السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفاء الكركي والدة كل الأمهات

نشر بتاريخ: 22/03/2013 ( آخر تحديث: 22/03/2013 الساعة: 01:47 )
الخليل- معا- في قلب مدينة الخليل أم ووالدة لكل الأمهات مربية فاضلة وأم مناضلة غرست في محيطها ثمار الأخلاق والتعلم ورسخت قيم المحبة وكانت العنوان، وفاء الكركي مديرة مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية للبنات، منذ بداية سيرها في درب التعليم تميزت وتفوقت حيث تخرجت في العام 1983 من الجامعة الأردنية في تخصص اللغة الإنجليزية وعملت بعد ذلك لمدة 3 سنوات كمعلمة ثم انتقلت للعمل كمديرة مدرسة مع بداية الانتفاضة الفلسطينية.

تروي الأم وفاء تفاصيل مسيرتها بعيون لامعة تحمل في رؤيتها كل النجاح "بدأت العمل كمديرة مدرسة ثانوية مع بداية الانتفاضة في العام 1987 وكانت البداية حافلة وكان الهم الأكبر الحرص على سير تعليم الطالبات، والحمد لله كافحنا كثيرا وقمنا بواجبنا وتأدية رسالتنا حتى هذا اليوم لتنمية قدرات طالباتنا ومعلماتنا وكل فرد في هذا المجتمع فجميعهم يستحقون الأفضل".

تصف الكركي لياليها الطويلة التي تسبق مرحلة نتائج الطالبات وهي أصعب المراحل التي تواجهها فهي الحصاد ومرحلة تتويج سنوات طويلة من الجهد والتعلم والمثابرة، فتقول:"من أشد الليالي صعوبة بالنسبة لي والتي لا تغفو بها عيني فترة ما قبل اعلان نتائج الثانوية العامة، أكون على أعصابي وفي ترقب وانتظار دوما أتطلع أن تتفوق طالباتي وأرى نتيجة جهود معلماتي وطالباتي والرائع أن طالبات المدرسة في كل عام يحصلن على معدلات ممتازة و سنوات كثيرة تتخرج من طالباتي ويحصلن على المراتب الأولى على مستوى الوطن وهذا فخر لي ولكل معلمة وللخليل ولفلسطين".

تنهال الكلمات على لسان الكركي وسط أكاليل الزهور التي نثرت في غرفتها في يوم امس، لتعبر عن دفئ مشاعرها كأم:"اليوم أقدم أجمل التهاني للأم الفلسطينية ولجميع أمهات العالم والأم الفلسطينية قدمت الغالي والثمين لتبني فلسطين الحبيبة وخصوصا في مجال التعليم وأنا كأم شعوري في هذا اليوم اتجاه جميع الطلبة و الطلبات شعور مليء بالمحبة والدفئ والتمني لهم بخوض حياة ناجحة و أوقات سعيدة ليستفيدون من كل لحظة في حياتهم".

وتضيف الكركي "في مثل هذا اليوم تتجدد مشاعر الأمومة عند الجميع و ما أجمل أن نرى طالبات المدرسة و معلماتها يتهافتن لتقديم التهاني لبعضهن الطالبة و المعلمة تجاه المديرة والطالبة تجاه المديرة والمعلمة".

ولا تنسى الكركي تلك العائلة الجميلة والخلية الصغيرة التي تعيش معها وتنبض بوجودها "يومي مع أسرتي في بيتي جميل جدا، أبنائي وبناتي و زوجي يمضون معي هذا اليوم في أجواء رائعة كلها حب ثم مع العائلة الموسعة إخوتي و أخواتي و أقاربي و كل المحيطين".

الالاف من الطالبات و المئات من المعلمات تخرجن وتعلمن في أحضان تلك الأم لتكون وفاء الكركي قدوة لهن ولكل أم فلسطينية.