الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعضاء هيئة المحلفين الدوليين يطالبون باطلاق حملة لحرية البرغوثي

نشر بتاريخ: 19/03/2013 ( آخر تحديث: 20/03/2013 الساعة: 00:59 )
القدس - معا - عقدت محكمة راسل اجتماعها الختامي في بروكسل بعد عدة جلسات عقدت في برشلونة ولندن وكيب تاون ونيويورك، وكان مروان البرغوثي ضيف الشرف ممثلاً لفلسطين في هذا الاجتماع الختامي.

وألقت المحامية فدوى البرغوثي كلمة المناضل مروان البرغوثي التي اكد فيها أن عدم محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها يشكّل أكبر خطر على تحقيق السلام، وناشد الحاضرين إعتبار قضية الأسرى أولوية قصوى والتحرك الفوري دعما لاطلاق سراحهم.

وأكد على أن تخاذل الحكومات في إتخاذ قرارات حاسمة ضد ممارسات احتلال يقود الشعوب حول العالم لإظهار تعاطفها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني بتحديها للاحتلال، وبهذا الخصوص فإن محكمة راسل تعدّ اداة للنهوض بحقوق الإنسان وتثبيت القانون الدولي، وبذلك فإن هذه المحكمة هي محكمة شرعية تعكس وتمثل إرادة الشعوب في العيش في عالم تحكمه مبادئ الحرية و العدالة.

وطالب البرغوثي في ختام كلمته اعضاء هيئة المحلفين بإطلاق حملة دولية دعما لحرية البرغوثي والاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وتهدف هذه المحكمة التي أنشأت على نموذج محكمة راسل الشهيرة بشأن فيتنام، للنظر في مسؤولية الأطر الدولية في استمرار الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الذي يخضع، حسب هيئة محلفي هذه المحكمة، لنظام مشابه لنظام "الفصل العنصري" الذي كان متبعا في جنوب افريقيا.

وطالبت محكمة راسل بشأن فلسطين وهي محكمة رأي تم تشكيلها في عام 2009 برئاسة الدبلوماسي والمقاوم الفرنسي السابق ستيفان هيسيل الذي توفي عن 95 عاما في 27 شباط الماضي، طالبت في جلستها التي عقدت يوم الأحد الماضي في بروكسل بأن تتولى المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية، وانتقدت المحكمة الشركاء في السياسة الاسرائيلية منددين في المقام الأول بالولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي لإسرائيل، إضافة إلى الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي.

وضمت هيئة المحلفين عدداً من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية والقانونية البارزة، ومن بينهم الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان أنجيلا ديفيس والقائد السابق لفريق بينك فلويد روجر ووترز، وميريد مجوير الحائزة على جائزة نوبل للسلام.

وفيما يلي نص رسالة المناضل القائد مروان البرغوثي للمحكمة:

كنت أتمنى أن اكون بينكم اليوم، وإن دعوتكم لي رغم وجودي في سجون الاحتلال الإسرائيلي تمثل تحدياً آخر لهذا الاحتلال وقوانينه وقراراته. إن كلمتي هذه التي تصلكم إنما تعكس تصميم الشعب الفلسطيني وأسراه على جعل صوتهم مسموعاً حتى من خلال الأمعاء الخاوية، وتعكس تصميمكم لإيصال هذا الصوت ورفض السماح بإخماده.

إن 4800 أسير ما زالوا يقبعون في سجون الإحتلال من بينهم أكثر من مئة قيد الاعتقال منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو أمضى بعضهم ثلاثون عاماً وراء القضبان و كان يتوجب على اتفاقيات السلام ان تكفل حريتهم.

عندما اطلق عدد من الاسرى اضرابهم عن الطعام, كانت نيتهم التعبير عن جوعهم للحرية و الكرامة، حياة البعض منهم في خطر كون صوتهم الوحيد لايصال رسالتهم هو امعائهم الخاوية وسلاحهم الوحيد هو حياتهم، ضمان حريتهم هو انقاذ حياتهم.

