السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

إبراهيم: خضوع إسرائيل للمطالب التركية دليل أنها لا تفهم إلا لغة واحدة

نشر بتاريخ: 24/03/2013 ( آخر تحديث: 24/03/2013 الساعة: 12:37 )
القدس- معا - رأى الشيخ إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير، في خضوع إسرائيل إلى المطالب التركية المشروعة وعلى رأسها الاعتذار عن جريمتها البشعة ضد أسطول الحرية ، وإن جاءت متأخرة وبضغط أوباما شخصيا، دليلا قاطعا على صحة مجموعة من الحقائق منها، إن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة سواء كانت سياسية أو غيرها ، وأن الثبات على المطالب المشروعة وعدم التفريط بها هو الطريق الأقصر لانتزاعها من إسرائيل، وأن الإدارة الأمريكية تستطيع أن تفرض على إسرائيل حلولا لملف الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إن توفرت الإرادة تما كما حدث أخيرا في ملف جريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية.

وقال : " نبارك أولا لتركيا رئيسا وحكومة وشعبا إنجازها المميز في فرض إرادتها وإرادة شعبها على الطغيان والغطرسة الإسرائيلية التي حسبت تركيا لقمة سائغة يمكن شراؤها بالفتات . لقد أثبت رئيس الوزراء التركي ( أردوغان ) أنه أكثر من يتقن اللغة التي تفهمها إسرائيل ، فظل مدافعا عن دماء وكرامة أبناء شعبه الذين اغتالتهم إسرائيل في رحلة مسالمة لفك الحصار عن غزة في العام 2010 ، كما وظل مُصِرًّا على تحقيق الأهداف التي من اجلها خرج المئات من أحرار العالم دفاعا عن حق نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة في العيش الكريم بعيدا عن حصار الاحتلال الإسرائيلي الغاشم . لقد وعى ( أردوغان ) بفطرته السليمة وفهمه العميق وكبريائه الإسلامي الأصيل أن الثبات على الحق هو الطريق إلى النصر مهما كلفه ذلك من أثمان في عالم يغرق في حالة من النفاق غير المسبوقة في تعامله مع أمريكا وحليفتها إسرائيل ، فكان له ما أراد ".

وأضاف: " لقد سجل ( أردوغان ) موقفا مشرفا إذ اتصل – كما كشف وزير خارجيته ( أحمد أوغلو ) – قبل لحظات من اتصال ( نتنياهو ) به معتذرا ، برئيس الوزراء الفلسطيني ( إسماعيل هنية ) وبالرئيس الفلسطيني ( أبو مازن ) لأخذ موافقتهما على اعتذار ( نتياهو ) ، مما يدل على قوة الصلة بينه وبين فلسطين ، وحميمية العلاقة بينه وبين قيادتها ، وعمق التنسيق بينهما في كل القضايا ذات العلاقة بالشأن الفلسطيني . لقد ترجم ( أردوغان ) وبالممارسة الميدانية قيمة الوحدة العربية والإسلامية المادية والروحية التي كانت وستبقى الضمان لنهضة الأمة في الحاضر والمستقبل . "

وأكد الشيخ صرصور على أن : " إصرار القيادة الإسرائيلية بصلفها وغرورها المعهودين طوال السنوات الثلاثة الماضية على رفض مطالب القيادة التركية الثلاث الأساسية ، والتي لخصها وزير الخارجية التركي : الاعتذار ، التعويض ورفع الحصار عن غزة ، هو الذي عرقل الحل المشرف لهذا الأزمة .

فلما خضعت إسرائيل للمطالب انفتحت الطريق نحو انفراج في العلاقة بين الطرفين لن يكون على حساب الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية الأخرى ، والتي أثبتت تركيا عنادها في الدفاع عنها والتبشير بها في كل أنحاء العالم . لقد كشفت القيادة التركية من خلال إدارتها الحكيمة للأزمة مجموعة من الحقائق من أهمها : إن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة سواء كانت سياسية أو غيرها ، وأن الثبات على المطالب المشروعة وعدم التفريط بها هو الطريق الأقصر لانتزاعها من إسرائيل ، وأن الإدارة الأمريكية تستطيع أن تفرض على إسرائيل حلولا لملف الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إن توفرت الإرادة ، وهذا ما يجب على الإدارة الفلسطينية أن تفهمه جيدا ، خصوصا في مرحلة ما بعد زيارة ( أوباما ) الأخيرة لإسرائيل ، والتي ستعقبها نهاية الأسبوع الحالي زيارة وزير الخارجية الأمريكية ( جون كيري ) ، والتي من المتوقع أن تبحث تفاصيل خطة السلام الإسرائيلية – الفلسطينية . إن ثبات القيادة الفلسطينية على تنفيذ إسرائيل لمطالبها المشروعة قبل البدء في المفاوضات : تحرير أسرى ما قبل أوسلو وكذا الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى ، تجميد الاستيطان وإعلانها الموافقة على مبدأ الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 ، هو الدرس المستفاد من الانتصار التركي الكبير . "