عزمي نصار فلسطيني حتى النخاع بقلم: بدر مكي أمين سر الإتحاد
نشر بتاريخ: 28/03/2007 ( آخر تحديث: 28/03/2007 الساعة: 16:33 )
بيت لحم - معا - صاحب برونزية العرب..مضى..صراع مرير مع المرض الخطير..ولكن عزمي نصار لم تلين له قناة وتواجد معنا في أيام المرض السوداء..دائم الابتسام وكأن تلك الابتسامة لم تفارقه..وقد حقق أمنية حياته..نعم كانت تلك الأمنية تدريب منتخب بلاده..
قبل سويعات من برونزية العرب..بدا القلق على ابن الناصرة في عمان..ولكنه كان على ثقة بالفرسان وقد تحلق حوله رأس هرم الاتحاد وأعمدته..بل والعشرات من عشاق الوطني من رئتي الوطن والداخل..وحتى كنا نشاهد أحبتنا من سخنين وكفر كنا والناصرة وأم الفحم في أروقة الفندق والمدرجات..كانوا قوماً جبارين.
عجوز فلسطين كانت تزغرد وعجوز أخر كان يبكي, حتى خلت وكأنهم يرفعون الحافلة بفرسان الوطني بعد الإنجاز..كانت تلك الأيام رائعة..وبكينا جميعاً..وكأنا على موعد مع الفراق..عزمي نصار..ذو اللكنة المحنكة..كان منتخبه يمثل وحدة الجغرافيا الفلسطينية..كان الفرسان من رئتي الوطن ومن الشتات يقودهم الفتى النصراوي الصارم العنيد, وحذار من المساس بالوطني..هكذا تعلم الجميع من عزمي نصار..حتى أولئك الذين اختلفوا معه في الأسلوب أحبوه..وكان عزمي بالنسبة لنا يمثل قمة التلاحم الإسلامي المسيحي الضارب جذوره في الأرض.
أنتصر المرض..ولا راد لقضاء الله, كان يتحدث عن حلم حياته.. بتوحيد جغرافية بلده من خلال مجموعة الفسيفساء التي صنعها في الميدان وتعب عليها واحتضنها..إنهم فرسان الوطني..القادمين من المدن والمخيمات والريف والشتات..وكأن عبق الجليل والناصرة وسهل البطوف..أضاف لتلك اللوحة جمالاً وإشراقا..عزمي نصار.. شكرا ولاتحاد الكرة الذي يسعى لتكريمه..جميل الصبر وحسن العزاء.