الجمعة: 10/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

شجرة السدرة بغزة.. غموض وأسرار لم تكتشف

نشر بتاريخ: 16/04/2013 ( آخر تحديث: 16/04/2013 الساعة: 17:28 )
غزة-معا - لشجرة السدرة الغريبة عشرات الحكايات في قطاع غزة منها ماهو واقعي ومنها ما يبدو خرافيا، ورغم ذلك فهي تعتبر من اهم معالم القطاع التي يعتز بها المواطنون، الأمر الذي دفعهم إلى اهتمامهم بها والمحافظة عليها باعتبارها معلما اثريا، بتسجيل تاريخ الشجرة بشكل دقيق، والمراحل التي مرَّت بها كجزء من تاريخ المدينة.

عندما توجهت معا كي تزور المكان كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء لتستمع إلي حكايات وقصص تبدو من الوهلة الأولى شيئا من الخيال ولكن ما تلبث أن تسمعها لتؤمن بها وتصدقها، فمن الوهلة الأولى بدت لنا هذه الشجرة عادية جدًا وكذلك لجميع من يمر بجانبها وحولها، لكن ما إن نقترب من الناس الذين يسكنون حولها، لنتحدث معهم، حتى نكتشف العديد من القصص، والذكريات التي يحملها جيرانها.

أبو محمد منصور (40 عاما) يقول "لا أعرف عمر هذه الشجرة فكان الناس يجلسون تحتها ويقومون بتبادل القصص وأيضا كانت تعتبر من أشهر أماكن القطاع ومحط الوفود من كل المناطق لينظروا إلي غرابتها ويشاهدوها عن قرب ".
|213343|
ويتابع أبو محمد أنه منذ طفولته وهذه الشجرة موجودة حيث كانت تداول قصص بأن عمرها يبلغ ألف سنة حيث كان يأتي الناس إليها من كافة المناطق ويأخذون أوراقها كعلاج تشفيهم من الأمراض وخاصة العقم والأمراض المزمنة.

أما المواطن أبو أحمد مغاري (50 عاما) تختلف حكايته مع هذه الشجرة فيقول "تؤكل ثمار شجرة السدرة لأنها حلوة المذاق ويستخدمها الكثير من العطارين في الطب الشعبي لأنها فهي مفيدة في حالات أمراض الصدر والتنفس وهي مسهلة ومنقية للدم حيث كان الناس قديما يجففون ثمار الشجرة ويطحنوها في مطاحن خاصة بها وتناولها كشجرة مباركة تشفي من الأمراض".

أما بقية الناس فيروا حكايات كثيرة عن هذه الشجرة التي كلما تتخذ البلدية قرار بإزالتها وما أن تهم الجرافة كي تزيلها لتتكسر ويتعطل كامل عملها ولكن بعد محاولات عديدة لإزالة هذه الشجرة العجيبة إلا انها كلها باءت بالفشل ويرجح اهالى الحي لثباتها ومتانتها هو وجود قبور تحتها تعود لأولياء الصالحين.

ويروي أبو مصطفى (35 عاما) وهو أحد سكان المنطقة لمعا قصصا غريبة في محاولات اقتلاع الشجرة فيقول "كان هناك شخص كانت له قهوة تحيط بالشجرة فكانت الشجرة تتساقط أوراقها باستمرار على الأرض فحاول أن يقتلعها من مكانها ولكن لم تنجح محاولاته، وبعدها لم يستطع الرجل أن يسير على قدميه لفترة طويلة وهناك رواية أخرى تقول أن هناك من أتى بجرافة محاولا اقتلاع الشجرة ولكن كسرت كفة الجرافة".

ويوضح "جذور شجرة السدرة متأصلة بالأرض حيث تصل لحوالي 1000 له وأن أحد أقربائه كان يعاني من مرض العقم فأحضرت له بعض الورق من هذه الشجرة وما لبث فترة من الزمن إلا ليبشر بعدها بأنه سيصبح أب".

وأخيرا كل من عرف شجرة السدرة يؤكد أن هناك بالفعل قبر لولي صالح يمنع الناس من قطعها او تحسين الميدان حولها والحقيقة لتبقى هذه الشجرة معلما أثريا يكتنفه غموض لم يكتشفه أحد بعد.