الحسيني يستقبل وفد الجالية الفلسطينية الامريكية في مدينة القدس
نشر بتاريخ: 08/04/2013 ( آخر تحديث: 08/04/2013 الساعة: 19:51 )
القدس - معا - إستقبل وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني اليوم الاثنين، في مدينة القدس وفد الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الامريكية الذي يزور فلسطين لاستعراض الاوضاع، وبحث آليات الدعم الممكن تقديمها لابناء الشعب الفلسطيني، مستعرضا الاوضاع الفلسطينية عامة ومدينة القدس على وجه الخصوص، وما يكابده أهلها من معاناة جراء الممارسات الاسرائيلية اللانسانية وتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات الثنائية والعلاقات مع العالم العربي والاسلامي من خلال الانتهاكات المتكررة لحرمات الاماكن المقدسة واقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصى المبارك والمدعومين من الحكومة الاسرائيلية ، وتوسيع رقعة الاستيطان بكافة أشكاله وعدم الكف عن الحفريات اسفل البلدة القديمة والمسجد الاقصى والعمل على تغيير معالم المدينة المقدسة في محاولة مكشوفة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق وخلق وقائع جديدة تهدف الى قطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة وسلخ مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي .
وأشار الى التغلغل الاستعماري الجديد في المنطقة العربية وتكالبه على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وطمس أوجه المعالم التي تعبر عن عراقة وعظمة الحضارة العربية والاسلامية وتؤكد على وجودنا وتاريخنا وتراثنا، موضحا ان القضية الان لم تعد صراعا فلسطيينا اسرائيليا انما هي قضية الامة بأكملها والتي بدأهذا الاستعمار العبث بها للسيطرة على مقدراتها دون اية خسائر تذكر من الاستعمارين .
وأكد الحسيني ان استباحة المسجد الاقصى المبارك وتقسيم الارض الفلسطينية عبر المستوطنات وجدار الفصل وسياسة الاعتقالات وكسر معنويات الاسرى وهدم المنازل وتشريد الفلسطينين ما هو الا جزء من مخطط مدروس مرتبط بما يجري في الساحة العربية، ما يدعو الى وقفة عربية جدية وجادة بعيدة عن لغة الاستجداء والاستعانة بمجلس الامن والاعداد الجيد لمقارعة الاحتلال ودحره عن الارض الفلسطينية وافشال المؤامرات الدولية الاستعمارية في المنطقة العربية ، موضحا ان الزيارات العربية المتكررة لفلسطين والقدس تحديدا جزء من هذا الاعداد الذي يؤدي الى الحفاظ على الوجود الفلسطيني شعبا وارضا .
بدوره اوضح مفتي القدس والديار الفلسطينية للوفد الاهداف الكامنة وراء اقتحامات سلطات الاحتلال وانتهاكاتها في المسجد الاقصى المبارك في محاولة لا قدر الله سبحانه وتعالى لهدمه وبناء الهيكل المزعزم على أنقاضة ، منوها الى التجربة السابقة التي جرت في الحرم الابراهيمي الشريف حيث تقسيمه بين المسلمين واليهود، مبينا ان هذة الاقتحامات تدلل على بدء التقسيم الزمني لقبلة المسلمين الاولى تمهيدا لاقدر الله الى تقسيمه مكانا .
ودعا المفتي الاشقاء الى نقل رسالة من الشعب الفلسطيني رئيسا وقيادة وشعبا الى جميع الجاليات العربية بضرورة تكثيف الزيارات الى فلسطين والقدس تحديدا لما لها من اهمية في دعم وتعزيز صمود هذا الشعب الذي يناضل ويكابد منذ أكثر من ستة عقود خلت، منوها الى الفتوى الشرعية التي جرى توزيعها على السفارات الفلسطينية في الخارج والتي توضح أهمية هذة الزيارات وتبين محاذيرها وتؤكد على طبيعتها الشرعية والدينية والوطنية .
من ناحيته استعرض الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاعلى لوفد الجالية الفلسطينية الخطوات التي تقوم بها دائرته من ترميم واصلاحات في باحات المسجد الاقصى المبارك وأهمية الرعاية الاردنية لهذا المكان المقدس، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تشتد فيه الاخطار وتتوسع دائرة الاطماع فيه، مؤكدا ان الشعبين الفلسطيني والاردني أخذا على عاتقهما تحمل المسؤولية والوقوف في خط الدفاع الاول عن قبلة المسلمين الاولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، داعيا الاشقاء العرب الى اهتمام أكبر ومضاعفة ما يمكن تقديمه من دعم للمدينة المقدسة ومقدساتها وأهلها المرابطين وعموم أبناء الشعب الفلسطيني .
بدوره أكد منسق الوفد الدكتور سنان شقديح التزام الوفد برؤية القيادة الفلسطينية وتمسك أبناء الجالية الفلسطينية بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني والالتفاف حول القيادة الشرعية ومواقفها الثابتة من اجل نيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة بعاصمتها الابدية مدينة القدس .
وقال ان الزيارة تهدف الى استطلاع وبحث آليات العمل المشتركة والمساهمة في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني وتقديم ما يمكن تقديمة من أجل تعزيز صموده ودعم مقاومته وصولا الى الاهداف المرجوة، موضحا ان وفده يمثل قطاعات مختلفة من ابناء الجالية الفلسطينية الامريكية ولديهم من الامكانيات ما يمكن ان تساعد في تحقيق الاهداف الفلسطينية وتساهم في عملية بناء الدولة القادمة .
واستعرض شقديح بعض من المشاريع الممكن تنفيذها في الوقت الراهن كالتزام الوفد بتقديم المعدات اللازمة لانشاء مختبر حاسوب في جامعة القدس والتنسيق لاقامة مؤتمر موسع للشبيبة الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة العام القادم في مدينة القدس باعتبارها العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية المستقلة منوها الى مشاريع اخرى تقترحها المؤسسات المقدسية والتي يمكن تقديم الدعم لها والنهوض بها كنواة لهذة الدولة القادمة .
وكان الوفد قد وصل فلسطين منذ بضعة ايام والتقى الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) وعدد من القيادة الفلسطينية ويندرج في برنامجه زيارة محافظات اخرى لاستطلاع الاوضاع فيها . ويضم في عضويته اضافة الى ادكتور شقديح كل من عقاب حسن مستشار محافظ شيكاغو والناشر والاعلامي محمد صيام والمحامية الامريكية كارين بيننغتون وقد زاروا اضافة الى المسجد الاقصى المبارك البلدة القديمة وكنيسة القيامة والتقوا بمقدسيين خلال الجولة التي اصطحبهم فيها الوزير الحسيني .