الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: الحكومة حرصت دوماً أن تكون في مواجهة الاستيطان

نشر بتاريخ: 27/03/2013 ( آخر تحديث: 27/03/2013 الساعة: 14:31 )
رام الله - معا - أشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بالمقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال والإستيطان، وأشار إلى أن أبناءَ شعبنا طورَوا هذا النهج ونهضوا بأدواته، وقال: "لقد طورَ أبناءُ شعبنا هذا النهج ونهضوا بأدواته، فأتت مبادراتُ باب الشمس، وباب الكرامة، وحي المناطير، وباب الحرية في جنين، وأخيراً حي "أحفاد يونس" في باب الشمس، لترسيخ روح المقاومة الشعبية التي طالما ميزت فلسطين، وساهمت في إيصال رسالة شعبنا في إصراره على الحرية والاستقلال إلى كافة أنحاء العالم، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في أوساط الرأي العام العالميّ.

وشدد فياض على أن المقاومة الشعبية نمت كمكونٍ أساسيّ في رؤية السلطة الوطنية وبرنامج عمل حكومتها الذي تمحورَ أساساً حول استنهاض طاقات شعبنا لإنهاء الاحتلال، وتعزيز ثقة الإنسان الفلسطينيّ بقدرته على النجاح والانجاز بل والتميز أيضاً، وقال: "حرصت الحكومة، ومنذ البداية، على أن تكون حكومةَ مواجهة الاستيطان ونزع الشرعية عن الاحتلال. وفي هذا السياق، عملت على النهوض بالخدمات الأساسية وتوفير كل ما من شأنه تعزيزُ صمود المواطنين وقدرتهم على البقاء على أرضهم، وحمايتها في مواجهة المشروع الإستيطانيّ الإحلاليّ. كما استمرت في العمل مع كافة الأطراف، لخلق الوقائع الإيجابية على الأرض، وخاصةً في القدس وجنوب الخليل، والأغوار، وكافة المناطق المُسماة (ج). نعم، لقد كان جوهرُ عمل وركيزة برنامج الحكومة مُتمثلين في تعزيز قدرة شعبنا على الصمود، واستنهاض المقاومة الشعبية ومساندتها".

جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي أفرده رئيس الوزراء هذا الأسبوع حول الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، وأكد أن هذا اليوم، أصبحَ بفعل قادة وصنّاع هذا اليوم، وفي مقدمتهم جماهيرُ المثلث والجليل والنقب وفي عرّابة وسخنين ودير حنا، وبفعل تضحيات كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرضنا وحق شعبنا في البقاء والحياة والحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم الزعيم الخالد أبو عمار، مناسبةً وطنيةً شاملةً تُذكر العالمَ بحقوقِ شعبنا الوطنية وإصراره على نيلها، وفي مقدمتها حقه في العودة وفي تقرير المصير وتجسيد سيادته الوطنية على أرض دولة فلسطين المُستقلة، وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.

وقال: "تتواصلُ ذكرى يوم الأرض عاماً بعد عام، وشعبُنا يواصل صمودَه على أرضه، ويُعبّر بكافة السبل عن حقه الطبيعيّ في البقاء عليها والدفاع عنها". وأشار إلى أن هذه الذكرى، باتت تُشكل حالة من النضال اليوميّ لمواجهة الاحتلال الإسرائيليّ ومشروعه الاستيطانيّ، وهي في نفس الوقت، مناسبة لتأكيد وحدة شعبنا، ولتجسيد إرادة البناء والحياة والصمود في مواجهة الهدم والتدمير والإقتلاع".

وأكد فياض على أن شعبنا سطّر حكايةَ صموده وإصراره على البقاء والحياة على أرض وطنه، وتبنى نهجَ المقاومة الشعبية السلمية التي يتسعُ نطاقُ المشاركة فيها يومياً، حتى باتت، ورُغم محاولات حكومة الاحتلال تقويضها بشتّى السبل، تُشكلُ حلقهً جوهريةً وأساسيةً من حلقات نضالنا الوطنيّ لنيل الحرية والاستقلال، وتجسيد سيادتنا على الأرض، سيّما بعد أن أقرَ العالم، وبأغلبيةٍ ساحقة، حقَ شعبنا في الاستقلال والحرية، واحتضن دولةَ فلسطين في الأمم المتحدة، وذلك انتصاراً لحقوقنا التي أقرتها الشرعية ُالدولية وتأكيداً على جدارة شعبنا وجاهزيته لإقامة دولته.

