الأربعاء: 15/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

عائلة المصري...خمسة من أطفالها مصابون بالثلاسيميا

نشر بتاريخ: 07/04/2013 ( آخر تحديث: 07/04/2013 الساعة: 09:54 )
غزة- معا - فجأة سقط رياض مغشياً عليه, لتسارع والدته إليه وتنقله إلى المستشفى وبعد فحوصات الطبيب خرج إليها مسرعاً صارخاً " ابنك بدون دم " وتتم نقل وحدات من الدم لرياض, ويخبر الطبيب الوالدة بعلة ولدها وتصدم الأم وتجلس حبيسة الفراش ثلاثة أشهر لاكتشافها أن سهى وسماح وعيسى واحمد ومحمود مصابون بالثلاسيميا, ويتكرر المشهد مرة أخرى ولكن مع اختلاف لاسم الطفل والمنقذ وهو الوالد ليفجع بما علم لان زوجته كانت قد أخفت عنه مرض أبنائهم.

حالة اقتصادية صعبة تعيشها عائلة المصري في بيت حانون, إضافة إلى أمراض أبنائها, عائلة مكونة من أب مصاب بالثلاسيميا وأم سليمة و6 أولاد و3 بنات خمسة منهم مصابون بالمرض, ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل إن طفل وحيد سليم من مرض التصق بإخوانه وهو مرض جلدي لم يستطع الطب إيجاد علاج له سوى التغذية الصحية.

الثلاسيميا أو فقر الدم مرض وراثي يؤدي إلى خلل في تصنيع السلاسل البروتينية "الهيموجلوبين" والذي يؤدي إلى تحلل وتكسر الخلايا المبكر بعد فترة قصيرة من إنتاجها في نخاع العظم الأمر ويصيب الأطفال في مراحل عمرهم المبكرة.

والدة الأطفال التسع أو العشر الذي لازال في أحشائها نهاد المصري تقول "عندما أرى أولادي على هذه الحال أكاد أقذف الدم لمنظرهم, فهم عظام, عظام بدون لحم أو دم, وجوههم صفراء, ليس باستطاعتي فعل أي شئ لمساعدتهم, مضيفة " عندما نحصل على الطعام فان زوجي يخرج من المنزل لكي لا يرى أطفاله وهم يأكلون لان منظرهم يثير الشفقة والأسى فيه".

وتوضح المصري أن غذاء الثلاسيميا من المفترض أن يكون من البروتينات الحيوانية ولكنها تستبدلها بالعدس والمعكرونة التي تحصل عليها من الكابونات التي تُكسر الدم بدلا من تقويته.

وتقول " بالرغم من سوء الحالة التي نعيشها إلا أنني دائماً أحاول إقناعهم بأن هذا ابتلاء من الله, وأنه لابد أن يأتي يوم وتتحسن أحوالنا وسيرزقنا الله يوماً, لأنهم دائما يسألونني, لماذا نحن هكذا, لماذا لا نملك الطعام والملابس, وأنا بدوري أعدهم بإعطائهم ما يحتاجون من طعام وملابس ومصروف إذا أصبحنا نملكه ولن ابخل عليهم بشئ, والحمد لله على كل حال".

وفي غمرة حديثنا التفتت نهاد لترى بكرها داخلا المنزل قائلة "هذا ابني الكبير في الثانوية " لأعتدل في جلستي قليلاً ظناً مني بأنني سأرى شاباً يافعاً وبقيت في ترقب إلى أن مر من أمامي جسم لطفل في المرحلة الابتدائية لا الثانوية وتبتسم " كل أولادي هيك حبتهم قليلة ولا ينموا جسمهم لأنهم لا يتغذون ".

ألم إضافي للطفلة البكر البالغة من العمر 12 عاماً فقد أصيبت بطلق رصاصي في صدرها مسبباً لها تشوها ملحوظا.

وعن الأب الزوج تقول " زوجي لا يقدر أن يعمل فمنذ أن علم بمرضه تغيرت حالته, فمرة ذهب للعمل في البناء و الطوبار لم يستحمل ذلك, وأخرى في حفر الأنفاق ليرجع للبيت محمولا ".

وتضيف: بالرغم من ذلك إلا أن هنالك مواقف مفرحة مررت بها وعائلتي ففي يوم تبرعت لي صديقتي بمبلغ من المال وأوصتني بأن لا ارجع للبيت الا وقد اشتريت كل ما يحتاجه الأولاد من طعام و ملابس, وفعلا قمت بذلك واشتريت كل الأطعمة لنبقى أسبوعاً كاملاً نتناول الوجبات كاملة وأولادي سعيدين لدرجة أن لونهم قد تغير وأصبح نظرناً ليعود للاصفرار بعد الأسبوع.

وتختم المصري حديثها " أتمنى أن احصل على رأس مال لكي ابدأ بمشروع صغير, استطيع العيش منه, فأنا أجيد التطريز باحتراف, ومنزلنا فيه مكان واسع احلم بان أربي فيه الدجاج لأطعم أبنائي البيض.

يذكر بأن عائلة المصري من العائلات التي تتمسك بزواج الأقارب, والزواج المبكر.
|211840|