الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قبر رمزي.. للتذكير بخطورة أوضاع الاسرى

نشر بتاريخ: 06/04/2013 ( آخر تحديث: 08/04/2013 الساعة: 09:29 )
رام الله- معا - حفروا قبور أبنائهم بأنفسهم، ليوجهوا رسالة إلى القيادة والشعب الفلسطيني وإلى المجتمع الدولي، بأن هناك عشرات الأسرى المرضى يواجهون خطر الموت المحدق في أية لحظة، جراء تفاقم أمراضهم، ووجود إهمال طبي إسرائيلي ممنهج وواضح، دفع عشرات الأسرى حياتهم بسببه، وكان آخرهم الأسير ميسرة أبو حمدية.

حفر ذوو الأسرى المرضى قبراً في ساحة الأمم المتحدة، حيث ترتفع رايات وأعلام كل دول العالم، وعلى بعد أمتار من مقر الرئاسة، حتى تكون رسالة واضحة للجهتين بضرورة التدخل السريع للإفراج عن أبنائهم، قبل أن يفرج عنه مبكراً، ولكن إلى القبر، وليس إلى الحرية.

فحينما يطلب الموت، ولا يستطيع الإنسان أن يصل إليه، وحينما تصبح تنهيدات الألم والآه عادة كما هي أنفاس الإنسان، وحينما يطلب الموت ويتمناه الإنسان في كل لحظة ولا يأتي، يجب حينها أن تعلم أنك في اصطبلات مستشفى سجن الرملة، حيث الموت واللاموت والمرض ولا دواء والآه بلا ألم، حيث يدمن الجسد على أنواع دواء تبدل كل فترة وكأنك بحقل تجارب.

صمت عربي ودولي مطبق، ويوزازيه صمت شعبي ورسمي فلسطيني إزاء ملف الأسرى عموماً، والأسرى المرضى خصوصاً، لتأتي هذه اللفتة وعلى قسوتها، علها تحرك ضمير مجتمع دولي، لم يخجله شلال الدم الفلسطيني السيال، ولا معاناة أسراه، وتساقطهم كما زهر اللوز في ربيع فلسطيني دام.

ويكابد نحو 900 أسير مرارة المرض، وتتفاقم معاناتهم يومياً نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سجانيهم، ويرقد 48 أسيراً في عيادة سجن الرملة، من بينهم 25 حالتهم الصحية حرجة، فيما يعاني مثلهم أيضاً من مرض السرطان، و25 مقعداً.

وأكد شقيق الأسير سامي العريدي، رامي العريدي أن أهالي الاسرى المرضى يطالبون السلطة الفلسطينية بالتحرك قبل أن يعود اليهم أبنائهم في توابيت، مثلما عاد عرفات جرادات ومن بعده ميسرة أبو حمدية.

وأكد العريدي، في بيان قرأه نيابة عن ذوي الأسرى المرضى: لا طاقة لنا أن نستقبلهم جثامين، ولن نسامح أحداً أن يقصر أو يتهاون في تخفيف عذاب الأسرى المرضى.

وشدد العريدي على أن المطلوب هو تدخل رسمي فلسطيني وعربي ودولي من أجل الإفراج عن جميع الأسرى المرضى والمصابين، الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال بشكل غير قانوني ولا أخلاقي.

وقال العريدي إن إدارة سجون الاحتلال تقدم السموم للمعتقلين، مطالباً بلجان طبية حيادية للدخول إلى المعتقلات وتشخيص أوضاعهم، وحمل جميع الجهات الفلسطينية مسؤولية الأسرى، وطالبها بدعم قضيتهم وإيصالها إلى المحافل الدولية.

وقال العريدي: إن شقيقه المحكوم عليه بالسجن 19 عاماً أمضى منها نحو 14 عاماً، وأنه مصاب بضعف في عضلة القلب.

من ناحيتها، قالت والدة الأسير محمد التاج، الذي يعاني من الفشل الكلوي: أطالب العرب والعالم والقيادة الفلسطينية بالتدخل للإفراج عن كل الأسرى المرضى.

وأكدة الوالدة المكلومة أن أسطوانة الأكسجين لا تفارق ابنها الأسير، وأنه لا يستيطع التنفس بدونها، ودعت القيادة الفلسطينية إلى التحرك لانقاذ حياة ولدها وحياة كل الأسرى المرضى.