الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراقع يوجه رسالة مفتوحة إلى الكتاب والمثقفين الإسرائيليين

نشر بتاريخ: 25/03/2013 ( آخر تحديث: 25/03/2013 الساعة: 11:27 )
رام الله- معا- وجه وزير شؤون الأسرى والمحررين رسالة مفتوحة إلى الكتاب والصحفيين والمثقفين الإسرائيليين عبر فيها عن دهشته من صمت أصواتهم وسكوت أقلامهم وجمود تفكيرهم إزاء مأساة وكارثة الاسير الفلسطيني سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 250 يوما وهو في أحضان الموت.

وجاء في رسالة قراقع: ما يثير الاستغراب هو عدم تناولكم أيها الكتاب وأصحاب الرأي قضية أسير مضرب عن الطعام وعلى وشك الموت منذ شهور عديدة وانسحابكم من قول موقفكم إزاء حكومتكم التي تستهتر بحياته وبصحته وتتعامل معه كأنه ليس موجودا.

وقالت الرسالة: يوجد لنا عندكم أسير أضرب عن الطعام سلميا احتجاجا على إعادة اعتقاله وإخضاعه لقانون عسكري يشكل للمجتمع الإسرائيلي عارا وفضيحة في القرن الواحد والعشرين حيث تسود الديمقراطية والانفتاح ومفاهيم حقوق الإنسان.

وقالت الرسالة لم أجد من يطرق من الصحفيين والكتاب أبواب الحكومة الإسرائيلية ليسألها عن مصير هذا الإنسان، هل حكم عليه بالإعدام أم أن هناك منهجا لطيه خلف النسيان، مثلما فعلتم عندما كان الجندي جلعاد شاليط محتجزا ، حيث لم تتوقف أقلامكم عن الكتابة وأصواتكم عن خلق رأي عام واسع إلى درجة اعتقد الناس أن الجندي شاليط لم يذهب إلى غزة في حرب على المدنيين والسكان.

إذا سقط العيساوي شهيدا فهذا يعني أنكم جنود وعساكر ولستم أصحاب موقف وأنكم تقبلون أن يحكم مجتمعكم الجنرالات والضباط وتكونوا شركاء في خلق مجتمع العسكر وليس المجتمع المدني.

وجاء في الرسالة:نتوقع أن تحافظوا على القيم الإنسانية العليا، ولا تسمحوا أن يستمر القضاء الإسرائيلي في احتجاز الأسرى دون محاكمة ولا تهمة كما يحصل مع العيساوي، وقد أصبحت هذه القضية محكا لكم قبل أن تسقط قيمكم وتستبد أجهزة الأمن بأقلامكم وتخرس صوتكم ويصبح نمط وجودكم هو نمط حربي لا يليق بالعقل والإنسانية.

إن سامر العيساوي يريد الحياة ، ويريد محاكمة عادلة ، فحاولوا أن تفتحوا الملف أمام حكومتهم ومؤسساتكم وأجهزة دولتكم فربما تساهموا في إنقاذ إنسان لا تهمة له سوى انه خرج من القدس إلى الضفة الغربية، وإلا ستكونوا متهمين يوما ما أمام محكمة الضمير الإنسانية، وتسألكم كل الأجيال لماذا كنتم هادئين إلى درجة القسوة حتى زهقت روح شاب يبحث عن العدالة.

أيها الصحفيون والكتاب تحرروا من دولة هاجسها الأمن فقط، وترى في كل فلسطيني قنبلة موقوتة وخطرا وهميا على دولتكم ، فالحياة لنا ولكم مقدسة، وأن لا تسمحوا أن يموت سامر العيساوي ، فلا تفعلوا بالآخرين ما كرهتم أن يفعله الآخرون بكم، وحالوا أن تروا ما لم تروه من طغيان عسكري يحيق بكم، ومن عنصرية لا تختلف في جوهرها عن تلك التي سببت لكم الإبادة.

أنقذوا أنفسكم وضمائركم ومساحة الحرية التي تبحثون عنها،واتركوا لأنفسكم مجالا للإنساني والنقدي والنسبي، وانتبهوا أن في دولة إسرائيل وفي أحد المستشفيات هناك هيكل عظمي لازال ينبض بالحياة يسمى سامر العيساوي.

أنقذوا منظومتكم القيمية وانتم منشغلين بأولويات خادعة فرضتها حكومتكم على أنماط تفكيركم وسلوككم تتركز على المخاطر الأمنية والوجودية كأن العالم كله سوف يبتلعكم، وكل ذلك حتى لا تروا حولكم وقربكم ولا يحين الوقت لكم لتعرفوا أن في دولة إسرائيل خمسة آلاف أسير فلسطيني و 17 سجنا ومعسكرا وأن هناك بشر يقضون 30 عاما في سجونكم القريبة من منتزهاتكم وبيوتكم.