الامن والتعاون العسكري الامتحان الحقيقي للمصالحة التركية الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 23/03/2013 ( آخر تحديث: 25/03/2013 الساعة: 09:23 )
بيت لحم- معا - اشتكى ربابنة المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية طيلة السنوات الأربع الماضية من الانقطاع بين الجيشين التركي والإسرائيلي والتعاون الذي يصفه الأخير بـ "الذخر الاستراتيجي".
بداية الأزمة كان الانقطاع سياسيا فيما استمر التعاون العسكري من وراء الكواليس إلا أن تمت الإطاحة بقادة الجيش التركي واستبدالهم بضباط ذوي ميول إسلامية حينها فقط أدرك رئيس الأركان الإسرائيلي السابق "غابي اشكنازي" بان العلاقة مع الجيش الترك وصلت إلى نهايتها.
ابلغ الجانب التركي إسرائيل وجيشها بإلغاء التدريبات الجوية والبحرية المشتركة وبلغ التطرف في الموقف ذروته حين تحدت طائرات مقاتلة تركية طائرات عسكرية إسرائيلية كانت تتدرب في منطقة قريبة من حدود تركيا دون التنسيق معها.
حاول وزير الجيش الإسرائيلي السابق ايهود باراك الذي يدرك تماما أهمية العلاقات مع تركيا خلال جلسات مغلقة تلين موقف "نتنياهو " والموافقة على تسوية تتضمن تقديم اعتذار إسرائيلي لكن الوقت مر دون أن تجد مبادرة "باراك" طريقها بعيدا عن رفوف الحظ والأرشفة ولم تفلح الحوارات التي جرب بين مسؤولين كبار من إسرائيل وتركيا في العديد من المناسبات بتحقيق المصالحة المرجوة إسرائيليا.
جاءت أحداث سوريا التي أثارت مخاوف تركيا من انتقال الإحداث إليها لتجبر الحكومة التركية على تليين موقفها اتجاه إسرائيل الأمر الذي لاحظه وشخصه سريعا الطرف الأمريكي ومارس الضغط على حكومة إسرائيل, مطالبا إياها بخلق أجواء ايجابية فأمر نتنياهو ما يسمى "بمنسق شؤون الحكومة في المناطق الجنرال " ايتنا ديغوت" باتخاذ خطوات تمهيدية تلين الموقف وتكسر حالة التصلب الأمر الذي نفذه الجنرال وفقا لمصدر سياسي إسرائيلي بطريقة سرية لا تثير الجلبة، حسب تعبير موقع "والله" الالكتروني الذي نشر التقرير اليوم السبت.
كانت أول خطوات التليين الإسرائيلية السماح لتركيا بإدخال تجهيزات طبية خاصة بإقامة مستشفى تركي شمال قطاع غزة يتسع إلى 150 سريرا ويحتوي على أجهزة متطورة.
مر الطلب التركي نقل التجهيزات والتبرعات إلى قطاع غزة على عدة جهات أمنية إسرائيلية من بينها "الشاباك" ووزارة الجيش والخارجية الإسرائيلية وقيادة الجيش وبعد أن صادقت هذه الجهات على الطلب التركي تم نقل الموافقة الإسرائيلية إلى انقرة عبر قنوات دبلوماسية فيما رأت إسرائيل بموافقة تركيا على نقل التبرعات عبر ميناء "اسدود" نصرا ودليلا على عدم وجود حصار بحري على غزة حيث قيل لربان سفينة مرمرة في حينه انه يستطيع نقل ما يشاء إلى غزة عبر ميناء "اسدود".
الجيش الإسرائيلي لم يجد في قارة أوروبا شريكا أفضل من الجيش التركي
تصاعدت وتيرة الاتصالات الإسرائيلية التركية خلال الشهر الماضي حيت تم بعضها بوساطة أمريكية ونقل الجانب التركي تبرعات إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية, إضافة لمساعدات أخرى خصصت لتنفيذ مشاريع محددة ووفقا لمصادر دبلوماسية تركية يخطط اوردغان لزيارة قطاع غزة الصيف القادم لافتتاح المستشفى التركي، قال الموقع الالكتروني العبري.
وأصبحت المصالحة التركية الإسرائيلية في ظل عدم الاستقرار السائد في المنطقة أمراً حتميا والاخطار القادمة من إيران وسوريا لا تهدد إسرائيل فقط بل تركيا وبنسبة مماثلة وفقا لتقديرات الأمن والجيش الإسرائيلي وبناء عليه ومع التشديد على الجانب الاستخباري يبقى امتحان المصالحة الحقيقي قابعا في ثنايا الجانب العسكري والأمني وليس السياسي واعادة السفراء أو أي خطوة سياسية مهما بلغت أهميتها بل سيكون الامتحان الحقيقي في مدى وسهولة وسلاسة التعاون العسكري والأمني بما في ذلك العودة لبرامج التدريبات المشتركة.
ومنذ مقاطعة تركيا للجيش الإسرائيلي, بحث الأخير في قارة أوروبا من أقصاها إلى أقصاها ولم يجد سلاحه الجوي والبحري شريكا أفضل من الجيش التركي خاصة في مجال المهنية والتدريبات العسكرية المتخصصة إضافة إلى أهمية المصالحة فيما يتعلق بالوضع القائم مع الأردن ومصر إذ يمكن لإسرائيل أن تقول للدولتين المذكورتين بأنه يمكنها استخدام القناة التركية لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين ويمكن لتركيا التي تناضل للحصول على موقع مؤثر ومد نفوذها في الشرق الأوسط أن تلعب دور الوسيط مع ابو مازن, اختتم الموقع العبري تقريره.