الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أم اسير: أمنيتي أن ارى ابني حرا

نشر بتاريخ: 20/03/2013 ( آخر تحديث: 20/03/2013 الساعة: 23:37 )
رام الله - معا - تحفظ التفاصيل بالدقائق والساعات والثواني.. لا تنسى منها شيئاً... كانت لحظات عصيبة... ولحظات ألم رهيبة لا تنسى، ويكاد القلب يتمزق على ما جرى... فهول المشهد والحدث أليم جداً...

إنها أم أكثم، والدة الأسير الجريح إصرار محمد عبد الجابر البرغوثي"35 عاماً"، من بلدة كوبر قضاء رام الله، والتي سارت مسيرة عذاب طويلة، بدأت من إصابة ابنها إصرار بتاريخ 26/1/2008.

تقول أم أكثم، لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أنها كانت تجهز لخطبة إصرار في اليوم الذي أصيب فيه، فأخواته يجهزن الحلويات والبيت يمتلئ بأغاني وزغاريد الفرح، وإصرار انطلق لتجهيز بعض مستلزمات الحفل والخطبة، وهناك كانت المفاجأة.

كان إصرار يريد الدخول لمنطقة الرام في المدينة، وإذا بمواجهات بين شبان وجنود الاحتلال هناك، وليتعرض فجأة للإصابة بثلاث رصاصات في ساقه من النوع المتفجر( دمدم)، وليسقط أرضاً وينزف دماً، دون السماح بإسعافه، وعندما جاء حنود الاحتلال أعلنوا أنهم سيعالجونه لديهم.

وبينما تعلو أغاني الفرح في بيت الأهل... والكل سعيد... وإذا بجنود الاحتلال يقتحمون البيت ويخربونه، ويخبروهم بأنه تم اعتقال إصرار وإصابته... فتتحول الفرحة إلى حزن وانتكاسة... ويخيم الحزن على البيت... بعد أن كان يمتلئ بالفرحة والبهجة.

تقول أم أكثم... لم ندري ما وضع إصرار بالضبط... لكننا عبر المحامي كنا قد عرفنا أنه ظل فاقداً للوعي مدة 57 يوماً، وأجريت له أكثر من عشرة عمليات، وتم تزويده بأكثر من خمسين وحدة دم، فإصابته قد تسببت بتهتك العظم لديه وقطع شريانين.

وتكمل أم أكثم حديثها:" مما زاد ألمي وجنوني على إصرار، أنني لم أتمكن من زيارته في المشفى ورؤيته والاطمئنان عليه، إلا بعد أن أفاق من الغيبوبة بأسابيع، وكانت تلك الزيارة أيضاً محفوفة بالمخاطر والآلام، فلم يسمح لي الشرطي الذي كان يتواجد على باب غرفة إصرار إلا بزيارة مدتها خمسة دقائق فقط، ثم قام بطردي وإخراجي من الغرفة".