تخفيضات نهاية الموسم تجتذب محدودي الدخل
نشر بتاريخ: 24/03/2013 ( آخر تحديث: 24/03/2013 الساعة: 17:19 )
غزة- معا - مع انتهاء فصل الشتاء، تنتشر على أبواب المحلات التجارية لافتات مكتوب عليها "تنزيلات" بعروض مختلفة، تتفاوت ما بين المحلات وأنواع الملابس، وتلاقي هذه العروض مرتادين بشكل كبير جدا في محاولة للاستفادة من هذه التنزيلات.
وبسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة لأغلب سكان غزة، فإنهم يقدمون على شراء ملابس الموسم المنصرم مستغلين ما يطرأ عليها من انخفاض للأسعار والاحتفاظ بها للبسها في الموسم القادم.
وداخل أحد المحلات التي أعلنت عن تخفيض الأسعار، تقف "أم محمد" النجار لتختار ما يناسب أبناءها وبناتها الثمانية من ألبسة الشتاء رغم اننا على أبواب الربيع حيث ترتفع درجات الحرارة، وتقول "أشتري هذه الملابس ككسوة لشتاء العام القادم فزوجي لا يعمل بشكل منتظم ويصعب أن اشتري هذه الملابس في بداية الموسم فهي غالية جدا مقارنه بنهايته".
ورغم ما يجتذب "أم محمد" لشراء الملابس إلا أنها تشكو من أن ما يعرض للبيع ملابس قديمة وأسعارها رغم التخفيض ما تزال مرتفعة وفق ما ترى.
فرصة للتوفير
وتستغل "أم جمال" عوض العروض لشراء كل ما تحتاجه من ملابس لجميع أفراد العائلة، مبتعدة في خياراتها عن السلع الجديدة غير المشمولة بالخصومات، وتقول "أنتظر موسم التخفيضات لشراء متطلبات أفراد العائلة جميعا، وأوفر بذلك حوالي ثلث التكاليف أو أكثر بقليل".
من جهتها تعتبر هند الطالبة الجامعية، أن موسم التنزيلات مهم جدا لذوي الدخل المحدود فهي تبتاع ما تحتاجه كل سنة مع انتهاء الموسم وخاصة الملابس الثقيلة التي ترتفع اثمانها في بداية الموسم.
تقول "اشتري ما احتاجه بأسعار مناسبة تتناسب مع وضعي المادي واحتفظ بها للعام القادم حيث انه لن تختلف كثيرا الموضة والشيء الجديد والثقيل يحتفظ بمنظرة وقيمته, واغلب صديقاتي في الجامعة يتصرفن بنفس الأمر فالوضع صعب على الجميع".
من ناحيته مروان حمد فيرى أن هذه التنزيلات خداع للمشترين وخاصة النساء، فهم يبتاعون أمورا لا يحتاجون لها، كما أن اغلب هذه الملابس قديمة ولا يستطيع أصحاب المحلات أن يتخلصوا منها إلا بهذه الطريقة، يقول "اعتبرها تنزيلات لتنظيف المحلات من الملابس الرديئة".
فرصة لا تفوت
"يترقب الجميع من بائعين ومستهلكين فترة التنزيلات المميزة"، بحسب محمد حسن صاحب احد المحلات في منطقة خان يونس, حيث ترتفع نسبة المبيعات بالنسبة للتجار والبائعين، كما تتيح مواسم العروض المجال أمام المستهلكين لشراء ما يرغبون فيه بأسعار مخفضة لا يمكن أن تتوفر في أي وقت آخر من أيام السنة.
فزيادة التنزيلات يخلق نوعا من التنافس بين المحلات فيما بينها، ما يعود بالنفع على المتسوقين بالدرجة الأولى، ويستفيد البائعون في الوقت ذاته من جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن في وقت قصير، ما يوفر للمحال التجارية الظروف المناسبة للتخلص من البضائع القديمة، واستقبال الموسم الجديد ببضائع جديدة ومناسبة، وفق قول حسن.
ويرد "أبو يزيد" صاحب أحد المحلات لبيع الجلابيب والعباءات على ما يروجه البعض من أن المحلات تستغل التنزيلات لبيع المنتوجات المتدنية الجودة بالقول "نجهز بالعادة الملابس القديمة التي مضى موسمين على عدم شرائها، فلكل سلعة موسم ازدهار ترتفع الأسعار خلاله، لتعود وتنخفض في موسم التراجع، ثم يتم سحبها وإعادتها إلى مصدرها في نهاية المطاف، وتتركز التخفيضات على البضائع الموسمية عادة، أي التي تباع في فترات معينة وتفقد قيمتها في غير موسمها، كالملابس الشتوية مع انتهاء موسم الشتاء وليس الملابس الرديئة".
ويضيف "بسبب الاوضاع الاقتصادية تنشط حركة الشراء مع انخفاض القيمة الشرائية للملابس كنوع من الاحتفاظ به في العام القادم، ففي بداية أي موسم تكون البضاعة غالية نسبيا ولا يستطيع الجمع شراءها لذلك يشترون ما يلزمهم للعام القادم وخاصة الملابس الثقيلة مع زيادة نمرة في المقاس".