الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإرهاب الرياضي .....ومن المسؤول!!؟ بقلم / وليد صادق

نشر بتاريخ: 24/03/2007 ( آخر تحديث: 24/03/2007 الساعة: 19:01 )
بيت لحم - معا - ما يحدث في الساحة الرياضية الفلسطينية يثير التعجب والدهشة نظرا لتفشى ظاهره هي الأخطر على تطور الرياضة الفلسطينية، آلا وهى الفوضى والتي يجب أن نتطرق إليها ونقف صفا واحدا من اجل التصدي لها، سيما وانه لا توجد رياضة في ظل مناخ تسوده الفوضى، وأي تقدم في أي مجال، ومنها الرياضة بالتأكيد، يجب أن يكون مقترناً بعوامل إستقرار تحيط به من قمة الهرم إلى قاعدته.

فمفهوم الرياضة بشكل عام مبنى على أسس تربوية ودينية، ولكن للأسف واشدد على هذا الأسف، بدأ يتغير مفهومنا بالنسبة لهذه الأسس، لا أدرى ما سبب هذا التغير.. هل هو الاحتلال الذي أصبح رغم "وجهة القبيح" شماعة أخطانا...!!؟ أم نحن أصحاب المسؤولية الأولى والأخيرة على هذا التغيير.

فبالأمس القريب شاهدنا وسمعنا عن مباراة اتحاد خان يونس واتحاد الشجاعة في التنافس على صدارة المجموعة الثانية بالدوري التصنيفي، ومن المفترض أنها مباراة لكره القدم، إلا أنها انقلبت في نهايتها لفيلم من أفلام الاَكشن الأمريكية (خسائر مادية، وبشريه)، وكانت حصيلتها المأساوية مقتل احد المشجعين.

كما أطل علينا التلفزيون الفلسطيني مشكورا بأنة سيتم بث حي ومباشر لنهائي كره السلة بين نادي خدمات البريج ونادي غزة الرياضي، ويعتبر الناديان من عمالقة اللعبة في القطاع، فإذا بالمباراة تخرج عن المألوف والمعتاد وتفتقد للروح الرياضة وتنتهي بنهاية مأساوية، ولا أريد أن اسرد في سجلاتنا الحافلة بالعديد والعديد من الأحداث المشابهة.

فالسؤال هنا كيف نرتقي نحن كلاعبين وإداريين ومشجعين إلى الأخلاق ألرياضيه...! ؟

الإجابة واضحة، نحن جميعا مشاركين في أسباب هذه الفوضى، ويجب أن نساهم جميعا في التخلص منها ابتداءً من الأسرة والتي لها دور كبير في صنع سلوكيات أبنائنا بطريقة سليمة، وأيضاً المدرسة تُنمي هذا السلوك الايجابي وتطوره بالإرشاد من قبل متخصصين رياضيين واجتماعيين. وكذلك وسائل الإعلام والتي هي الركيزة المهمة في بناء هذه السلوكيات، ناهيك على الأمن الذي له دور كبير في وقف اى فوضى قد تحدث بشرط أن يكون هذا الأمن بطريقة سليمة مدروسة وليست متهورة كما رأيناها في مباراة اتحاد خان يونس واتحاد الشجاعة، وكذلك نؤكد على وجوب أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بتنظيم دورات وندوات تثقيفية في كيفية نشر الروح الرياضية بين لاعبينا ومدربينا وجماهيرنا، والاهم من ذلك يجب أن يكون لدينا "اتحاد رياضي" قوي وحازم في اتخاذ القرارات المناسبة ضد كل من يتعدى ويتطاول على الأخلاق والروح الرياضية، أيا كان صفته الاعتبارية، بفرض العقوبات المناسبة والرادعة.

فكلا منا يرمي بالمسؤولية على الأخر، والصحيح إننا جميعا مشتركين في هذه الفوضى بطريقة مقصودة أو غير مقصودة.فيجب أن نفتح صفحة جديدة معتمدين على جيل جديد من أبنائنا لنزرع فيه النظام والأخلاق الرياضية وتقدير المنافس واحترام شعور الآخرين.

فالفوضى أودت بحياة شخص، ذنبه الوحيد أنة يعشق كرة القدم. فبالله عليكم هل يعقل هذا ومن المسؤول عن هذا الإرهاب الرياضي