ثقتنا بكم كبيرة.. مؤسسة ابداع .. حكايةتالق .. وقصة انجاز برسم الاعجاز / بقلم : عمر الجعفري

بيت لحم - معا - في العام 1969 تأسس مركز شباب الدهيشة الاجتماعي في مخيم اللاجئين الواقع الى الجنوب من بيت لحم وكانت يومها مراكز الشباب تابعة لوكالة الغوث ولا زلت وكانت هذه الوكالة تقدم الملابس الرياضية والكرات وغيرها من المستلزمات الرياضية واذكر في تلك الايام المرحوم فرانسيس راحيل مسؤول مراكز الشباب في منطقة الخليل عندما كان يأتي الى الدهيشة لمتابعة اوضاع المركز كنا في ذلك الوقت صغارا والعاملون في المركز في معظمهم من فئة الشباب كنا نحلم ان يكون لنا فريق رياضي كفريق بيت جالا المدينة الجارة للمخيم وعندما كنا نشاهد لاعبي الثقافي الساحوري او لاعبي الارثذوكسي كنا نفكر ونسأل انفسنا هل سنصبح مثلهم وهل سيصبح للدهيشة فريق كفريق كرة القدم في هذه المدن او فريق كرة السلة كفريق السالزيان او العمل الكاثوليكي او جمعية الشبان المسيحية هل سيخرج المخيم يوما شابا يلعب كرة القدم كعارف عوفة او حاتم صلاح او كرة السلة كباسل معايعة.

وكبرنا وكبرت همومنا واغلق مركز شباب الدهيشة مرات عديدة وطويلة بل قل طويلة جدا من قبل الاحتلال بحجة الارهاب وابتعدنا وبقي خالد الصيفي الذي اكبره عمرا بضع سنوات واسس مؤسسة ابداع، خالد الصيفي الذي اعطى لهذه المؤسسة وقته وماله وجهده خالد الصيفي الذي كان يغادر ابداع عند الساعة الثانية صباحا عائدا الى بيته واذكر في البدايات كيف طلب مني باعتباري معلما للجغرافيا ان أعطى لفرقة ابداع ( كانت في طور التكوين ) دروسا في جغرافية ايطاليا فقد تلقت هذه الفرقة اولى دعواتها من بعض الاصدقاء الطليان وعادت الفرقة وأقامت ابداع يومها حفلا تكريميا لكل الاشخاص والمؤسسات الذين وقفوا معها واقيم الحفل على مسرح جامعة بيت لحم ولا أبالغ اذا قلت انني لم أصدق يومها ان الفرقة التي تقدم العرض هي فرقة ابناء المخيم 0

وكبرت ابداع وكبر الهم وكثرت النشاطات وتشعبت ولا ابالغ اذا قلت ان هذه المؤسسة تشهد في بعض الايام 12 نشاطا وباعتبار خالد الصيفي رجلا رياضيا لعب كرة القدم كما لعب كرة السلة فقد كانت الفكرة من سنيين الحرمان التي عشناها ومن النظرات الفوقية التي كان البعض ينظرها لابناء المخيم وخرجت الفكرة الى حيز الوجود والقاضية بتشكيل فريق كرة سلة للمؤسسة ويكون هذا الفريق عنوانا يحتذى به فانضم الى هذا الفريق يحيى الخطيب ونادر الغلاسي من ابرز لاعبي كرة السلة في عالم بيت لحم الذي يعج بالاندية ثم جاء البطل عاصم بركات وشقيقه المخضرم منير بركات والشاب الهمام كمال الازرق وبلال الحاج مير حتى اصبح فريق ابداع ظاهرة يسلط عليها الجميع وذهب البعض الى دراسة اسباب ومسببات نجاح هذه الظاهرة كان هذا يتم في الوقت الذي يقوم فيه عاصم بركات بشكل متوازي بتشكيل فريق للناشئين يسانده يحيى الخطيب وبقية النشامى واذكر في البطولة الاولى التي نظمها فريق ابداع كيف ان الجميع بهر من حفل الافتتاح وكانت هذه البطولة تحت شعار ( لا للحصار نعم للتواصل ) وتوج فريق ابداع على عرش البطولة ولا زلت اذكر كيف ان الاحتفالات استمرت الى الصباح في المخيم الذي لم يذق طعم الفرحة في يوم من الايام وبعدها بدأ اطفال المخيم يدخلون عالم كرة السلة بشرائهم الكرات ومحاولة تقليدهم لعاصم بركات ويحيى الخطيب والوافد الجديد اياد عبد الله وبالتالي تشكلت منذ ذلك الوقت قاعدة للعبة كرة السلة في المخيم 0

وكبرت كرة السلة وكبرت ابداع وجاءت بطولة الكأس واعلنت حالة الاستنفار في المخيم وبدأ الاطفال قبل الشباب يتابعون الفريق الذي وصل الى المباراة النهائية وزحفت الجماهير الى صالة المرحوم ماجد أسعد الذي منها توج فريق ابداع في بث حي مباشر لاول مرة لحدث رياضي توج الفريق كبطل لبطولة الكأس وبكيت وبكى من حولى من الفرحة 0

وامام هذا الانجاز الذي تحقق ارتفعت الاصوات منادية اتحاد السلة بترفيع النشامى الى مصاف الدرجة الممتازة باعتبارهم اثبتوا وجودهم اسوة بالعديد من الفرق التي تم ترفيعها من قبل اتحاد كرة السلة او اتحاد كرة القدم بعد ان حققت نفس الانجاز ولعل الكثير من المقالات التي كتبت في هذا الموضوع وحتى مطالبات العديد من مسؤولي الفرق والعرائض التي وجهت للاتحاد كانت تصب في نفس الخانة لذلك نقول لفريق ابداع ثقتنا بكم كبيرة وخاصة ان من سبقوقم اثبتوا وجودهم ولا زالوا اسياد الملاعب كفريق دلاسال القدس وواد النيص والقائمة تطول والى انجاز اخر بفضل سواعدكم الفتية التي لا تعرف المستحيل 0