السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الجوال المقدسي"يكرم ثلاثة أطباء خدموا المدينة

نشر بتاريخ: 24/03/2013 ( آخر تحديث: 24/03/2013 الساعة: 23:20 )
القدس- معا- كرم مسرح الجوال المقدسي اليوم الأحد ثلاثة الاطباء خدموا القطاع الصحي في مدينة القدس.

والمكرمون هم : الدكتور فاروق عبد الرحيم مدير مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، والدكتور أمية خماش، والدكتور الصيدلي سامي صلاح ، وذلك بحضور وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني وعدد من الشخصيات الطبية والاعتبارية والصحية في المدينة المقدسة .

واعتبر الوزير الحسيني في كلمته البرنامج الذي يقوم به مسرح الجوال المقدسي نموذجاً صارخاً للمقدسيين، خاصة وانه يجسد الوفاء لفرسان قدموا من زهرة شبابهم لعاصمتهم الخالدة القدس ووطنهم الغالي فلسطين، موضحا ان الحديث عن الفرسان الثلاثة يعني التوقف كثيرا عند عطائهم ومجهوداتهم في الحفاظ على عروبة وفلسطينية هذا القطاع المهم في عصب الحياة الفلسطينية والذي لم يدخر الاحتلال جهدا بالعمل على تهويده، شأنه شأن سائر القطاعات الفلسطينية الاخرى والارض المقدسة، الا انهم آثروا العمل في فلسطين تاركين خلفهم ملذات الحياة والثراء والراحة والاسترخاء في الخارج ، وان دل ذلك فإنه يدل على وطنيتهم اللامتناهية وحرصهم على المشاركة في عملية التحرير والبناء للدولة المنظورة .

وقال:" المقدسيون يعيشون الوفاء دوما لانهم يسمون به وينتصرون على من يقف بوجه حريتهم، لادراكهم ان النصر بات قريبا وسُحب الضباب المتلبدة والمتناثرة في سماء فلسطين آخذة بالتبدد بانتظار بزوغ فجر الحرية ، وذلك بهمة فرسان فلسطين وشبابها وشيوخها وأمهاتها وشاباتها ".

وختم الحسيني كلمته باستذكار الاسرى العظماء ، وأمهاتهم وأمهات الشهداء الابرار وفلسطين عامة واللواتي يختلفن عن باقي أمهات العالم أجمع لانهن يولدن الكرامة التي تزامن يومها الخالد بيوم الام ، تلك المعركة التي بددت كل تبعات الهزيمة العربية في حينه وزرعت الامل والتفاؤل في النفس العربية بأن الجيش الذي لا يقهر ممكن قهره وتحطيمه ، فقامت فئة قليلة بتلقين عدو مدجج درسا لم ينساه حتى اللحظة لتؤكد ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يذوب وسيواصل السير في درب النضال حتى النصر والتحرير والاستقلال ورفع علمه خفاقا فوق أسوار ومآذن وكنائس المدينة المقدسة .

بدوره استعرض وائل قدومي أمين سر مسرح الجول المقدسي في كلمته جانب من اهتمامات ونشاطات مؤسسته، مبينا ان المسرح أخذ على عاتقه الاهتمام بمدينة القدس وأهلها المرابطين ، حيث برامجه تأتي لتكريم من قدم لها وهم لا زالوا أحياءا يرزقون، فبادر الى إطلاق برنامج " فارس من القدس " والذي عني يتكريم شخصيات مقدسية ساهمت بخدمة القدس وتم تحديد فئات معينة تمثل هذه الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها ، كما أطلق برنامجه الثاني " مربي فاضل " لتكريم العاملين في سلك التربية والتعليم وقد أنجز حلقتين منه ، وهناك البرنامج الثالث وهو " القدس بيت الحكمة " وهذه هي الحلقة الثانية منه .

أما البرنامج الرابع فيضيف القدومي فهو برنامج " بحبك يا بطل " ويعنى بالرياضيين القدماء من ملاكمين وابطال كمال اجسام ولاعبي الكرة بشتى انواعها .
من ناحيته استعرض الفنان المقدسي صقر السلايمة مدير مسرح الجوال المكرمين الثلاثة مسلطا الضوء على انجازاتهم وخدماتهم للقدس وأهلها ومعلنا من سيقدمهم للجمهور .

