفيذ الزيارات الميدانية للأسر الفقيرة".
ولفت العكر إلى أنه تمّ تنفيذ المشروع لهذا العام بالتعاون مع مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين لتطوير مصادر المياه والبيئة من أجل تقديم الخدمات للعوائل التي تم اختيارها ضمن آلية واضحة. مؤكداً أهمية الشراكة المجتمعية في تعزيز عوامل النجاح للمشروع آنيا ومستقبلاً.
من جانبها؛ أوضحت سماح أبو عون حمد مدير عام مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية، أن المشروع استهدف في عام 2011 العائلات شديدة الفقر، لاسيّما تلك التي تُعيلها النساء إما بسبب وفاة أو مرض أو اعتقال الأب أو مُعيل الأسرة أو لظروف أخرى استثنائية.
وأضافت أبو عون حمد أن خطة المشروع نُفّذت وفق منهجية محددة، ومن خلال عدة زيارت ميدانية للعوائل، وذلك بهدف الوصول إلى المشروع المناسب للعائلة، ومناقشة استرتيجيات وسُبل العيش وتحديد المخرجات، ومن ثم يتم اتباع إجراءات واضحة متعلّقة بشراء المواد اللازمة، وأخيراً تتم متابعة العائلة المستهدفة بالتعاون معها وتقديم الإرشادات والتعليمات والتدريبات لضمان استدامة المشروع.
وأشارت أبو عون حمد إلى أن مؤسسة مجموعة الاتصالات اعتمدت على منهجية الزيارات الميدانية المكثّفة بعد تنفيذ الزيارات الأولى لكافة العائلات المتقدّمة بهدف تقييم الطلبات، وتمّ ترشيح الأسر الأكثر فقراً، إضافة لزيارة ثانية من أجل تحديد السُبل وتحليل رؤوس الأموال الخمسة للأسر التي تم اختياها. كما عمدت مؤسسة المجموعة إلى تنظيم أكثر من زيارة لتحديد وتصميم المشروع المناسب بمشاركة كافة أفراد الأسرة، وفي الزيارات الأخيرة تتم دراسة جدوى المشروع ومن ثم البدء بعملية التنفيذ.
ووفق إحصائيات مجموعة الاتصالات الفلسطينية عن إنجازات البرنامج لعام 2012، أفادت أبو عون حمد أن 277 حالة تقدمت للبرنامج، وتم اختيار 70 حالة منها، موزعة على 43 بلدة وقرية في المناطق التي استهدفها البرنامج، وتخللها 340 زيارة ميدانية تمت من خلال المتطوعين والشركاء. مؤكدةً أن 50 عائلة من أصل 70 استكملت المشروع المدرّ للدخل وباشرت العمل.
وتم تنفيذ المشاريع المدرّة للدخل في عدد من القرى والبلدات بمحافظات القدس ورام الله والخليل وبيت لحم ونابلس وقلقيلية وجنين وطولكرم، ومن هذه القرى: بيتللو، كوبر، بيتين، دير أبو مشعل، القبيبة، بيت سوريك، بيت ريما، بيرزيت، كفر عين، المزرعة الشرقية، بني نعيم، حلحول، مدينة الخليل، يطا، الظاهرية، الشيوخ، حوسان، الصف، وبيت جالا، وغيرها.