السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قريباً في الخليل.. صناعةٌ لا تحاصر "حاضنة تكنولوجيا المعلومات"

نشر بتاريخ: 06/04/2013 ( آخر تحديث: 08/04/2013 الساعة: 15:32 )
الخليل - تقرير معا - في ظل تزايد اعداد الخريجين من الجامعات الفلسطينية وزيادة نسبة العاطلين عن العمل منهم، بسبب الازمة الاقتصادية وقلة فرص العمل في السوق الفلسطيني، هل بات من المجدي ان تجتهد بعض الجامعات بتغيير وتطوير بعض التخصصات الجامعية لديها، صوب تخريج طلبة بتخصصات تمكنهم من ايجاد فرص عمل، وهل الحاضنات التكنولوجية باتت الخطوة الاولى نحو مستقبل مشرق للطلبة الخريجين.

والمتابع للتخصصات في غالبية الجامعات الفلسطينية يجد ان هناك كليات تخرّج ذات التخصصات منذ عشرات السنوات والتي لا يجد الخرّيج منها فرص عمل لعدة سنوات، ومنهم من يضطر للعمل في مجال آخر ان توفرت الفرصة، ولم تقم العديد من الجامعات كما يبدو بدراسة جدوى للتخصصات ولسوق العمل الفلسطيني.

وفي هذا الاطار، افتتحت جامعة الخليل، الاسبوع الماضي، معرض العلوم والتكنولوجيا، والذي يأتي في ظل تزايد أعداد التخصصات المتعلقة في الحاسوب، وارتباط الكثير من الأفكار الإبداعية والمشاريع بالتكنولوجيا وكثرة الخريجين من الجامعات في هذا المجال.

وقال نبيل حساسنة عميد كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة الخليل أن أسبوع العلوم وتكنولوجيا المعلومات بالجامعة غني بمجموعة من الفعاليات تهدف لنشر الثقافة والمعرفة.

وفي معرض حديثه عن أهمية احتضان الأفكار وتحويلها إلى مشاريع حقيقية ناجحة أشار حساسنة في حديثه مع مراسلة معا في الخليل، أن الأفكار لإنشاء حاضنة تكنولوجيا المعلومات بجامعة الخليل موجودة وهذا ما تتطلع إليه الجامعة منذ افتتاح تخصصات الكمبيوتر عام 2000، رغم طابع التخصصات الأدبية الذي سيطر على نظام الجامعة سابقا، حيث تعمل الجامعة الان على استحداث التخصصات المتعلقة بالكمبيوتر وتشجع الطلاب وتدفعهم للتعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم ولكن ذلك بحاجة للتطوير وتوفير البيئة المناسبة.

جامعة الخليل ليست الوحيدة في الخليل التي تخرّج طلاب في تخصصات الحاسوب، فجامعة البوليتكنك ذات الطابع العلمي تتنوع التخصصات العلمية والتكنولوجية فيها، فقد تخرج منها منذ العام 2007 ما يزيد على 400 طالب وطالبة في تخصصات هندسة أنظمة الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات وعلم الحاسوب، الأمر الذي يلفت الانتباه بتزايد أعداد الخريجين وانعدام السوق الحقيقي للعمل، ليبقى السؤال ما هو مصير هؤلاء الذين ثابروا من أجل الحصول على الشهادات العلمية وفي مجالات علمية.

وأشار وسام شمروخ مدير مركز أصدقاء فوزي كعوش للتميز بتكنولوجيا المعلومات أن جامعة البوليتكنك أسست حاضنة لتكنولوجيا المعلومات في المركز، وقامت بدورها باحتضان بعض المشاريع ومنح الخريجين التدريبات والمهارات المناسبة كي يصلوا للمشاريع المناسبة وترجمة أفكارهم الى شركات مسجلة.

وأوضح شمروخ أن حاضنات الأعمال مكلفة جدا رغم أهميتها وضرورة تواجدها وفائدتها للمجتمع المحلي مشيرا إلى أنها تتطلب تمويلا خاصا بالإضافة إلى ضرورة استيعاب القطاع الخاص لتقبل الأفكار والمشاريع.

من جانبه أكد محمد غازي الحرباوي رئيس الغرفة التجارية في الخليل، لمراسلة معا أن مشروع الحاضنات التكنولوجية على جدول أعمالهم وأنهم قاموا بتقديم خطط لمشاريع للممولين حتى يستوعبوا عددا كبيرا من الخريجين بالتعاون مع جامعة بوليتكنك فلسطين لفتح الآفاق أمام المبدعين وأصحاب المشاريع وتبنيها الأمر الذي سيحدث تطورا ملموسا بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.

في ظل تزايد أعداد الخريجين من جامعات الخليل، يدور الحديث عن الخليل العاصمة الاقتصادية، وحاجتها لوجود مؤسسات تحتضنهم، وضرورة مساهمة القطاع الخاص في احتضانهم وتشجيع المستثمرين على إنشاء شركات جديدة تستوعب الطاقات البشرية المبدعة في المحافظة وتقليص أعداد العاطلين عن العمل في صفوف الخريجين.

وفي هذا الصدد، ركز الدكتور داوود الزعتري رئيس بلدية الخليل الذي عمل لسنوات طويلة في العمل الأكاديمي، على البعد الاقتصادي لحاضنات تكنولوجيا المعلومات والتي تعتبر بنظره جزءا من مشروع كبير تعمل عليه بلدية الخليل، وهو على سلم أولوياتها وسيكون بالشراكة بين البلدية وصندوق الاستثمار الفلسطيني والقطاع الخاص في إنشاء منطقة صناعية يخصص جزء منها للحديقة العلمية التكنولوجية التي ستخلق فرص عمل وتؤسس للشركات الناشئة.

وتحدث الزعتري عن المراحل المهمة للوصول الى حاضنات تكنولوجيا المعلومات، والتي ستبدأ من مرحلة المدارس التي يتواجد بها طلاب ذوي أفكار إبداعية، مشيراً الى قيام بلدية الخليل بإقامة نادي علمي يقوم على رعاية المواهب في صفوف طلبة المدارس وتنميتها، موقعه في مركز إسعاد الطفولة حيث كلفت لجنة من البلدية لمتابعتهم و تم تخصيص مبلغ في موازنة 2013 لهم.

وأضاف بعد ذلك تأتي الحاضنة في الجامعة وهي المرحلة الثانية وستكون في المركز الكوري وخاصة بالخريجين ومن ثم ننتقل إلى المدينة الصناعية التكنولوجية التي تحتوي جزء منها على الحديقة العلمية التكنولوجية لتصبح العملية متكاملة.

بقي أن نشير الى أن عدداً من دول العالم باتت اليوم تعتمد أكثر من أي وقت مضى على تصدير التكنولوجيا والبرامج الالكترونية وهذا ما ساعد تلك الدول على الارتقاء بالمستوى المعيشي لمواطنيها.

ويأمل مختصون في مجال التكنولوجيا بفلسطين، أن يتم الاسراع في انشاء حاضنة تكنولوجيا المعلومات كونها ستعمل على زيادة الدخل القومي واستيعاب الايدي العاطلة عن العمل في ظل الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الصناعات الفلسطينية وكون هذه الصناعة لا يمكن محاصرتها.