في الصدارة ..الدوري مقدسي، العميد ينتحر، والعزال يحتضر

بقلم: وائل رمانة

لا تقبل توبة عبد وهو يغرغر "الله اكبر ..الدوري اخضر" شعار ما لبثت جماهير غزلان الجنوب تردده وهي تؤآزر فريقها طيلة دوري جوال للمحترفين، الا ان هذا الفريق الكبير بقيادة سعيد ابو الطاهر، المدين لهم بالتتويج باللقب، يظهر احيانا كانه ليس على قدر عطاء محبي غزلان الجنوب.

المحافظة الطويلة على الصدارة لم تكن حصاد نتائج كبيرة لكنها كانت حصاد نقاط فقط، فتذبذب الاداء والنتائج الباهتة صفة لازمت الفريق الاخضر في مشواره نحو اللقب، وبقاؤه مترنحا في القمة بفعل انصاف القدر ليمنحه فرصة اخيرة تحت رحمة نقاط ثلاث فاصلة، وربما النقاط الثلاث، التي تغنى بها الفريق الظهراوي بين الفينة والاخرى، اصبحت بمثابة القشة التي تشبث بها الغريق فقد باتت غير مقنعة؟!

اتساءل هل الدوري ظهراوي؟ وان كان كذلك فهل هو بسبب قوة الظاهرية ام غياب المنافس؟ توقفت عند هذه الحكمة "لا تكن المغرور فتندم، ولا تكن الواثق فتُصدم" هل اصاب المتصدر الغرور وملاحقه السابق العميد الثقة الزائدة؟

الصدارة بقيت سجالا بين كبيري الجنوب، الظاهرية وشباب الخليل، حتى احكمت الغزلان قبضتها عليها منذ الجولة الثامنة موسعة الفارق الى ست نقاط مع ملاحقه العميد قبل ان يفجر هلال اريحا مفاجأة الموسم بفوزه على الظاهرية، وتعود النقاط الثلاثة، ويهدي الشباب فرصة ذهبية بلقائه المباشر مع الظاهرية لكن كتيبة وليد فطافطة رفضت الهدية ولم تقبل الهدايا الاخرى.

الثقة الزائدة ونزف النقاط اطاحت بشباب الخليل حتى بملاحقة الظاهرية وابعدته عن المركز الثاني اثر اربع خسائر وخمسة تعادلات، بالمقابل تعرض الظاهرية لثلاث هزائم وثلاثة تعادلات.

من دافع الحرص والمحبة: اعتقد ان الشعور بالتعالي والكبرياء انتاب فريق حافظ على الصدارة طويلا والاستهانة بالمنافس، احيانا، قد يطيحان به في اخر المطاف كما اطاح به في مسابقة كأس فلسطين، لان الظاهرية قد لا يدرك خطرا يحدق به، خطر يمتلك كل العناصر القادرة على الافتكاك بفريق الظاهرية، ويبعده عن لقب لطالما سعى اليه وحلمت به جماهير الغزلان العريضة.

هلال القدس خطر انهى السجال الجنوبي بعد غفلة من شباب الخليل واصبح يتربص بالمتصدر، الظاهرية، كي يحافظ على اللقب في الرمق الاخير.
هلال القدس الفريق الاكثر ثباتاً بالمستوى والاقل خسارة في الدوري فهو على اتم الجاهزية للانقضاض على اللقب اذ يُعول على فريقي الوسط في مواجهة الظاهرية عندما يحل ضيفا على مؤسسة البيرة الساعي لتأمين الذات ويوقعه في فخ قد سقط به، سابقا، مع هلال اريحا كما يتمنى من جاره المقدسي جبل المكبر بان يعيد كَرّة الذهاب، بينما هلال القدس يتطلع الى حصد العلامة الكاملة في لقاءيه القادمين من خلال تفادي نتيجة الذهاب مع الاهلي الخليلي والفوز عليه وعلى اسلامي قلقيلية.

اللقب حليف هلال العاصمة اثر غفلة من اصحاب الصدارة لعدم تعلم الدروس واخذ العِبر، لكن ما زالت امال جماهير الغزلان كبيرة وثقتها بفريقها لا حدود لها كي يحقيق اول لقب دوري، وتبقى النقاط الثلاثة الملاذ وان لم تكن فالامال معلقة على فارق الاهداف، واختم بالتذكير بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ما تقبل توبة عبد وهو يغرغر".