الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتدى التنويري ينظّم ندوة ثقافية في نابلس

نشر بتاريخ: 30/03/2013 ( آخر تحديث: 30/03/2013 الساعة: 12:20 )
نابلس - معا - نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " بنابلس، ندوة ثقافية حول " الفكر القومي عند ساطع الحصري ومحمد عزة دروزة ".

واستهل الجلسة المحامي عبد القادر شاهين بالحديث عن نشأة الحركة القومية في البلدان الاوروبية والبلدان العربية.

كما تحدث شاهين عن نشأة الحركة القومية عند العرب في أواخر القرن 19، وأنها كانت ممتزجة بالاسلام في بعض تياراتها كما هو الحال عند عبد الرحمن الكواكبي، وكذلك التيارات المعارضة لفكرة العروبة مثل القومية السورية في الشام والفرعونية في مصر.

وابرز رئيس مجلس الادارة في المنتدى التنويري المهندس زياد عميرة أهمية الموضوع والحاحّيته، وما تعرضت له الامة العربية وتتعرض له من محاولات استعمارية لتمزيق كيانها، وخاصة في المحاولات الاخيرة المتمثلة في تأجيج الصراعات الطائفية والاثنية في كل بلد من البلدان العربية.

ثم قارن الباحث والكاتب التربوي علي خليل حمد بين منظري القومية العربية الحصري ودروزة، من حيث مجالات اهتمامهما، وهي التربية عند الحصري، والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والتاريخ عند دروزة، متحدثا عن اختلافهما في المرجعيات الفكرية، وهي الفكر الاوروبي عند الحصري والفكر الشرقي وبخاصة التركي الكمالي عند دروزة.

وأشار حمد الى الخلاف الاساسي عند المفكرين في موضوع القومية أي تعريف الامة، فالمقوم الاساسي للامة عند الحصري هو اللغة، في حين يقدم دروزة أربع مقومات أساسية لها: اللغة والارض والمصلحة " الاقتصادية " والعادات، وقد انعكس هذا الخلاف على المعتقدات ( الايديولوجيا ) للمفكرين بوضوح.

ووصف حمد ساطع الحصري بأنه مفكر قومي لبرالي علماني، والعلماني عنده مصطلح اوروبي الاصل يعني الذي ليس له جماعة من الكهنوت أو رجّال الدين، وقد يكون متدينا أو غير متدين، ولكنه يؤمن بفصل الدين عن السياسة، أما دروزه فقد وصفه بأنه متدين يميل الى اليسار، كما جاء في كتابيه " الاشتراكية والاسلام " و " حول الحركة العربية الحديثة " وغيرهما.

وفي مسألة المرأة اشار الباحث الى أن المفكر دروزة لم يكن يرى بأسا في سفور المرأة مع الاحتشام في الملابس، وأنه كان يراها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات الخاصة والعامة، كما أنه نادى بتمكينها من حيث التعليم والملكية والتصّرف بالملك، وممارسة الوظائف المختلفة، مع مراعاة عدم مزاحمتها للرجال في ذلك لضعف الموارد المحلية آنذاك.

وفي مجال التربية والتعليم أشار حمد الى بعض الآراء القيّمة لكلا المفكرين، ففي حين كشف الحصري طبيعة التوجهات الخبيثة التي أرادها الاستعمار للتربية في المستعمرات بأنها " تعليم دون تثقيف " بحيث يصبح المتعلم مجرد أداة تعمل لخدمة أهداف الآخرين، ركّز دروزة على دور القطاع الخاص في بناء البنية التحتية للتعليم في البلدان العربية حتى لو اقتضى الامر فرض الحكومات قيامه بذلك بالقوة.

واختتم الباحث حديثه بمناقشة ظاهرة الاعتدال والواقعية في فكر دروزة فهو في الشآن السياسي يقترح قيام حزبيين في البلدان العربية أحدهما اشتراكي والآخر ليبرالي، وهو لا يخفي رضاه عن الاول منهما شريطة أن تكون اشتراكية من النوع المعتدل، المعتمد على حضور قوي للقطاع العام في الاقتصاد وأنشطة الدول المختلفة.

وفي الحديث عن نكبة فلسطين أنحى دروزة بالائمة على حكام العرب من جهة، وعلى تخلف الامة الموروث من جهة أخرى، وهو يقترح في حل ّ المشكلة تسخير النفط العربي وتكوين عصابات ضاغطة على اليهود، لتحقيق قرارات هيئة الامم المتحدة المتعلق بالحدود واللاجئين وغيرهما من القرارات ذات الصلة.
|210611|
|210609|
|210610|