في يوم الام.. أم طارق تتساءل عن عيدها
نشر بتاريخ: 21/03/2013 ( آخر تحديث: 21/03/2013 الساعة: 12:59 )
غزة- معا - أم ليست كباقي الأمهات في العالم المزدحم في يوم الأم تنظر الورود والهدايا من أبنائها أنها تعمل وتكد طوال النهار وعلى الطرقات في الشارع العام, من يشعر بهذا الشقاء ستعطيها الأم المثالية لهذا العالم.
هذه الأم الفلسطينية تعطي كل ما لديها من طاقه وتربي الرجال, تكلمت بعد صمت طال فيه الألم والتعب والحرمان, أنها أم طارق الكثير من سكان خان يونس يمر كل يوم عنها, في بعض الأحيان يبتاع منها ما تبيعه وآخرين لا تًلفت انتباههم فالخجل وطيبة الحال تمنعها حتى من الظهور أو الانتباه لتواجدها.
تجلس أم طارق (50 عاما) على قطعة من الكرتون على درج احد المحلات المقفلة وهي تخفي نصف وجهها بشالها ناصع البياض مثل الجبن التي تعدها للبيع وتقول "منذ أكثر من 20 عاما وأنا اجلس في هذا المكان أبيع الجبن واللبن والحليب".
لا تحدث أم طارق أي جلبة وإذا لم تجلس بأي يوم لا يشعر من هم بجانبها بغيابها ولكنها تشعر بجميع جيرانها وتسأل كثيرا عنهم في حالة تأخرهم أو غيابهم.
بدأت أم طارق مسيرة العمل بعد أن أصيب زوجها داخل اراضي الـ 48 ولم يعد يستطيع العمل والوقوف علي قدميه فتره طويلة وتضيف " بعد جلوس زوجي في البيت وإنجابي لتوم تدهور الوضع المادي بشكل كبير وزادت احتياجاتنا كعائلة فقررت العمل, وأصبحت اشتري الحليب من جيراني وقوم بعمل الجبن البلدية فكل يوم اخضر مرتين الجبن بمقدار 5 كغم في كل مرة, في الصباح وقبل أن انطلق إلى مكان العمل وقبل المغرب مرة أخرى".
تسكن أم طارق في منطقة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وكل يوم تستيقظ قبل شروق الشمس تصلي الصبح وتقوم بإعداد وجبة الإفطار لعائلتها المكونة من 9 أفراد, قبل خروجهم إلى مدارسهم ومن ثم تنظف البيت وتعد طعام الغداء وتخرج إلى العمل".
تصل أم طارق كل يوم لمكان عملها على الساعة 9 صباحا وتجلس حتى تبيع ما جلبته معها وتقول "أحيانا يصادفني الحظ وأبيع كل ما أجلبة معي في وقت مبكر وأعود إلى المنزل وأيام أخرى انتظر إلى بعد الساعة 3 ولا أكون قد بعت نصف الكمية كل شيء قسمة ونصيب وخاصة في البيع والشراء".
تتمنى أم طارق أن تستطيع تدريس أبنائها الذكور في الجامعة ولكن كل ما تحصل عليه في اليوم لا يزيد عن 40 شيكل تضع منهم مواصلات حتى تصل لمكان عملها في الشارع وتعود إلى منزلها بمقدار 5 شيكل وما يبقي تسد به احتياجات منزلها.
وتقول "لدي ابنتين قد تخرجتا من الثانوية العامة ولا استطيع أن أدرسهم بسبب الوضع المادي مع أني أتمنى لو باستطاعتي أن أكمل تعليمهم, وارغب أن ادرس ابني حتى ينفع عائلته وخواته في المستقبل ومنذ عدة سنين وأنا ادخر له تكلفت الدراسة".
ما يزعج أم طارق كما تقول هو تصرفات عمال البلدية والذين يكررون كثيرا الهجوم عليها ومنعها من العمل على طريق العام وتضيف" اعلم أن مكاني غير صحيح وأنني أعيق التحرك علي الرصيف ولكن لا استطيع استئجار محل فماذا افعل أتمنى أن يشعر بنا الجميع وان يعذروننا على جلوسنا بهذا المكان".
وعن معنى عيد الأم لديها تقول " أي عيد الأم لا يمكن أن يكون لي فأولادي منذ أكثر من خمس شهور لا يصرفون مصروفهم حتى يبتاعوا لي هدية وأنا أخذت ما تم تحويشه بدون علمهم واشتريت لهم ملابس بدل من أن يبتاعوا لي هدية لا اعلم أين أضعها فعيد الأم ليس لأمثالنا ".
مثلما تساءلت أم طارق تسألنا أي عيد لهذه الأم التي تصنع التاريخ وتعيد كتابة أبياته من جديد رغم قلت حيلتها, طلبنا كثيرا منها الموافقة على التصوير ولكن الخوف على مشاعر أبنائها من كشف صورت أمهم جعلها ترفض باستمرار ووافقت بعد إلحاح أن نصور الشارع المتواجدة فيه وحاولت اخفاء نفسها أثناء التصوير فعلا أنها الأم الفلسطينية التي لا يمكن أن توصف بأي كلمات.
|209057|