الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

توقيع مذكرة تفاهم "إعــلام من أجـل القـدس"

نشر بتاريخ: 27/03/2013 ( آخر تحديث: 27/03/2013 الساعة: 14:54 )
رام الله - معا - وقعت مذكرة تفاهم "إعــلام من أجـل القـدس" بين وزارة الإعلام وبلدية البيرة والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الاربعاء. واحتضنت بلدية البيرة حفل التوقيع، وقام بالتوقيع على مذكرة التفاهم المهندس فوزي عابدرئيس بلدية البيرة، ود. محمود خليفة، وكيل وزارة الإعلام، ود.حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات .

وقال المهندس فوزي عابد "نلتقي سويةً في هذا الصباح بمدينتكم البيرة المطلّة على مدينةِ رام الله، وان مدينةُ القدس تلك المدينة التي تُفاخر الدنيا بعراقة ماضيها وسِحر حاضرها وانها مدينةُ الصراع، صراعٌ يدورُ مع محتلٍ شرس يريد أن يهوّد المكان ويهجّر الإنسان ويسرقُ التاريخ والتراث صراعٌ يدُورُ مع سياسةٍ إسرائيليةٍ منظَّمة تسعى لفرضِ الأمر الواقع على مجمل تفاصيل هذه المدينة لإخراجها من الحيّز العربي والإسلامي كلّه".

واضاف "في ظلّ هذا الصراع فإنّ التحديات هي التي تلازمنا بينما المسؤولية لمواجهتها هي الشرط اللازم لفعلنا بإخلاصٍ وتخصصٍ دائمَين إخلاصٍ يُعِينُنا على عمقِ الانتماء وعزمِ الإرادة ورشاد الإدارةبينما التخصصية هي التي تُسعفنا برؤيةٍ واضحةٍ وخطةٍ محددةٍ ونتائج ناجعة هذا هو مشهدُ مدينةُ امشهدٌ يُبكي ويُدمى فماذا نحن فاعلون لإنقاذها؟تحدياتٌ جِسامٌ لن يغفر لنا الله أو يُسامحنا التاريخ إذا قصّرنا تجاه مدينة الأنبياء والشهداءالكلُّ فينا يستطيع أن يقدّم شيئاً لهذه المدينة".

وأضاف م. عابد التزاماً بواجبنا الوطني، فإن مدينة البيرة بأهلها وبلديتها ومدارسها ومؤسساتها تُولِي للقدس أهمية قصوى في مدارسنا نشحذ عقول الطلبة بحبِّها والانتماء والاخلاص لها في مؤسساتنا نحتضن ابناءَها . ونرى فيهم العطاء المتدفق لخدمة مدينتهم ومدينتناويكفي أن نُشير هنا إلى أن مكتبة بلدية البيرة تحتضنُ بين كُتبها 2000 كتاب ومرجع ومجلة حول القدس وأن هناك ما يقرب من 4000 مشترك في عضويتها من مدينة القدس وضواحيها

وأشار إلى أن سلسلةُ الواجب هذه نحو القدس طويلةٌ ولم ولن تتوقف جديدُها تتمثل في المبادرة التي لنا شرف التوقيع عليها اليوم وهي مبادرة إعلام نحو القدس ويُسعدنا ويُشرفنا أن نكون شركاء في هذه المهمة مع وزارة الإعلام والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات لتسليط الضوء على القدس بمختلف أبعادها لنساهم وبكل إمكانياتنا وطاقتنا في حماية المدينة وترسيخ قُدسيتها في نفوس الجيل الناشئ وفي قلوب مختلف الفلسطينيين.

وقال وكيل وزارة الإعلام د. محمود خليفة ان أولت وزارة الاعلام قضية القدس اهتماماً كبيراً، ذلك أنّ القدس قضية وطنية هي الأكثر حساسيةً نظراً للفظائع التي ترتكبها إسرائيل وما زالت بحق المدينة وسكانها، وتاريخها ومستقبلها.

واوضح خليفة ان وزاراة الاعلام تعمل على تنسيق وتفعيل وتطوير الجهود الإعلامية المبذولة بشأن القدس، كأولوية من خلال التواصل مع مختلف المؤسسات والجهات المهتمة والمختصة بقضايا القدس، وجرت مبادرات كثيرة للتواصل مع عدد من الفعاليات المقدسية لتمتين الجهود وإنجاحها، وتأتي هذه الاتفاقية لتشكل لبنة تضاف على جهود كبيرة بُذلت على مدى سنوات ماضية، قطعت فيها وزارة الإعلام أشواطاً كبيرة في تفعيل القدس إعلامياً.

