السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

شارك فيها أكثر من 20 إذاعة محلية في غزة والضفة... كتلة الصحفي تنظم موجة موحدة تضامناً مع المختطف جونسون

نشر بتاريخ: 29/03/2007 ( آخر تحديث: 29/03/2007 الساعة: 12:55 )
غزة- معا- نظمت كتلة الصحفي الفلسطيني، موجة موحدة بين عدد كبير من الإذاعات المحلية في قطاع غزة والضفة الغربية، امتدت لساعتين من الزمن، وذلك لتسليط الضوء على خطورة تفشي ظاهرة اختطاف الصحفيين الأجانب، والمطالبة بضرورة إطلاق سراح مراسل هيئة الإذاعة البريطانية آلان جونسون المختطف منذ أكثر من أسبوعين بغزة.

وقد استضافت إذاعة الأقصى المحلية -مقر الموجة الموحدة- عدداً من الشخصيات الإعلامية والحقوقية والحكومية، وشارك في هذه الموجة الموحدة عدداً من الإذاعات المحلية في قطاع غزة هي: الأقصى، القدس، الإيمان، الأقصى مباشر، غزة أف أم، ألوان، بينما شارك من الإذاعات المحلية في الضفة الغربية شبكة الإذاعات المحلية المتحدة "نور", والتي تضم راديو نغم, وكل الناس, وراديو البلد, ومنبر الحرية, والقمر وايزيس, وشبكة "معا" الإذاعية, والتي تضم أكثر من عشرة إذاعات محلية, وأدار الموجة الموحدة المذيع يونس أبو جراد من إذاعة صوت الأقصى والمذيع محمد قنيطة من إذاعة صوت القدس.

* حجم الكارثة

ومَثل كتلة الصحفي الفلسطيني خلال الموجة الأستاذ وسام عفيفة, الذي عبر عن أسف الكتلة لهذا الحادث الذي رأى فيه إساءة للشعب الفلسطيني وصورة فلسطين المشرقة, وقال:" هذه الحادثة غيرت الصورة لدى الصحفيين في العالم, ولا يمكن أن ننكر حجم الكارثة التي يمكن أن تسببها هذه الحادثة".

وشدد عفيفة على أن كتلة الصحفي ستواصل فعالياتها حتى يتم الإفراج عن الصحفي البريطاني ألن جونستون، لافتا إلى أن فكرة البث الموحد جزء من الجهد الذي تحاول أن تقدمه كتلة الصحفي في هذه القضية.

وعبر الصحفي عفيفة, عن أمله بأن ترتقي قضية الصحفي المختطف إلى حوار بين الفصائل, بحيث يكون هناك اتفاق على غرار "اتفاق مكة" يُقر فيه خطوات عملية لإزالة كل غطاء تنظيمي أو عائلي أو أمني عن العناصر التي تقوم بمثل هذه الأعمال.

وأضاف أن غياب قوة الردع والتغطية على الخاطفين بل تلبية مطالبهم في بعض الأحيان هي التي شجعتهم على المضي في هذه السياسة".

وتابع ممثل كتلة الصحفي الفلسطيني قوله:" في حال لم يتم الكشف عن الخاطفين فإنه يصبح على عاتق الصحفيين الكشف عنهم لا سيما وأن عمل الصحفيين هو البحث عن الحقيقة, ولتكن الحقيقة التي تخصهم أولى من أي حقيقة يبحثوا عنها".

وشدد على أن هناك أطراف تضررت مصالحها تخشى من الصحافة فتقوم بهذه الأعمال, وقال:" نعلم أن العديد من الزملاء تعرضوا للاعتداء لمجرد أنه كشف حقيقة ما أو ذكر اسم مسؤول قام بخلل معين".

* دور الإذاعات

بدوره تحدث مدير إذاعة الإيمان, محمد أبو شرخ, عن الدور الذي تقوم به الإذاعات المحلية في توعية المجتمع الفلسطيني بأهمية وجود صحافة أجنبية في الأراضي المحتلة خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي, وقائلاً:" ان الإذاعات المحلية لا تملك أسلحة إنما تملك صوت وأثير وعندما تفتح هذا الأثير لمناقشة هذه المواضيع فإنها تقوم بالدور المطلوب منها".

وأكد أبو شرخ على أن مسؤولية عمليات الاختطاف لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية لوحدها, موضحا أن المسؤولية مشتركة سواء فصائل أو مؤسسات حكومية أو غير حكومية أو مؤسسات إعلامية, وعليها جميعا أن تكثف من الجهود لمنع ووقف هذه العمليات.

وذكر أن توحد الصحفيين هو الذي سيخلق منهم سلطة, وقال:" كلما بقي الجسم الصحفي مهترئ منفصل يمثل تيارات متحاربة ومتفرقة, فمن السهل جدا أن يدهس على الصحفيين".

* هجمة شرسة

وبدوره، أشاد مدير تحرير وكالة "رامتان للأنباء", شهدي الكاشف, بدور كتلة الصحفي الفلسطيني وإذاعة الأقصى وجميع الإذاعات على مبادرة الموجة الموحدة.