إن قضية الأسرى تبين أن هذا الصراع ليس صراعاً اعتيادياً على الارض بين خصمين متساويين، وانما هو يمثل ستة عقود من انكار أبسط حقوق العدالة والحرية والكرامة على شعبنا ولا يمكن أن يترك قرار انهاء تلك الانتهاكات للقوة الاحتلالية، ان من مسؤليتنا جميعاً الدفاع عن هذه الحقوق، وان الدعم المبدئي لنا حول العالم يؤكد لنا بأننا لن نهزم

ان نشاطات دولة الاحتلال الاستيطانية تعرض مستقبل المنطقة برمتها للخطر، ولكن هذه السياسات الاستعمارية لا تواجه بفعل جديّ من قبل المجتمع الدولي لوقفها بل نجد من يساندها، لذلك يجب أن لا يتفاجأ احد عندما يتحرك الشعب الفلسطيني لحماية أرضه وحقوقه ومستقبله، إن دعمكم ايها الأصدقاء الاحرار يمكّننا من إدارة نضالنا بما يتماشى مع القيم المشتركة التي نحاول حمايتها.

إن تخاذل الحكومات في اتخاذ قرارات حاسمة يقود الشعوب حول العالم لإظهار تعاطفها وتضامنها مع شعبنا الفلسطيني بتحديها و مقاطعتها للظلم والقهر والاحتلال. وبهذا الخصوص فإن محكمة راسل تعدّ اداة للنهوض بحقوق الإنسان وتثبيت القانون الدولي مما يؤدي السلام. ومن هذا المنطلق فإن هذه المحكمة هي محكمة شرعية تعكس وتمثل إرادة الشعوب في العيش في عالم تحكمه مبادئ الحرية و العدالة

لقد تمّ اختطافي من مدينة رام الله من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي قبل 11 عاماً، ومنذ ذلك الحين وأنا في سجونهم، تعرضت خلالها لمائة يوم من التحقيق والتعذيب، تلاها ألف يوم من العزل الإنفرادي في زنازينهم، ولقد أمضيت من عمري 18 عاماً في سجونهم، و7 أعوام من الابعاد القسريّ إلى خارج الوطن ولم أتمكن من مشاركة زوجتي وأبنائي أعياد ميلادهم ولا حفلات تخرجهم من المدارس والجامعات، ولا حضور حفل زفاف ابنتي او جنازة امي واخي، للاسف عرف الكثير من الفلسطينيون مصيرا مشابها.

كنت أول برلماني فلسطيني تختطفه دولة الاحتلال وتقدمه للمحاكمة، لذلك رفضت الدفاع عن نفسي أمام المحكمة الاسرائيلية، حتى لا يشكل ذلك سابقة، ولأن تلك المحاكم تستمد شرعيتها من الاحتلال نفسه، وهو بحدّ ذاته غير شرعي، ولأنني لا أقبل أبداً ان يُعرض ممثلي الشعب الفلسطيني أمام محاكم الاحتلال، ولقد أصدرت دولة الاحتلال حكما بإدانتي وبالسجن المؤبد، لأنها أرادت أن تدين من خلال إدانتي مجمل النضال الوطني الفلسطيني والانتفاضة الفلسطينية والشرعية الفلسطينية.

ولم تكتف اسرائيل بذلك، بل اعتقلت وعلى فترات مختلفة أكثر من نصف اعضاء البرلمان الفلسطيني المنتخب في الضفة الغربية، اي ثلث المجلس التشريعي، الأمر الذي يحدث لأول مرة في التاريخ، بينما يتم استقبال اعضاء البرلمان الإسرائيلي حول العالم، بما فيهم الذين شاركوا في هذه الجريمة بصمتهم. إن كل ذلك لم ولن يكسر إرادتي وإرادة شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة. ويسندنا في ذلك دعمكم ووقوفكم وكل احرار العالم إلى جانب الحرية والعدالة والكرامة.

"مروان البرغوثي/سجن هداريم"

يشار إلى ان المحامية فدوى البرغوثي كانت قد ألقت كلمة المناضل البرغوثي نيابة عنه أمام محكمة "راسل" خلال جولتها الحالية في زيارة عدد من الدول الأوروبية من بينها فرنسا وبلجيكا واليونان، لحشد دعم ومساندة دولية من أجل الإفراج عن البرغوثي وجميع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال الإسرائيلي، وفي سياق التحضير لإجتماع دولي سيعقد في فلسطين في الذكرى 11 لاعتقال البرغوثي.