حيث قام الدكتور بسام أبو لبدة بتقديم الدكتور فاروق عبد الرحيم مبينا انه وبالرغم من توله في بلدة العباسية قضاء يافا الا انه مقدسي الانتماء والعطاء ، وهو من الاطباء الاوائل الحاصلين على البورد الامريكي والذين مارسوا المهنة وتمرس في العمليات الجراحية المعقدة، مستذكراً بعض من هذه الحالات خاصة المسالك البولية .

وتحدث عن انسانيته وتواضعه وعلاجه لكثير من المرضى دون مقابل ونضاله من أجل وطنه حيث كان ايضا من الاوائل الذين انخرطوا في صفوف العمل الوطني مع حركة فتح في عقد الستينات واستمر في كفاحه اثناء تخصصه في الولايات المتحدة الامريكية وحتى اللحظة ، وكان يعبر عن ذلك من خلال حبه للقدس ولمستشفى المقاصد بالذات وتدرجه بالمسؤوليات حتى وصل الى ادارته ومن ثم تقاعد لكنه كلف من جديد في أوائل العام الجاري الا انه اشترط كي يلبي النداء ان يكون عمله تطوعيا خدمة لهذا الصرح الصحي الشامخ في مدينة القدس وابتغاءا لمرضاة الله سبحاه وتعالى .

فيما قدم الدكتور حاتم خماش الشقيق الاصغر للدكتور أمية خماش شقيقه في تبيان عناصر القوة التي مكنته في الحياة وانسانيته التي كانت نقطة انطلاقته في اختراق المجتمع الى وصف لشكله الذي دفع بجدته للتنبوء بأن يصبح " عالما او ظالما " وذلك نظرا لكثافة شعره والتي بسببها كني " بالمسكوبي " .

وأوضح ان والدتهما كانت احدى نقاط قوتهما حيث أشرفت على تربيتهما وتنشئتهما منذ الولادة في نابلس وزرعت فيهما الارادة والقوة ، مبينا ان شقيقه أمية كان له من الفضل الكبير في مساعدته على اجتياز الكثير من المصاعب في بيت المقدس حيث لم يمارس دور الشقيق الاكبر ، انما كان الصديق الصدوق الحنون للاسرة بأكملها .

كما كان الدكتور أمية الصديق النصوح لبناته ايضا ولم يمارس دور الاب في تربيتهن حسبما قالت ابنته الكبرى سيرين ، حيث زرع فيهن الصدق والامانة منذ الصغر، وكسر حواجز العلاقة الاسرية التقليدية بسعة صدرة وتفهمه وقلبه الموجود دوما معهن ، مختتمة حديثها بالقول :" من السهل ان يكون للآباء أبناء .. لكن ليس من السهل ان يكون للأبناء أب كأمية خماش ".

وقدم الدكتور الصيدلي نادر السلايمة زميله الدكتور سامي صلاح ، موضحا انه كان الانسان الواعي والمدرك لمقدرات بلده وشعبه ، ومسلطا الضوء على فترة إعتقاله لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي واضطراره لاغلاق صيدليته بسبب جدار الفصل العنصري والتي كان قد اطلق عليها " صيدلية الرشيد " تقديرا منه لعراقة بلاد الرافدين التي نهل العلم منها حيث عراق الحضارة والعظمة .

وتحدث عن شغفه بعلم الحاسوب ووضعه لانظمة عدة مؤسسات مقدسية ، مختتما تقديمه بأنه الرجل المناسب للمكان المناسب ، وما تكريمه الا بداية جديدة لمشواره الذي لا يتوقف في العطاء من أجل القدس وفلسطين .

وتحدث في حفل التكريم ايضا كل من الوجيه الحاج عبد السلايمة، وعيسى عليان من مستشفى المقاصد، وريم عبد الهادي، والدكتورة هند الجعبه،

والدكتور عبد الحق ابو اسنينه، والدكتور عبد اللطيف الحسيني، والدكتور صبري الصفدي، وماجد الطحان، وحازم الخاروف، مستذكرين مناقب المكرمين الثلاثة وانسانيتهم وعطائهم المستمر من اجل القدس وفلسطين وشعبها ، وانجازاتهم الطبية والوطنية التي خلفوها للاجيال القادمة لتكون لبنة مثمرة في عملية بناء الدولة القادمة بعاصمتها الابدية القدس الشريف .

واختتم الحفل الذي تخلله فقرة فنية للفنان المقدسي أحمد أبو سلعوم بتوزيع الدروع على المكرمين الثلاثة الدكتور فاروق عبد الرحيم والدكتور أمية خماش والدكتور الصيدلي سامي صلاح .