وردا على ما يُسمى بـ"ثقافة الاختطاف", علق الكاشف, أن هذا المسمى لا يمكن أن يوصف به الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات وناضل على مدار سنوات طويلة وكان الصحفي جزء من هذا النضال, مضيفا أنه "من العار أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هجمة شرسة تشنها علينا كل قوى الظلام بما يتعلق بمنع وصول أصواتنا للعالم".

وانتقل للحديث عن الصحفي المختطف ألان جونستون حيث, قائلاً:" ألان جونستون واحد من أهم الصحفيين الدوليين الذين رفضوا مغادرة قطاع غزة في أحلك الظروف وأصعبها, حتى كانت تفرض عليهم السفارة البريطانية قرارا بالمغادرة من قطاع غزة كان يرفض ذلك ويفضل البقاء في القطاع, وكان في أحداث الاقتتال الداخلي ينقل صورة شعب فلسطين المناضل المقاوم من أجل وقف حالة الفلتان الأمني".

واستنكر الكاشف وقوع هذا الحادث في ظل تعدد السلطات في المجتمع, ووجود أحزاب قوية وتنظيمات كبيرة أثبتت وجودها أمام الاحتلال, وأضاف " هذا البلد لم يحكم دوما إلا من قبل أبناؤه وشعبه ومقاومته, فالأجهزة الأمنية اليوم بحاجة إلى إثبات موقف وكذلك وجهاء البلد الذين شاركوا في حل العديد من المشاكل مطالبين أيضا كما غيرهم من الفصائل والقوى بإثبات موقف من هذه القضية".

* الحماية المجتمعية

من جهته، كشف مدير مكتب هيئة الإذاعة البريطانية بغزة فايد أبو شمالة أنه قام بزيارة وزير الداخلية الأستاذ هاني القواسمي, موضحاً أن الوزير أكد له خلال الزيارة أن وزارة الداخلية لا تتوقف عن العمل بشكل مكثف من أجل إطلاق سراح ألان جونستون.

وعبر أبو شمالة عن أمله في أن يتم إطلاق سراح الصحفي البريطاني المختطف في أقرب وقت ممكن، وقال: "في الوقت الذي نشكر فيه جميع الجهات المسئولة على تطميناتها وجهودها الطيبة التي تبذلها"، وتابع" نحن في هيئة الإذاعة البريطانية نحب أن نرى ألان جونستون مفرجا عنه ويعود إلى أهله وعمله وأن يقوم بالدور الذي اختار أن يلعبه رغم كل الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة".

ولم يخف أبو شمالة قلقه على سلامة جونستون الذي مر أكثر من أسبوعين على اختطافه دون الحصول على أي معلومة دقيقة عن الجهة التي تحتجزه. وحث جميع الأطراف المسئولة والمعنية على القيام بواجباتها ومسئولياتها في هذا الاتجاه.

وحول سبل حماية الصحفيين أشار أبو شمالة إلى أن الحماية المجتمعية هي المطلوبة أولاً وليس تواجد مسلحين حوله, معتبرا انه في حال الوصول إلى هذا المستوى فلن يستطيع الصحفي أن يقوم بأعماله بالشكل المطلوب.

وطالب الجميع بمضاعفة الجهود لضمان الإفراج عن الزميل جونستون، موجهاً شكره لجميع الصحفيين الذين أثبتوا أنهم على قدر المسئولية وقاموا بكل هذه الجهود من أجل إثارة هذه القضية, وأثنى على الجهود التي تقوم بها كتلة الصحفي الفلسطيني وإذاعة صوت الأقصى في هذا الإطار.

* حالة فوضى

وبدوره عبر الصحفي سيف الدين شاهين من منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عن استنكاره الشديد لاستمرار عملية الاختطاف, كما استنكر مواقف الجهات الرسمية الفلسطينية المتقاعسة, وقال: مواقف الجهات الرسمية تكاد تصل إلى التواطؤ مع ما يجري من حالة فوضى بشكل عام وتحديدا في ملف اختطاف جونستون والذي يفترض أن ينتهي منذ بدأ"، على حد قوله.

واعتبر شاهين أن عملية الاختطاف تمثل تحدي لكل المجتمع الفلسطيني وللرئاسة والحكومة ووزارة الداخلية وأجهزة الأمن, وطالب جميع المسئولين القيام بخطوات جادة حيال هذه القضية والقيام بمهامها وواجبها وفق ما ينص عليه القانون الأساسي والدستور بأنها المسئولة عن أمن المواطن والرعايا الأجانب بما فيهم الصحفيين.

وأكد على ضرورة أن يواصل الصحفيون الالتفاف حول هذه القضية وتجديد أشكال التصعيد للضغط على كل من يعنيهم الأمر, كاشفا عن عزم الصحفيين تصعيد احتجاجاتهم في المرحلة القادمة للبحث عن سبل كفيل بالتأثير الجاد والحقيقي والضاغط على صانعي القرار.