إنّ هذه الاتفاقية تعني ببساطة حشد الإمكانات المالية والبشرية والفنية لمؤسسات ثلاثة في خدمة القدس إعلامياً، على طريق توسيع قاعدة التعاون والتنسيق ليشمل مؤسسات أخرى، ونعتبر هذه الاتفاقية دفعة جديدة للجهود الإعلامية الهادفة لدعم القدس، وتأكيداً على التزام وزارة الإعلام المتواصل بقضية القدس عاصمة الإنسانية وعاصمة المؤمنين في العالم.

ومن جهته قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيس إن الإعلام منبر القوي والضعيف، وما القدس إلا قضية من قضايا الإعلام، والقدس والإعلام مفردتان على قدر كبير من الأهمية والخطورة؛ فقد كانت القدس، على مرّ التاريخ، قطب الرحى، ومبعث الحرب والسلام، وكذلك الإعلام؛ له من الأهمية والخطورة ما يجعله أهلاً لاهتمامنا فالكلمة كالرصاصة يمكن أن تقتل، كما أنها متى خرجت لا يمكن استعادتها ثانية


وأضاف إنّ المتابع لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، المسموعة منها والمرئية والمقروءة، ليلحظ بوضوح، غياب القدس وأخبارها وقضاياها، بصفتها قضية جوهرية، حيث تجري كل يوم أحداث مهمة كثيرة في المدينة المقدسة، ويكفي ما يتعرض له سكانها من تهجير وهدم لبيوتهم، حيث أصبح الاحتلال يسلم إخطارات بالهدم لأحياء كاملة بدلاً من أن يهدم بيتاً هنا وآخر هناك. فالجريمة التي ارتُكبت بحق فلسطين وشعبها، وبحق المدينة المقدسة لجديرة بأن تظل فعالة تحرك حتى يتم تحريرهما. وبسبب القصور الإعلامي في تغطية ما يجري في المدينة المقدسة نطالب بإعطاء مساحة أكبر في وسائل الإعلام من أجل متابعة ملف مدينة القدس المحتلة وما تتعرض لها من انتهاكات إسرائيلية.

واشار د. عيسى إلى الانتهاكات الاسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس وخاصة الاقتحامات المستمرة لساحات المسجد الاقصى المبارك وبأعداد كبيرة ومتزايدة، ناهيك عن بناء الحدائق التلمودية والبؤر الاستيطانية والكُنس حول المسجد المبارك وفي كل جزء من المدينة المقدسة حتى بات الطابع اليهودي يطغى عليها، ولا نُغفل الأنفاق المنتشرة أسفل المسجد الاقصى والبلدة القديمة، حيث باتت مدينة يهودية بأكملها تقبع تحت الحرم القدسي الشريف، إضافة إلى الانتهاكات المتزايدة بحق المصلين والمؤمنين من حرمانهم من الوصول إلى مقدساتهم من مساجد وكنائس وأديرة لأداء شعائرهم الدينية.

يُشار ان المذكرة تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين وزارة الإعلام وبلدية البيرة والهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من أجل خدمة القدس وقضاياها، وتسليّط الضوء على موضوعات مختلفة وهامّة لهذه المدينة التي تتعرض صباح مساء للتهويد، وتُستَهدف بكافة الوسائل السياسية والعسكرية والقانونية لتفريغها من أهلها اتفقت المؤسسات الثلاث على إيجاد ترتيبات دائمة لتعاون مستمر لتنظيم أنشطة مشتركة لإبراز قضية القدس إعلامياً، موجهة لمختلف الفئات العمرية والمستويات الفكرية وعلى امتداد فلسطين.

وقد تمّ على هامش توقيع المذكرة تنظيم معرض صور للفنان المقدسي عوض عوض بعنوان عينٌ مقدسية" اشتمل على عرض 50 صورة للأماكن الأثرية والمقدسات في المدينة، ومعاناة المقدسيين من ممارسات الاحتلال. كما ألقت إحدى طالبات مدرسة بنات بنت الأزور الثانوية قصيدة معبّرة عن القدس، وتمّ عرض فيلم قصير بعنوان أصحاب المكان من إنتاج المؤتمر الوطني الشعبي للقدس.