الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس بلدية القدس الاسبق تيدي كولك كان جاسوسا للانتداب البريطاني

نشر بتاريخ: 29/03/2007 ( آخر تحديث: 29/03/2007 الساعة: 21:19 )
بيت لحم- معا-عمل رئيس بلدية القدس الاسبق تيدي كولك والذي يعتبر في نظر الكثيرين " اب القدس " طيلة السنوات الاربعين جاسوسا لصالح الاستخبارات البريطانية .

جاء ذلك في وثائق سرية جدا سمح بنشرها اخيرا , اكدت ان كولك عمل نقطة مركزية في شبكة تجسسية تعمل لصالح الانتداب البريطاني الذي كان يخوض حربا ضد منظمة الايتسل والليحي اليهوديتين .

واضافت صحيفة يديعوت احرونوت التي اوردت النبأ ان كولك الذي توفي قبل ثلاثة اشهر زود الاستخبارات البريطانية بمعلومات غاية في الحساسية سواء من حيث النوع او الكم تتعلق بالبنية التنظيمية للمنظمتين المذكورتين والعمليات التي كانتا تخططان لتنفيذها ومخازن الاسلحة ومعسكرات التدريب .

كما وعمل كولك دون نجاح على تسليم قائد منظمة الايتسيل مناحم بيغن لسلطات الامن البريطانية بحجة انه يشكل خطرا على المملكة المتحدة اضافة الى تسببه في اعتقال العشرات من نشطاء المنظمات اليهودية ومصادرة كميات كثيرة من الاسلحة واحباط العديد من العمليات .

وشغل كولك في ذلك الوقت منصب رئيس قسم المهمات الخاصة ونائب رئيس جهاز المخابرات التابع للوكالة اليهودية وعمد الى تسليم المعلومات التي بحوزته للسلطات البريطانية في اطار الصراع الدائر بين رؤساء الاستيطان اليهودي وزعماء منظمة ايتسيل وليحي في ذلك الوقت .

وكتب رئيس المخابرات البريطانية انذال في مذكرة سرية بان البريطانيين مرتبطين بتيدي كولك في حربهم ضد الارهاب الصهيوني في اشارة الى دور الاخير المركزي في التجسس لصالح بريطانيا.

وافشى كولك خلال اجتماع مع مشغله في المخابرات البريطانية الذي عقد يوم 10/8/1945 عن مكان معسكر تدريب تابع لمنظمة ايتسيل وقال لمشغله "ستكون فكرة رائعة ان تقوموا بمداهمة المكان الذي اخبرتكم عنه وبعد فترة وجيزة من الاجتماع داهمت قوات بريطانية كبيرة المكان الذي اشار كولك اليه واعتقلت 27 مقاتلا من منظمة ايتسيل بينهم ثلاث نساء وبعض كبار قادة المنظمة الذين كانت تطاردهم اجهزة الامن البريطانية لفترة طويلة اضافة الى مصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر مما شكل ضربة كبيرة لمنظمة ايتسيل.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد توجهت لسفارة اسرائيل قبل عام حين اعلنت المخابرات البريطانية عن نيتها كشف وثائقها القديمة وابلغت السفير الاسرائيلي عن مفاجآت كثيرة قد يكشفها الملف رقم 66968 المتعلق بارتباطات كولك بالاستخبارات البريطانية .

وتقدمت السفارة الاسرائيلية بطلب خاص يقضي بعدم فتح الملف طالما بقي كولك على قيد الحياة الامر الذي استجابت له الخارجية البريطانية وعملت على شطب اي دليل على جاسوسية كولك من الوثائق الاخرى التي سمح بنشرها لكن اسم كولك ظهر في العديد منها بشكل واضح تحت تصنيف " مصدر استخباري ".

لكن عمليات شطب الادلة التي تدين كولك لم تكن بالمستوى المطلوب حيث ظهر في الوثائق التي جرى شطب بعض المعلومات منها ملاحظة هامة تقول " بان الوثائق الاصلية لم تتعرض لعمليات الشطب ويمكن ايجادها في ملف تيدي كولك الشخصي ".

قول ابن كولك عاموس في معرض رده على نشر الوثائق البريطانية " والذي لم يتحدث مطلقا عن طبيعة عمله في تلك الفترة ".

ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت صورة عن وثيقة بريطانية عبارة عن تقرير استخباري قدمه كولك لمشغله في المخابرات البريطانية مؤرخة منذ عام 1945 .