الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز احرار يسلط الضوء على معاناة زيارة اهالي اسرى مدينة القدس

نشر بتاريخ: 15/04/2013 ( آخر تحديث: 15/04/2013 الساعة: 21:36 )
القدس - معا - يواجه أهالي الأسرى الفلسطينيين في مدينة القدس، والذين يبلغ عددهم 265 أسيراً، ظروفاً صعبة في الزيارات والتواصل مع الأسرى، وخاصة الأسرى من أصحاب الأحكام العالية.

إحدى عائلات الأسرى من مدينة القدس، هي عائلة الأسير فهمي عبيد رمضان مشاهرة، 33 عاماً، من القدس، والمعتقل منذ تاريخ: 4/9/2002، والمحكوم بالسجن 20 مؤبداً، بتهمة إيصال فدتئي وتنفيذ عملية (جيلو) قبل ثلاثة أشهر من اعتقاله.

وقد كان لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، لقاء مع زوجة الأسير مشاهرة، أم عبيدة، والتي تركها فهمي حاملاً في شهرها الثامن بعبيدة، الذي جاء على الدنيا، دون رؤية أبيه، وتاركاً ابنته زينة التي كانت تبلغ من العمر عامين.

تقول أم عبيد ل"أحرار": كانت حياتنا تمر بهدوء وسكينة ولا يوجد أي عقبات أو تشويش، إلى اللحظة التي جاء فيها عناصر من جيش الاحتلال لمكان عمل فهمي في القدس، وأخبروه أن يذهب لمقابلة المخابرات للضرورة، لتتحول فيما بعد المقابلة إلى أمر باعتقال".

وتكمل أم عبيدة: فقدنا الاتصال مع فهمي، ليتم إبلاغنا فيما بعد أنه معتقل لدى السلطات الاسرائيلية، وعندها كان الألم والفاجعة لهول الأمر، وبالطبع بقينا فترة طويلة لا نعلم عنه أي معلومات.

وبصبر جميل، تقول أم عبيدة أن جنود الاحتلال جاؤوا إليهم ليلة عيد الأضحى في عام 2004 وأخبروهم بضرورة إخلاء المبنى الذي يضم بيت الأهل وشقيق فهمي الآخر، لأنهم يريدون تفتيشه، (وهم في الواقع يريدون هدمه)، دون السماح لهم بأخذ أي المستلزمات منه.

وقد كان وقع خبر هدم المبنى أليماً على فهمي في سجنه، إلا أنه تحلى بالصبر، وكان جميع من حوله يؤنسه بما جرى.

تشير أم عبيدة أن الحكم على زوجها جاء بعد ثلاثة أعوام من اعتقاله، وكان السجن 20 مؤبداً، وهو الخبر المزعج الأليم على كل العائلة، والأمر الأصعب على الأبناء، الذين لا يعرفون معنى كل ذلك بعد، ومضت أم عبيدة صابرة محتسبة غير آبهة لما يفعله الاحتلال، الذي يستقي أحكامه من بحر الكذب الذي لا ينفد لديه أبداً.

كما تطرقت أم عبيدة في حديثها لمركز "أحرار" لمعاناة الزيارات التي تبدأ منذ الساعة الثالثة والنصف فجراً، وحتى مساء ذلك اليوم، الذي يقضيه أهالي الأسرى في التفتيشات والوقوف طويلاً على الحواجز والمعابر، بالإضافة إلى ممارسات الاحتلال ضدهم وطريقة تعاملهم الفظة.

الابنان زينة وعبيدة، واللذين يكبران يوماً بعد يوم بعيدين عن والدهما، محرومين من لقائه والاجتماع به في العيد، وفي شتى المناسبات، وحتى في فرحة شهاداتهم المدرسية، التي لا يلقون بها بالاً رغم تفوقهم، بسبب غياب والدهما عنهما.