الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أطفال غزة ... تختبئ ملامحهم البريئة وراء الفقر

نشر بتاريخ: 13/04/2013 ( آخر تحديث: 13/04/2013 الساعة: 11:00 )
غزة – تقرير معا - أطفال في عمر الزهور لا تزيد أعمارهم عن عشر سنوات، تختفي ملامحهم البريئة خلف الظروف المروعة التي يعيشوها، والتي أجبرتهم على التخلي عن المدرسة واللعب، والتخلي عن طفولتهم سعياً وراء لقمة العيش بشروط السوق، مشهد بات مألوفا لكل عابر طريق في معظم محافظات قطاع غزة.

الأطفال الباعة هم الطبقة الأدنى من طبقة الكادحين الباحثين عن كسب قوت يومهم، وعادة ما تكون بضاعتهم بسيطة ورأس مالهم قليل، وسقف ربحهم منخفض.

مصطفى العصار "12عاما" واحد من مئات الباعة الأطفال المتجولين في غزة، يقول لـ معا:"أبيع السجائر منذ أكثر من عام ونصف، حيث أخرجني والدي من المدرسة منذ الصف الثالث الابتدائي من العمل، اخرج للعمل منذ الصباح الباكر، حيث أبيع السجائر على طريق النصيرات الرئيسي للسائقين والركاب وبعض المارة".|212632|

وأوضح مصطفى "يعطيني والدي يومياً ما بين 5 إلى 8 شيكل حسب البيع، وهو يأخذ باقي المبلغ ليصرف على البيت. إنه عمل جيد في ظل عدم وجود أي عمل آخر لي ولوالدي".

والد الطفل مصطفى لا ينفي مسؤولية الفقر عن عمل ابنه ويعترف أن لديه طفلان آخران يعملان في حرف أخرى، ويلقي باللوم على المجتمع والفقر.

ويضيف الوالد:"أنا أيضا مضطر للبيع بالطرقات والسير عبر الشوارع لأكثر من ثماني ساعات يومياً، لالتقط رزقي ورزق أولادي، أبيع السجائر أيضا ولكن بواسطة عربة متحركة، فانا أخاف شرطة الجمارك التي تلحقنا باستمرار".

وأشار الى انه يعيل 7 أبناء أكبرهم في سن 15، مصرحا أن 3 من أبنائه يعملون في بيع السجائر في مناطق مختلفة، وجميعهم يتنقلون على أقدامهم عبر الطرقات الرئيسية داخل مخيم النصيرات لبيع الدخان.

حال مصطفى لا يختلف عن غيره من أطفال المخيمات بشكل خاص، الطفل محمد الهور "15عاما" احد باعة الشاي والقهوة على موقف السيارات الخاص مخيم النصيرات يقول:"استيقظ منذ السادسة صباحاً احمل إبريقي الشاي والقهوة واذهب لموقف السيارات، يشتري مني الكثير في الصباح من سائقي السيارات وطلاب الجامعات المتوجهين لجامعاتهم".|212631|

ويؤكد الهور انه مجبر على العمل نتيجة الظروف القاسية التي تعيشها عائلته، ونظرا لفقر أسرته الشديد، إذ أن والد محمد رجل مسن لا يستطيع لعمل، وعائلته مكونة من 5 أفراد باستثناء الوالدين، جميعم صغار السن ما زالوا في سن مبكر على العمل.

ويشير الهور إلى المعاناة التي يعانيها في عمله، إذ يتحمل محمد عبء حمل إبريقين كبيرين لمدة طويلة ولمسافات كبيرة، بالإضافة إلى اضطراره للعمل في البرد والحر الشديدين.

وقال الهور:"المنافسون في تزايد، حيث أتفاجا من الحين للأخر بأطفال يبيعون الشاي والقهوة في الموقف الذي تعودت على أبيع فيه، حيث اكتشف باستمرار وجوه جديدة".

ولم يقتصر تجول الباعة من الأطفال على موقف سيارات مخيم النصيرات، بل امتد المشهد ليشمل بعض مخيمات ومدن القطاع.

بدوره أكد محمد أبو عميرة الأخصائي الاجتماعي أن السبب في وجود مثل هذا المشهد في بعض مدن ومخيمات القطاع يرجع لسببين هما الفقر والأمية، مشيراً إلى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في غزة.

وأشار أبو عميرة إلى تفاقم الظاهرة في الآونة الأخيرة دون ضابط ولا رابط، الشيء الذي يدعو الانتباه إليها ليس لأنها مشكلة إنسانية، بل لأنها تمس أطفال القطاع، كما وتضيف أعداد جديدة إلى الأميين، حيث أن هؤلاء الأطفال هم الفئة المتسربة من التعليم.