وحول حملة مقاطعة بضائع المستوطنات وتشجيع المنتج الوطنيّ، مشددا على أن هذه الحملة شكلّت حالةً متقدمةً من المقاومة الشعبية السلمية الهادفة إلى حماية الأرض ومناهضة الإستيطان، والنهوض بقدرة وطاقة اقتصادنا الوطنيّ، مُشيراً إلى أن مؤسساتُ دولة فلسطين الرسمية والأهلية قطعت شوطاً هاماً على هذا الصعيد، واستطاعت أن تحشدَ الدعم والتأييد الدوليين لمقاطعة منتجات المستوطنات، ومنع تسويقها أو وقف المعاملة التفضيلية التي كات تحظى بها في الأسواق العالمية.

واعتبر فياض أن يومَ الأرض يكتسبُ هذا العام أهميةً خاصة في ظل إمعان إسرائيل في عدم التقيد بقواعد القانون الدوليّ وقرارات الشرعية الدولية، من خلال تصعيد نشاطها الإستيطانيّ ومواصلة العنف الذي تمارسُه ضد المسيرات الشعبية السلمية التي يقوم بها أبناءُ شعبنا تأكيداً على حقهم الطبيعيّ والمشروع في الدفاع عن أرضهم وحمايتها، إضافةً إلى تدهور أوضاع أسرى الحرية في سجون ومعتقلات الاحتلال، مؤكداً أن هذا الأمر يتطلبُ من الجميع الإرتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية واستنهاض كامل طاقاتنا لحماية أرضنا ومشروعنا الوطنيّ التحرريّ من المخاطر الكبيرة المحدقه.

وقال: "إن الوفاء لتضحيات الآلاف من أبناء شعبنا الذين قدموا حياتَهم من أجل فلسطين وحريتها، والوفاء لمعاناة أسرانا القابعين في سجون الاحتلال، يُحتم علينا جميعاً، وعلى كافة المستويات، تكثيفَ الجهد الرسميّ والشعبيّ المبذول لمواجهة الاستيطان والجدار والاحتلال والمُضي بمشروعنا الوطنيّ نحو الحرية والانعتاق".

وأشاد رئيس الوزراء بإلتفاف أبناء شعبنا حول نهج المقاومة الشعبية اللاعنفية، وحيا كافةَ المبادرات والجهود التي يخوضُها حراسُ الأرض ونشطاءُ وقادةُ اللجان الشعبية، وكل المبادرات التي تفتحُ بابَ الحرية نحو القدس، وتؤكد تصميمَ شعبنا على رفض الاحتلال ومناهضته للاستيطان، وعلى حقه الطبيعيّ في البقاء على أرض وطنه وحمايتها.

وفي ختام حديثه، شدد فياض على أن صمامَ الأمان لمدى قدرتنا على حماية أرضنا ومواجهة طغيان الاحتلال واستيطانه وإرهاب مستوطنيه، يتمثلُ في ضرورة إنهاءَ الإنقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، كي نتمكنَ أن نمضي مُتحدين بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية المُتمثلة في تجسيد سيادتنا الوطنية في دولة فلسطين على أرضنا المُحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس عاصمتنا الأبدية.

وقال: "أؤكدُ لكل أبناء شعبنا أن حمايةَ القدس، وبما يُعزز صمودَ أهلنا فيها، ستظلُ في قمة أولوياتنا الوطنية لإفشال كل مخططات العبث بطابعها الديموغرافيّ وهويتها الفلسطينية العربية. فالقدس درةُ التاج ولن تكون إلاّ عاصمةَ فلسطين الأبدية"

وخاطب رئيس الوزراء كافة أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم ذوي الشهداء الذين رسموا لنا ملامحَ فلسطين، وأسرى الحرية، وحراس الأرض في كلِ مكان، بقوله: " إن فجرَ الحرية قادمٌ، وإن الاحتلال وجدرانه واستيطانه إلى زوال بإذن الله".