كتب رئيس التحرير.. القمة العربية في الرياض- الفرصة الأخيرة لإسرائيل
نشر بتاريخ: 26/03/2007 ( آخر تحديث: 26/03/2007 الساعة: 15:07 )
بيت لحم- معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- لا داعي للكتابة من جديد عن حقل التجارب الذي اقامه الرئيس الأمريكي جورج بوش على شعوب العالم الفقيرة والمظلومة، لكن القمة العربية في الرياض ستكون الفرصة الأخيرة لبقاء إسرائيل السلمي في المنطقة، ولن يكون هناك أي (جيل عربي) قادم يثق بأي حل سياسي لمعضلة وجودها العسكري القسري .
والأمر لا يحمل تهديداً مباشراً على وجود إسرائيل فحسب، وإنما يحمل تهديداً شاملاً وكاملاً على النظام السياسي السائد في المشرق العربي كله، فليست إسرائيل لوحدها التي تحمل عوامل الفناء السياسي وإنما سيكون لفشل قمة الرياض كبير الأثر على النظام السياسي العربي السائد .
ووفق المنطق السياسي الإنساني، فإن الإحتلال ليس مجرد خلاف سياسي يمكن حلَّه بالتنازلات تلو التنازلات، وإنما سلوك وحشي يجب ايقافه فورا لانه لا يمكن لأي فرد أو جماعة أو مجتمع الإعتياد عليه .
وبما أن إسرائيل تمادت في الإستهانة بعامل الوقت بدءاً من قيامها على منطق القوة العسكرية عام 1948 وطرد السكان العرب من منازلهم ومروراً بإحتلال الضفة وقطاع غزة في العام 1967 ، وخطأ رئيس وزرائها مناحيم بيغن التاريخي عام 1978 بعدم التخلي عنها في إتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس المصري محمد أنور السادات، ومروراً بمؤتمر مدريد ومراهنة رئيس وزرائها إسحق شامير على عملية تهجير ملايين اليهود الى فلسطين، ومروراً بعبارة رئيس وزرائها إسحق رابين ( الوقت غير مقدس) ووصولاً الى الشارونية الجديدة التي تقوم على مبدأ الإستعانة بواشنطن في إذلال وخنق قادة الشعب الفلسطيني ومحاصرتهم حتى يقتنعوا بالإحتلال كمنهاج حياة دائم الى جانب جدار إسمنتي مرتفع .
فإذا نجحت القمة العربية في إعادة هيبة مفهوم الحل السياسي على أساس (الأرض مقابل السلام) من جديد، على اسرائيل القبول بل عليها الهرولة لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود وكرامة وإقتصاد، وبذلك سيبقى الأمل (وإن كان ضئيلاً) في حل المشكلة سياسياً، أما إذا فشلت القمة العربية، فإن التصَّور القادم سيكون اندفاع أجيال كاملة من العرب والمسلمين والفلسطينيين الى كراهية إسرائيل وأمريكا الى درجة لا يمكن أبداً تخيَّلها .
والأهم من ذلك، أن " قناعات " تتغلغل كل يوم في عقل الجيل الفلسطيني والعربي والمسلم الجديد وأن إسرائيل لن تصمد 7 سنوات أخرى في المنطقة حتى لو حملت كل ترسانة الأسلحة النووية في صدرها ، وهو ما يعني انه في حال غياب الجيل القيادي الفلسطيني الحالي، فإن أي قائد فلسطيني معتدل لن يجرؤ على مصارحة الجماهير بضرورة إعادة محاولة تجربة التفاوض مع إسرائيل .
أما داخلياً، فإن عوامل الإنهيار المتوفرة في داخل إسرائيل وفي داخل السلطة الفلسطينية تبدو أكثر مما كان يتوقع المراقبون ، فالسلطة عاجزة ومشلولة فيما اسرائيل تعاني من الزهايمر السياسي ، وإذا كانت هناك أحزاب صهيونية لا تزال مقتنعة بأن السيطرة على 250 مليون عربي مسلم يمكن من خلال القمع والضرب والحواجز وزعرنات الجنود فإنها ستكون أحزابا واهمة فعلاً .
ولو كنت إسرائيلياً، لإعتذرت للرئيس أبومازن فوراً ولطلبت من إسماعيل هنية الصفح السريع، ولقُلت للعاهل السعودي : أرجوك يا جلالة الملك ساعدنا وإغفر لنا حماقتنا في رفض مبادرتك عام 2002 ، كما يجب الإستماع مرة أخرى الى خطاب العاهل الأردني، لأفهم من جديد بأنها ربما تكون الفرصة الأخيرة لإسرائيل .