الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حقول الألغام.. خطر داهم لا يجد آذانا صاغية

نشر بتاريخ: 07/04/2013 ( آخر تحديث: 08/04/2013 الساعة: 09:04 )
جنين- تقرير معا - ما زال المواطن وليد أبو بكر في الخمسينات من عمره والمقيم ببلدة يعبد جنوب غرب مدينة جنين، يتذكر اليوم الذي أصيب فيه جراء انفجار قنبلة من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي عام 1967، كلما نظر إلى يديه الصناعيتين ويتذكر كذلك أصابة 7 من أفراد عائلته في ذلك الحادث.

ويقول وليد لـ معا ، إنه في عام 1967 عندما كانت مخلفات جيش الاحتلال مبعثرة في منطقة كروم الزيتون جنوبي البلدة، عثر على قنبلة لم تنفجر وحملها وتوجه بها إلى منزله إذ كان حينها لم يتجاوز 15 عاماً، وبينما أخذ يلهو بها إنفجرت بين يديه، مما أدى إلى بترهما وإصابة شقيقيه وعمه وزوجة عمه وعمته وإبن عمه جراء الانفجار.

وأضاف أبو بكر واصفا ما حدث، "كان يوماً مشؤوماً، فكانت عائلتي تجهل مدى خطورة هذه القنابل والمخلفات الحربية، وفقد العديد من أهالي البلدة خاصة من الشباب حياتهم أو أصيبوا بإعاقات مستديمة وما زالوا يعانون حتى اللحظة.
|211918|
معاناة في رحلة العلاج والمطالبة بأيدٍ صناعية جديدة

وأوضح وليد أنه عانى لسنوات خلال رحلة العلاج التي إنتهت بتركيب طرفين صناعيين له بدل يديه التي فقدهما، كما أنه عانى لسنوات حتى إستطاع التأقلم مع واقعه الجديد، وهو الآن متزوج وله من الأبناء 11 بعضهم متزوج.

ويعاني أبو بكر من عدم مناسبة الطرفين الحاليين لقدمهما، وهو بحاجة لاستبدالهما بطرفين جديدين لكنه يعجز عن تحقيق ذلك بسبب تكلفتها الباهظة وظروفه المالية الصعبة.
|211916|
ويبلغ عدد ضحايا الالغام 260 شخصاً ما بين قتيل ومصاب، وفق ما يؤكده العميد سليمان عمران مدير المركز الفلسطيني لمكافحة الالغام، مشيرا إلى أن الالغام المنتشرة في فلسطين تمنع إستغلال مساحات واسعة من الاراضي الصالحة للزراعة والتي تقدر بحوالي 500 الف دونم، موزعة على 16 حقل الغام محاذية لمدن الضفة ونحو 65 حقلا في مناطق الأغوار.

وأكد عمران أن وجود حقول الالغام يشكل إنتهاكا للقوانين الدولية لما تشكله من خطر على حياة المدنيين، مؤكدا أن لمسافة الآمنة للتواجد قرب هذه الحقول لا تقل عن 25 مترا، وهو ما لا يتوفر في فلسطين ويتسبب بسقوط المزيد من الضحايا.

وأوضح أن المشكلة لا تقف عند حقول الالغام فقط، بل تتعدى ذلك إلى مواقع تدريب جيش الاحتلال الاسرائيلي المنتشرة على مساحات واسعة في الضفة الغربية، حيث تشير تقارير الامم المتحدة إلى أن ما نسبته 18% من أراضي الضفة مناطق عسكرية مغلقة.

وبيّن العميد عمران أن حقول الالغام في الضفة الغربية موزعة على النحو التالي: 9 حقول في شمال الضفة الغربية من بينها 4 على أراضي يعبد وقباطية وعرابة ودير أبو ضعيف، وحقل في النبي الياس بقلقيلية، و3 حقول في جينصافوط وطولكرم وحقل واحد في بلعا.

بينما في وسط الضفة هناك 4 حقول اثنان في رام الله، واثنان في القدس، بينما في الجنوب يوجد 3 حقول واحد في حوسان غرب بيت لحم وآخران في صوريف وأم الدرج بمحافظة الخليل.

وحول المساحة الاجمالية للحقول والمناطق الخطيرة في دولة فلسطين، قال عمران إنها تشكل 20،008 دونماً موزعه على النحو التالي: تحتل حقول الالغام 18،511 دونماً على الحدود الشرقية لدولة فلسطين، و794 دونماً هي المناطق الخطرة موجودة أيضا على الحدود الشرقية لدولة فلسطين، بينما في الضفة 703 دونماً تعد حقول الغام.

الاطفال أكثر ضحايا حقول الالغام

ووأضح العميد سليمان عمران أن ضحايا الالغام من الجنسين الذكور والاناث ومن مختلف الفئات العمرية موزعين على النحو التالي:
ما بين عامي 1957 و 1966 جريح وشهيد
ما بين عامي 1967 و 1976: 13 شهيدا و18 جريحا
ما بين عامي 1977 و 1986: 18 شهيدا و16 جريحا
ما بين عامي 1987 و 1996 : 7 شهداء و10 جرحى
ما بين عامي 1997 و 2006 : 24 شهيدا و61 جريحا
ما بين عامي 2007 و 2013: 16 شهيدا و51 جريحا

إحصائيات الضحايا حسب المناطق: في شمال الضفة بلغت 25 شهيدا و53 جريحاً، ووسطها 12 شهيدا و23 جريحاً، وجنوب الضفة 44 شهيداً و103 جرحى.

احصائيات الضحايا حسب الجنس تمثلت بـ 16 أنثى و244 ذكرا موزعين على النحو التالي: في شمال الضفة 12 انثى و76 ذكرا بينما وسطها 3 انثى و32 ذكرا وجنوبها 11 انثى و136 ذكرا.

وأشار أن الاطفال كان لهم النصيب الأكبر من بين ضحايا الالغام والمخلفات الحربية، حيث استشهد 38 طفلاً وأصيب 81 جريحاً موزعين على النحو التالي:

ما بين عامي 1967 و 1976: 9 شهداء و18 جريحا
ما بين عامي 1977 و 1986 : 6 شهداء و3 جرحى
ما بين عامي 1987 و 1996 : 4 شهداء و9 جرحى
ما بين عامي 1997 و 2006 : 13 شهيدا و41 جريحا
ما بين عامي 2007 و2013 : 6 شهداء و10 جرحى