أسيرات محررات من غزة يخترن العودة للسجن بإرادتهن
نشر بتاريخ: 20/04/2013 ( آخر تحديث: 20/04/2013 الساعة: 13:14 )
غزة-تقرير معا - في ما كان يعرف سابقا بسجن غزة المركزي تعرضت عدة اسيرات في قطاع غزة لأصناف وأنواع شتى من العذاب على ايدي الجلاد الاسرئيلي.. الشبح لساعات، والضرب المضرب، والكلام القبيح وإطفاء السجائر على اجسادهن والعزل الانفراد لشهور...كل هذا وأكثر تستذكره اسيرات من غزة.
"كنا نبوس ارض الزنزانة لما نطلع من التحقيق" هذا كان حال الاسيرات داخل هذا السجن الذي مثل لهن بعد الافراج عنهن عنوانا للصمود والانتصار على السجان ولكنه يعيد اليهن ذكريات اليمة لا يمكن ان تمحى من ذاكرتهن بعد ان جئن زائرات له.
نهلة البايض أول معتقلة في فلسطين اعتقلت في العام 1968 ثلاث مرات متتالية بتهمة الانتماء لقوات التحرير تارة ولتنظيم اوكار تارة اخرى ونقل سلاح والاخبار بين الخلايا تارة ثالثة.
وبينت البايض وهي تطوف في ما كان يعرف بالمسلخ لشدة التعذيب الذي تعرضت له انه حكم عليها بالسجن خمسة عشر عاما وتحت الحاح الثورة الشعبية خفض الحكم الى ثلاث سنوات وكانت في حينها لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها.
اما في العام 1971 ونظرا لانتمائها للجبة الشعبية وايواء جيفارا غزة "محمد الاسود" ويوسف غبن ورفاقهما في بيتها اعتقلت لمدة عام دون ان تعترف على رفاقها مبينة ان الاعتقال هذه المرة كان وهي مخطوبة.
واستمر نشاط البايض مع الجبهة الشعبية أن تم اعتقالها للمرة الثالثة ولكن هذه المرة برفقه ابنها الرضيع الذي لم يتجاوز العشرة شهور،،فكبر وشب الرضيع واسر ايضا.
رفقة نصار ذات السبعين عاما مازالت تحمل في ذاكرتها الكثير من مشاهد المعاناة داخل سجن غزة المركزي مبينة انها تتذكر هذه الذكريات بتفاصيلها ولا وترويها يوميا لأولادها وأحفادها قائلة:"لا يمكن ان انساها حتى اموت".
"مسكني من شعري والقاني للخارج " هكذا تصف نصار تعامل الجنود معها بعد ان انتهت من التحقيق حيث اعتقلت وهي تبلغ من العمر 25عاما امضت في السجن سبع سنوات ونصف بتهمة "تنيظم وكر في البيت وإخفاء السلاح والانتماء للتنظيمات الفدائية".
اما شوقية مصلح فقد حرمها الاحتلال الاسرائيلي من ان تكمل امتحانات الثانوية العامة داخل السجون عندما قام باعتقالها في اليوم الثالث للامتحانات في العام 1969.
وقالت في هذا الصدد:"كنا نتعرض للضرب ونسمع كلاما بذيئا يخدش الحياء"،داعية اهالي الاسيرات ان يفخروا ان ابنتهم اسيرة .
معزوزة الشعراوي التي اعتقلت من داخل صفها في مدرسة شادية ابو غزالة عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاما قضت في السجن سنة ونصف ودفعت غرامة بقيمة 500 ليرة.
قوات الاحتلال المدججة بالسلاح طوقت المدرسة التي كانت تتواجد بها معزوزة لاعتقالها على خلفية نشاط والدها ولكن طلاب المدرسة تصدوا لهذه القوات بالحجارة فما كان من معزوزة إلا ان رمتهم بزجاجة حارقة .
وتقول :"احترق الجيب الاسرائيلي ولكن احد الجنود استطاع ان يميزني من قميصي الزهري فدخل على الصف ومن شعري مسكني ومسح فيا ساحة المدرسة".
اقتادها الى مركز شرطة جباليا حيث رفضت الدخول الى السجن خوفا على حياتها وطالبت باطلاق سراحها او سجنها وهناك مورس عليها اصناف من التعذيب وتستذكر كيف ان المجندة الاسرائيلية "سارة" قامت بشدها من شعرها وانزلتها على السلالم الى الطابق الارضي من السجن.
وتعرض سجن غزة المركزي للقصف عدة مرات الى ان تم تدميره بشكل كلي في الحرب الاسرائيلية على غزة وقامت الحكومة المقالة بتحويله الى ما يشبه المتحف يرتاده من يشاء من المواطنين.
ويعود تاريخ هذا السجن الى بداية الثلاثينات من القرن الماضي حيث انشأته بريطانيا كمقر للقيادة العسكرية البريطانية في جنوب غرب فلسطين وخصص جزءا من المبنى كسجن مركزي للثوار الفلسطينيين.