الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 22/03/2013 ( آخر تحديث: 22/03/2013 الساعة: 15:18 )
بقلم: صادق الخضور

خسارة منتخبنا أمام الكويت بهدفين لهدف في مباراة وديّة، تعتبر نتيجة طيبة نظرا لفوارق الخبرة والإمكانيات، وأهم ما في الموضوع مواصلة المنتخب مبارياته الإعدادية، واحتكاكه بمنتخبات قوية، فقد بدأت اللمسات الإيجابية للمدرب جمال محمود تظهر، فصارت للمنتخب شخصيته الواضحة، وبات ينزع للخيار الهجومي بدليل تعدد الركلات الركنية في وديّة الكويت، وبالتوفيق للمنتخب في قادم الأيام، ونرنو لأن يتواصل العمل، وأن تكون هناك خطة للمنتخبات الشباب والناشئين، وأن يعود منتخبنا الأولمبي للظهور، فهو الضمانة بأن يكون هناك منتخب رديف قادر على تقديم أسماء للمنتخب، ويكفي للتدليل على ذلك أن فايز عسيلة، وأبو حبيب، وتوفيق علي، وأحمد عبدالله وخالد سالم لاعبون كانت بداياتهم في المنتخب الأولمبي، وها هم يعودون للتألق في صفوف المنتخب الأول.

ألم يحن الأوان، بعد؟؟
في بطولة الكأس، لعب فريقا أهلي الخليل والمكبر تقريبا دون وجود بدلاء في دكّة الاحتياط، والأسباب كثيرة وهما نموذجان لمعظم الأندية التي باتت في حالة تستوجب البحث عن حلول لتوفير الحدّ الأدنى من الدعم في ظلّ صعوبة الأوضاع المالية للأندية.

المشكلة ليست في الاحتراف، بل في قلّة الدعم المقدّم من القطاع الخاص، وهنا نتساءل: ألم يحن الوقت لتقوم شركات القطاع الخاص بدورها المأمول؟ ففي غير ذي مرّة أوضح اللواء الرجوب أن المسئولية لا تقع على عاتق الاتحاد فقط، فهناك جهات خاصّة يجب أن تشارك في تحمّل مسئولياتها لأن الحديث لا يدور فقط عن مجرّد أندية بل عن فئة الشباب، وهي فئة تشكّل بالمعطيات الإحصائية نسبة كبيرة من مكونّات المجتمع الفلسطيني، أمّا في المعطيات الوطنية فهي ترتبط بمن يشكلّون رافعة للمستقبل المنشود.

الحكومة أيضا ليست معفاة من المسئولية، ونتساءل: ألم يحن الوقت لتقدّم الحكومة دعما طارئا للأندية؟ فخلال الأسبوع الجاري قدمّت الحكومة مليونا للجامعات، ومليونا لعدد من البلديات، والأندية تستحق دعما حكوميا، فمليون دولار في هذه المرحلة للأندية في كل الدرجات كفيلة بوقف حالة العجز المطبق في الأندية بل وستكون بمثابة طوق النجاة للأندية.

الأندية التي تعاني تتحمّل قسطا من المسئولية، لأنها طبقّت الاحتراف فقط من منظور التعاقدات، وأغفلت التسويق، وأهملت استقطاب متخصصين في استجلاب المشاريع، ونتساءل: ألم يحن الوقت لتبادر الأندية لتفعيل منظومة العمل الإداري فيها؟ وهنا نسجّل احترامنا لقلّة من الأندية التي بدأت تخطو خطوات مدروسة على هذا الصعيد، لكننا نتحدّث عن وضع عام.

في ضوء ما سبق، فإن الخلل ليس في الاحتراف بل في تعاطي الأندية معه، والاتحاد أنجز العديد من الخطوات التي تأخذ بيد رياضتنا لتتجاوز آفاق المحليّة، وتبقى على الأندية مسئولية مجاراة هذه النظرة الطموحة، والتفكير في إستراتيجيات من شأنها تحقيق الاستدامة والاستقرار، فدون استقرار لا يمكن الارتقاء بواقع المستوى الفنّي.

بطبيعة الحال، لا يمكن إغفال الرعاية المقدمّة من شركة جوّال، وهي رعاية لو ساندتها أشكال أخرى من الرعاية لتجاوزت الأندية مشكلات كثيرة.

ثمّة أندية تتواجد في قاع الترتيب.. وهي وإذ تدفع ثمن تراجعها الفني إنّما تدفع أيضا ثمن محدودية الإمكانيات التي حالت دون توفير بدائل، والحديث لا يدور عن أندية المحترفين فقط بل يطال الأندية في كل الدرجات، فالحد الأدنى للمصروفات بات يفوق قدرة الكثير من الأندية حتى تلك التي لا تتواجد في دائرة الاحتراف، وهذا يفنّد مزاعم من يحاول حصر المشكلة وتصويرها على أنها نتاج الاحتراف، فالمتطلبات تفوق قدرات الأندية محدودة الإمكانيات.

القطاع الخاص مطالب بلعب دور داعم في هذه المرحلة، والحديث عن المسئولية الاجتماعية لكبرى الشركات يجب ألّا يظل حبرا على ورق.

بانتظار من يبادر، ويبقى الدعم الحكومي العاجل أفضل الحلول في هذه المرحلة، وبانتظار من يبادر، فقد حان الوقت لوقفة تعيد الأندية إلى المسار، ونعود لنتساءل: ألم يحن الوقت بعد؟

ثانية الشمال...والسجال
الاتحاد النابلسي وطوباس، وصراع مثير على خطف بطاقة الصعود للدور الحاسم من الثانية إلى الأولى، فالمباراة المنتظرة ستبوح بالعديد من مواطن الإثارة، ونتطلّع لأن تبادر الجماهير لمؤازرة الناديين اللذين تدل نتائجهما على أحقيتهما في التأهل للاحتراف الجزئي.

ومع وصول دوري الدرجة الثانية مراحل الحسم، فقد حان الوقت لتبادل كوادر التحكيم بين الاتحادات الفرعية، وهذه نقطة تجب مراعاتها درءا لأي تشكيك محتمل في قرارات الحكام.

ومع قرب انتهاء دوري الدرجة الثانية..وتواصل مباريات الدرجة الثالثة، فإن الإشادة بجهود الاتحادات الفرعيّة أقل ما يمكن تقديمه في هذه المرحلة، فكل الشكر للاتحادات الفرعية التي ساندت الاتحاد المركزي، وعملت بروح الفريق الواحد.

طوباس واتحاد نابلس...عروض مقنعة ونتائج قويّة....وصراع يتواصل حتى الهزيع الأخير من عمر الدوري، وبالتوفيق لهما.