* العدو الأسهل

من ناحيته اعتبر عماد عيد مراسل قناة المنار الفضائية أن عملية خطف ألان جونستون رسالة لجميع الفلسطينيين مفادها أن هناك فئة تريد أن تدمر الوحدة الوطنية وتريد أن تقول أن هناك فوضى وأننا موجودون فافعلوا ما تشاءون بعدما استبشر المواطنون خيرا بحكومة الوحدة الوطنية.

وعن توجيه الاتهام دوما إلى مجهولين قال عيد " ربما الصحفيون يجدون أن العدو الأسهل لهم هو "مجهولون", لأننا إذا أردنا أن نوجه أصابع الاتهام إلى جهة ما, فنحن نقع في دائرة الاعتداءات هذه, فيجد الصحفي والمواطن والجهاز الأمني الفلسطيني أن من الأسهل عليه أن يقول مجهولون نفذوا هذه العملية".

وأضاف عيد "لا شيء مجهول في قطاع غزة بحكم مساحته الصغيرة كذلك عمليات الخطف المتبادل بين حركة فتح وحماس في الأحداث الأخيرة ومعرفة الخاطفين على وجه السرعة أثبت ذلك أيضا, فالفاعلون معروفون".

وعبر عن اعتقاده بأن الأجهزة الأمنية تملك معلومات عن الجهة الخاطفة وربما تتفاوض معهم, لكن ليس للصحفي الفلسطيني في هذه المرحلة على الأقل أن يعرف الكثير.

* بدايات الخطف

أما الكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور إبراهيم الحمامي فقد أشار إلى أن اختطاف الصحفيين قضية تشوه نضال الشعب الفلسطيني وتظهره كأنه شعب لا يريد التعامل مع العالم. واسترجع الحمامي بدايات هذه الظاهرة خلال صيف 2004 عندما قام بعض المسئولين في السلطة بعملية تمرد على الرئيس عرفات, حيث اختطف يومها 9 أجانب, لاستغلالهم في ذلك الوقت.

وعن كيفية تعامل الصحف البريطانية مع حادث الاختطاف قال " هناك فهم بشكل عام لطبيعة الشعب الفلسطيني وهناك مقارنة لعمليات الاختطاف التي تحدث في قطاع غزة والتي لم تسفر حتى الآن عن أي ضحايا, وما يتم على سبيل المثال في العراق "، موضحاً أن الجميع أجمع على أن هذه الحوادث شاذة ولا تمت للشعب الفلسطيني بصلة, وأنها عادة ما تكون مسيسة لأهداف معينة".

* تقصير رسمي

وكيل مساعد وزارة الإعلام الدكتور حسن أبو حشيش أكد وخلال حديث له أن الشعب الفلسطيني وكافة قواه الحية والمؤسسات الأهلية والرسمية في تحدي خطير ومستمر, مشددا على وجود عجز واضح من قبل الجهات الرسمية والحكومية حيال هذه القضية وغيرها من القضايا, وأضاف " أن العديد من الأجهزة الأمنية التي ينضوي تحتها الآلاف من الأفراد لا يستطيعون أن يوفقوا المهزلة ". وحمل الوكيل المساعد الحكومة والرئاسة والفصائل مسئولية استمرار هذه المهزلة بحق جونستون.

وأوضح د. أبو حشيش أن التناقضات السياسية والتشابكات الأمنية وعدم الاستقرار السياسي حتى بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هي سبب في أن يكون هناك عجز لدى وزارة الداخلية والإعلام ورئاسة الوزراء ورئاسة السلطة وغيرها؛ لأن المسألة الفلسطينية معقدة ومتشابكة, وفيها الكثير من الحسابات العائلية والفصائلية والأمنية والإقليمية.

* ضوء أحمر

من جانبه أكد حسن جبر عضو لجنة حماية الصحفيين في نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الصحفيين دائما بحاجة لحماية من حالة الفلتان الأمني التي تسود الأراضي الفلسطينية, وقال: باستطاعتنا كصحفيين وقوى وأحزاب ومؤسسات وسلطة أن نفعل شيئا من أجل إطلاق سراح الصحفي المختطف, ويمكن عمل الكثير, وأن ما تم عمله حتى الآن غير كافي".

وشدد على ضرورة أن يشعل هذا الحادث ضوءا أحمر للتحرك لإعادة الهيبة للصحفيين واحترامهم وتقديرهم, وقال: هذا يتطلب عمل فاعل من كل الأجسام الصحفية والمؤسسات الإعلامية, ويجب أن يكون لدينا نقابة قوية تستطيع أن تحمينا وتدافع عنا وتأخذ بيد الصحفي الفلسطيني والأجنبي إلى بر الأمان والسلام", معبرا عن خشيته من أن تتوسع دائرة الخطف لتشمل صحفيين محليين عاملين في المؤسسات الإعلامية.

وكشف جبر عن وجود توجه وسعي من نقابة الصحفيين لعقد انتخابات للنقابة بداية شهر أيلول القادم, داعيا جميع الكتل والصحفيين والمؤسسات الإعلامية للعمل بجد ومهنية عالية من أجل الإصرار على عقد انتخابات عاجلة لنقابة الصحفيين أسوة بباقي النقابات العاملة في الأراضي الفلسطينية.