تحت شعار ( مقاومة المرأة للاحتلال والحرب ) افتتاح المؤتمر العالمي لـ ( نساء بالسواد ) في القدس
نشر بتاريخ: 13/08/2005 ( آخر تحديث: 13/08/2005 الساعة: 21:41 )
القدس - معا- افتتح صباح اليوم في قاعة فندق (( الاقواس السبعة )) في القدس اعمال المؤتمر العالمي لنساء في السواد ، بمشاركة حشد كبير من النساء من قارات العالم الخمس ، اضافة الى وفود من فلسطين ، واسرائيل .
واستُهل المؤتمر الذي انعقد تحت شعار " مقاومة المرأة للاحتلال والحرب " بقصيدة القتها احدى الزهرات الفلسطينيات ، وفي كلمتها بالمؤتمر اكدت سلوى هديبي ، وكيل وزارة شؤون المراة ، رئيسة مجلس ابناء مركز القدس للنساء ، ان انعقاد هذا المؤتمر في القدس ، ومشاركة هذا الحشد الضخم من النساء من قارات العالم الخمس ، يعد رسالة دعم ومساندة للشعب الفلسطيني ولنسائه ضد القمع الذي يعانيه من جراء الاحتلال ، كما يتزامن عقده في القدس الشرقية مع اعنف حملة من التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة ، واجراءات قاسية تطال مواطنيها خاصة فيما يتعلق بتجريدهم من حق الاقامة ، ومصادرة اراضيهم ، لتبلغ هذه الاجراءات ذروتها ببناء جدار الفصل الذي يبتلع مساحات شاسعة من الاراضي تعود لعشرات آلاف الاسر .
وشددت هديبي على ضرورة تضافر جهود المرأة في العالم لخدمة قضية السلام العالمي ، وتحديداً في منطقة الشرق الاوسط ، وقالت : " من المهم ان تنعم القدس مدينة السلام .. بالسلام والامن ، واذا تحقق ذلك فإن السلام سيعم المنطقة والعالم بأسره في حين ان اجراءات التهويد والضم والاقتلاع ستؤدي الى العكس تماماً ".
ووصف هديبي المؤتمر العالمي ل " نساء السواد " المنعقد في القدس بأنه حلف نسائي دولي ضد الارهاب ... والاحتلال .. ومن اجل السلام والعدل والامن.
من ناحيتها قالت لويزا مارغانيتني - عضو البرلمان الاوروبي وعضو الاتحاد الدولي للنساء ، ان حركة " نساء السواد " لم تأت من فراغ ، بل هي تجسيد لروح الديمقراطية ، ورسالتها الاساسية وضع حد لانعدام العدالة الانسانية - واضافت قائلة : (( نساء العالم لا يقررن سياسات الحكومات ، ولا يقررن الخروج للحروب ... لكن من حق النساء وواجبهن النضال ضد هذه الحروب ، حتى تسود العدالة الاجتماعية وتعم كافة الشعوب في العالم )) .
زهيرة وزيرة شؤون المراة ، وعضو مجلس امناء مركز القدس للنساء ، قالت ان المنطقة مقبلة على احداث سياسية هامة ابرزها الانسحاب الاسرائيلي من طرف واحد من قطاع غزة واجزاء من شمال الضفة الغربية ، لكن هذا لا يعني زوال الاحتلال ، لان الاسرائيليين لازالوا يسيطرون على اهم منافذ الحياة ، وحذرت الوزيرة من ان استمرار اسرائيل في ممارسة ضغوطها على الفلسطينيين على النحو القائم حالياً سيؤدي الى ظهور قوى متشددة من كلا الطرفين ، والى دوامة عنف لا تنتهي ، داعية الى هدم وازالة جدار الفصل العنصري ، لان بقاءه معناه هدم عملية السلام ، وانهاء اي امل في الحياة المشتركة .
وتطرقت الوزيرة كمال الى الاجراءات الاسرائيلية ، فقالت ان هذه الاجراءات تمزق نسيج الحياة اليومية للمواطنين ، معتبرة ان جعل القدس عاصمة للدولتين وللشعبين هو الحل الامثل ، وقالت : (( لا بد من مشاركة تسوية فلسطينية اسرائيلية على طاولة المفاوضات ، ولابد لهذا المؤتمر ان يضغط بإتجاه رفض الحرب ومقاومة الاحتلال وانهائه )) .
من ناحيتها اكدت امل خريشة ، رئيسة لجنة المرأة العاملة الفلسطينية على ضرورة ازالة الحواجز التي تشكل اكبر انتهاك لحقوق الانسان ، مبينة الاذلال المتعمد الذي يتعرض له المواطن الفلسطيني لدى مروره عبرها ، مما يتعارض مع كافة الاعراف والمواثيق الدولية ، وقد كان للنساء الفلسطينيات النصيب الوافر من هذه المعاناة ، سواء بالاعتقال والضرب ،او من خلال الولادة على الحواجز .
اما مي كيلة ، عضو الهيئة العامة لمركز القدس للنساء ، فتطرقت في كلمتها امام المؤتمر الى الوضع الصحي للمراة الفلسطينية تحت الاحتلال والمعاناة التي تعانيها جراء العنف الممارس بحقها من قتل واعتقال ، ومن حصار واغلاق ، ومنع تجول ، مما يحول دون وصولها الى المشافي ومراكز الصحة للحصول على العلاج ، او الولادة ، ما تسبب عنه حدوث العديد من حالات الوفاة في صفوفهن وبين اطفالهن ، بالاضافة الى ما ادت اليه هذه الاوضاع من تأثيرات سلبية على صحة المرأة البدنية والنفسية جراء سوء التغذية ، وبسبب عمليات الاعتقال.
ودعت آمنة بدران ، مديرة مركز القدس للنساء الى ضرورة الاهتمام بقضايا المراة ، ودعم نضالها من اجل نيل حقوقها ، معتبرة ان المرأة هي الضحية الاولى للصراعات والحروب والاحتلال وقالت : (( لعل المراة الفلسطينية خير مثال على هذا القمع الذي تعانيه ، جراء الاحتلال وما يسببه لها من معاناة )) .
ووجهت بدران شكرها وتقدير الى كل نساء العالم ، المخلصات لقضية المراة ، وللنساء بالسواد اللواتي يعتبرن خير مثال على مناهضة الحرب والاحتلال ، وقالت : (( ان انعقاد المؤتمر العالمي لنساء بالسواد في القدس هو بمثابة تظاهرة تأييد للمراة الفلسطينية ، ولنضالاتها من اجل التحرر ، ورفع الظلم عنها وعن شعبها ...