عائلات منقسمة بين رفحين تربطها الأنفاق
نشر بتاريخ: 28/03/2013 ( آخر تحديث: 28/03/2013 الساعة: 16:43 )
غزة- معا - ربما لا يتذكر كثير من الناس تفاصيل اتفاقية كامب ديفيد بعد مرور ما يقارب ربع قرن على توقيعها بين مصر واسرائيل، لكن بالنسبة لسكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة فالأمر مختلف تماما.. فهي حاضرة في كل تفاصيل حياتهم.
فرسم الحدود بين قطاع غزة والجانب المصري جعل من سكان المنطقة الخاسر الوحيد، فقد قسمت أراضيهم وأسرهم بين الجانبين.
يقول حسن زعرب أحد المتضررين من رسم الحدود: "إن القطاع يستمد قوته من سيناء أو رفح المصرية كما نلقبها، وسيناء بالمثل تستمد قوتها من القطاع وخاصة في الحركة التجارية بين الطرفين، مما أدى لزيادة الترابط الأسري وخلق صلة النسب والقرابة بين الجانبين وخاصة بين مدينة رفح وسيناء" .
|210189|
وأضاف زعرب لـ معا أثناء انشغاله في الإشارة بيده إلى أراضيه التي دخلت ضمن الجانب المصري وحزنه الذي رسم في أنامل يديه: "إن قرار رسم الحدود لم يراعِ التركيب الاجتماعي للمنطقة ولا التركيب الديمغرافي حيث قسمت الأراضي الخاصة سكان مدينة رفح إلى قسمين.. أيضا قسمت معها العائلة الواحدة ليصبح جزء من العائلة في الجانب المصري والأخر في الجانب الفلسطيني".
واستمر زعرب بالحديث عن خسائره الشخصية والعائلية التي "حصدها" من اتفاقية كامب ديفيد ليتنهد الصعداء، قائلا "ما يقارب ربع قرن وانا أجد معاناة في الاطمئنان على الجزء الآخر من عائلتي التي ضُمت إلى الجانب المصري وذلك بسبب القوانين التي صاحبت وجود المعبر البري الذي يفصل القطاع عن الجانب المصري، ليتبعها الحصار الذي زاد من صعوبة التواصل مع الأهل ولكن الوضع الآن قد تحسن بوجود وسائل الاتصال الالكتروني ولكنه لم يتحسن على صعيد المعبر البري والقوانين التي يعمل بموجبها".
|210187|
ورغم إعتراف زعرب بالأضرار التي تسببها الإنفاق وما ألحقته من ضرر على الوضع الداخلي للقطاع، ولكنها رغم ذلك، حسب قوله، سهلت عملية الانتقال من وإلى القطاع على كثير من المواطنين.
من جانبه قال منير شحدة أحد سكان المنطقة الحدودية مع الجانب المصري "إن عددا كبيرا من العائلات الفلسطينية التي تسكن تلك المنطقة تضررت بخسارة جزء من أراضيها، وأنا احد هؤلاء وذلك خلال رسم الحدود حيث خسرنا من مساحة أرضنا ما يقارب 150 مترا من الجانب المصري ومثلها من الجانب الفلسطيني، ولم يقدم أي تعويض من قبل السلطات التي توالت على ىحكم القطاع".
|210186|
وأشار شحدة إلى ما خلّفه انقسام أراضية بين الجانبين المصري والفلسطيني وهو المتسبب والمسؤول الأول عن التفرقة بين أبنائه وإخوانه وأولاد عمومته في الجانب المصري، قائلاً: "لم استطع رؤية ابنتي المتزوجتين في الجانب المصري وابني، لفترة كبيرة وذلك بسبب القوانين على المعبر البري المصري والتي تُلزم الذكور بالحصول على تنسيق مسبق وخاصة للأعمار الصغيرة والسماح فقط للكبار في السن أو الحاملين لاقامات لدول في الخارج أو للحاجة العلاج في الخارج أو السفر للحج".
|210190|
وتتشارك الأسر الفلسطينية الأفراح والأحزان عبر الدخول من الأنفاق للجانبين حيث يتنقل العشرات من أفراد العائلة الواحدة للمشاركة في فرح احدهم أو للمواساة في موت آخر.