خطة كيري لاستئناف المفاوضات .. انجاز حل الصراع
نشر بتاريخ: 10/04/2013 ( آخر تحديث: 11/04/2013 الساعة: 09:02 )
بيت لحم - معا - يحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جلب إسرائيل والفلسطينيين للقاء رباعي في العاصمة الأردنية عمان لكنه تلقى جوابا سلبيا ومطلقا على الأقل في الوقت الحالي من الرئيس الفلسطيني أبو مازن الذي قال لضيفه الأمريكي خلال اجتماعهما الأحد بأنه لن يذهب إلى أية مفاوضات أو لقاءات لا في عمان ولا أي مكان أخر قبل أن تقوم إسرائيل بخطوات جدية وذات مغزى وحتى يغيظ إسرائيل ويرفع من مستوى التحدي للولايات المتحدة أعلن أبو مازن بشكل علني بأنه يطالب إسرائيل بعرض خارطة التسوية التي تراها علما بأنه يعلم تمام العلم بأنه لا وجود لهذه الخارطة وفقا لما قاله يوم الثلاثاء المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان في مقال تحت عنوان "خطة كيري".
ويعتبر اللقاء الرباعي في عمان مرحلة أساسية في كتاب"خطة الحرب" التي وضعها كيري لنفسه وهي خطة منظمة ومرتبة تهدف إلى الحصول على موافقة الطرفين على غالبية الشروط السياسية التي ترى فيها الولايات المتحدة أساسا وقاعدة للتسوية السياسية، لكن الفصل الأخير في كتاب حرب كيري لم يكتب بعد والذي يتوقع ان يحتوي خلاصة جهوده وتوصياته التي سيرفعها للرئيس الأمريكي اوباما حتى يقرر إمكانية وجود فرصة لتحقيق السلام بين الطرفين وبالتالي يطرح خطة أو مبادرة رئاسية او يتخذ قرارا بوقف الجهود الأمريكية ويترك العملية السياسية تخبو وتذوي كما أضاف فيشمان.
ونقل فيشمان عن مصادر في الخارجية الأمريكية قولها بان جهود كيري ستستمر لستة أشهر يزور خلالها المنطقة كل عدة أسابيع حتى ينال دعم البيت الأبيض، وقد غير كيري طاقمه وقرب منه رجل مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي حل مكان دينس روس، فيل غوردون الذي من المتوقع أن يصل إسرائيل يوم اليوم الأربعاء في زيارة عمل هي الأولى في سياق مهمته الجديدة.
ووفقا لخطة كيري يعتبر اللقاء الرباعي نهاية المرحلة التحضيرية وبداية مرحلة الاتصالات والمفاوضات العملية واختيار الأردن لم يكن صدفة بل تهدف إلى خلق أجواء ومشاعر من الجدية والأهمية لدى شعوب المنطقة والعالم، إضافة إلى المصلحة الأمريكية الكبيرة في تعزيز وتقوية العلاقات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ومثل هذا اللقاء سيعكس مدى وعمق التدخل الأردني في مفاوضات السلام كما يمكن للأردن أن يكون عامود البيت الأساسي في مجموعة الدول العربية المعتدلة.
وقال فيشمان: "حاليا وحتى قبل بداية المرحلة الأولى وضع الفلسطينيون برفضهم اللقاء أول العقبات أمام الخطة وان لم تكن أكبرها وحتى يتمكن كيري من التغلب على العقبة الفلسطينية يحاول الحصول على موافقة إسرائيلية تتعلق بسلسلة من خطوات بناء الثقة التي من شأنها أن تقود ابو مازن إلى عمان وحضور اللقاء الرباعي".
وسبق لإسرائيل أن تعهدت بتحويل أموال الضرائب الفلسطينية لكن الأمريكيين ينتظرون منها مزيدا من الخطوات التي سيبقى بعضها سريا مثل الطلب من إسرائيل تقييد البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى مقابل تعهد الفلسطينيين بعدم التوجه للأمم المتحدة بمبادرات جديدة خلال الأشهر القريبة القادمة على الأقل.
وأضاف فيشمان:" إذا تجاوز كيري مرحلة خطوات بناء الثقة بنجاح فانه سينتقل للمرحلة الثانية والمتمثلة بعقد القمة في العاصمة الأردنية والتي ستشهد باكورة الجهود الأمريكية الهادفة إلى جسر الهوة بين مواقف الطرفين فيما يتعلق بالقضايا الأساسية، وفعلا بدا كيري بتلمس الوضع لمعرفة إمكانية وكيفية جسر الهوة بين الأطراف فيما يتعلق بقضايا الأمن والحدود.
وفي هذه القضية بالذات قالت مصادر في الخارجية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تحمل خطة لم تكشف النقاب عنها حتى ألان لا ينتظر من الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتركيبتها الحالية التعامل معها وتفترض الخطة الأمريكية إمكانية اتفاق الإطراف فورا، والان على 80% من مساحة الأرض التي يقطن غالبيتها الفلسطينيين فقط وتصل نسبتهم فيها إلى 94% حتى حسب المصادر الإسرائيلية ما يعني واقعيا تسليم الفلسطينيين في هذه المرحلة كامل المنطقة المصنفة "C "بشرط أن تبقى منزوعة السلاح.
ويظهر في خطة كيري فصلا جديدا يحمل عنوان " إنشاء مجموعة دعم" تضم السعودية، تركيا، الأردن، دول الخليج، دولا في شمال إفريقيا، تشكل دعما وغطاء للسلطة الفلسطينية من جانب وتقوم ببعض اللفتات اتجاه إسرائيل من الجانب الأخر، وانطلاقا من روح مبادرة السلام العربية ستلعب مجموعة الدعم هذه دورا هاما في الحوار الإقليمي الذي سيتناول الموضوع السوري والإيراني والاستقرار في الأردن تلك المواضيع التي تتضمن مصالح إسرائيلية كبيرة حسب تعبير فيشمان.