السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون

نشر بتاريخ: 17/04/2013 ( آخر تحديث: 17/04/2013 الساعة: 20:04 )
برشلونة في القلب الفلسطيني !

بقلم : فايز نصار

قبل مدة احتفت بلادنا برئيس نادي برشلونة الاسباني ، الذي حظي باستقبال غير مسبوق ، وصل إلى فخامة رئيس دولتنا الفتية السيد محمود عباس ، وامتد إلى كل مواقع الحراك الرياضي الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات .

وكانت الزيارة لفتة من النادي الأكثر تتويجا في السنوات المتأخرة ، بعد أشهر من قبول فلسطين في من قبل المجموعة الدولية في هيئة الأمم المتحدة ، وتشرف كل أبناء فلسطين بالزيارة ، على انها مباركة رياضية لشعب فلسطين بعد هذا الانجاز .

وفي ثنايا الزيارة التي لا تنسى اقترح رئيس النادي الكاتلوني روسيل تنظيم مباراة مشتركة بين فريق يمثل توليفة من اللاعبين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وبين فريق برشلونة بكامل نجومه ،في بادرة لجمع الطرفين على البساط الأخضر ، كبيان حسن نيه ، يمهد الطريق للقاء السياسيين .

واذكر يومها أن الضيف الكبير حصل على الرد الفلسطيني على المحل ، حين أعلن ربان السفينة الرياضية القائد جبريل الرجوب رفض المقترح ، على اعتبار أن من حق السيد روسيل اقتراح ما يراه مناسبا لجمع الطرفين ، ولكن – ويجب ان يفهم الجميع – ان من حق الرياضيين الفلسطينيين المعذبين بسبب إجراءات الاحتلال السادية إبداء رأيهم في هذا الموضوع الحساس .

يومها أعلن الأخ ابو رامي دون تردد ان الفلسطينيين لن يلتقوا مع الإسرائيليين في الملاعب الا بعد إحقاق الحقوق الفلسطينية ، وإقامة الدولة العصرية .. وقبل هذا وذاك عندما يقبل المحتلون بما توافقت عليه الأسرة الدولية الرياضية ، من الاتحاد الآسيوي الى الاتحاد الأوروبي ، وصولا الى الاتحاد الدولي لكرة القدم ، واللجنة الاولمبية الدولية ، وكلها أعلنت عدم قبولها للعراقيل الاحتلالية ، التي تنغص المشروع الرياضي الفلسطيني الكبير ، الذي أوصل العالم رسالة هذا الشعب البريء .

والحق يقال : إننا كفلسطينيين شعب حضاري ، ولم تحول آلام الاحتلال دون دوام تواصلنا مع الأحداث ، التي تترى في هذه المعمورة ، ومنها التنافس الدولي المحتدم بين الفرق المنتخبات ، في كافة الدول ، وفي مقدمة ذلك ما يحصل في اسبانيا ، التي يربط العالم العربي بها وشائج الجوار ، وتفاعلات الحضارة .

وكان للتنافس المحموم بين ريال مدريد وبرشلونة ترددات في جلسات الفلسطينيين في الوطن والشتات ، وانقسم هؤلاء – مثل الناس في كل الدنيا – في الانتماء للأبيض الملكي ، أو للبلوغرانا الكاتلوني ، في توزيع خضاري للأدوار ، بما أنعش الحراك الرياضي في بلادنا .

ولا نزيد اذا قلنا ان ما يرسمه الرسام انيستا في الملاعب ، وما يصنعه العبقري ميسي في المنافسين ، وكل مل يحققه رفاق زافي من انجازات يشعر شعبنا بالنشوة، الذي يفتخر بان كل ما يحصل حوله لا يمنعه من تحويل الشوارع الفلسطينية الى زفات أعراس كلما فاز الكتلوني في موقعة كروية ، وكلما حقق البلوغرانا انجازا جديدا .

نفتخر بأننا نحب برشلونة من قلبنا ، وبيننا من يحب ريال مدريد من قلبه ، ونتعايش في محبة الفريقين ، وتحول جلساتنا الى منتديات رياضية تساهم في دفع الحالة الرياضية الفلسطينية قدما ، وتخفف من معاناة شبابنا جراء الإجراءات الاحتلالية .

نفتخر بذلك ... وسنواصل العهدة الرياضة مع هذا البرشا الرهيب.. ولكن محبة برشلونة لن تكون أكثر من محبتنا لشباب الخليل وهلال القدس ، وتماما كما ان عشقنا للريال لن يتقدم على على عشق غزة الرياضي وخدمات رفح ، وتماما كما ان محبتنا لمنتخبنا الفدائي لن يتأخر قيد أنملة عن محبتنا لمنتخب اللاروخا .

واليوم ... وبعدما سمعنا من تكرار الرغبة البرشلونية في تنظيم المباراة ، المرفوضة بالإجماع الفلسطيني ، فاننا نتوافق على شكر السيد روسيل على مكرمته ، ونجمع على الإشادة بالمواقف الكتلونية الى جانب الحق الفلسطيني .

نشكر السيد روسيل على اقتراحه ، ولكن فليعذرنا الصديق الكاتلوني لأننا لا نساوم في هذا الأمر ، فنحن اتفقنا على عدم اللعب مع هذا الجار الثقيل حتى يعترف بحقوقنا الوطنية ، ويوقف بناء المستوطنات على ارضنا ، ويسمح لنا بممارسة طقوسنا الرياضية بكل حرية ، ويعترف بنا كشعب من حقه الحياة ، ومن حقه لعب كرة القدم ، وتشيع برشلونة بحرية .

والخلاصة أننا شعب نحب اسبانيا ، ونحب كاتلونيا ، وفريقها العتيد ، ونعترف لهذا الشعب الصديق بمكارمه ... ولن نتوقف يوما عن عشقنا البرشلوني ، ولكن ليعذرنا الصديق روسيل ، فأمر اللعب مع المحتلين مؤجل حتى ينزاح عن صدرنا احتلالهم .

والحديث ذو شجون